إسلاميات

نبذة تعريفية عن “الفلسفة الإسلامية” واتجاهاتها

2002 موسوعة الكويت العلمية الجزء الثالث عشر

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الفلسفة الإسلامية اتجاهات الفلسفة الإسلامية إسلاميات المخطوطات والكتب النادرة

ترجع بداية الفلسفة الإسلامية إلى العصور الوسطى عندما ظهر بعض علماء الكلام في الإسلام.

وتزامن ظهور هؤلاء العلماء مع وجود بعض علماء الدين في الغرب من أمثال القديس أوغسطين وتوما الأكويني. واستخدم هؤلاء العلماء من كلا الطرفين الفلسفة للدفاع عن العقيدة بأدلة عقلية.

وقد احتلت الفلسفة الإسلامية مكانة مميزة منذ ظهورها في العصور الوسطى، إذ بنيت في أساسها على حث المسلمين على استخدام العقل في فهم الدين الإسلامي، وحقيقة شريعته بحيث يكون إيمانهم نابعا من العقل.

 

فالدين الإسلامي الحنيف يحثنا على الإيمان بالله وحده لا شريك له عن طريق العقل.

ويتضح ذلك في أول آيات القرآن الكريم التي نزلت على رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ) (العلق 1 – 5).

ومن المعروف أن الفلسفة الإسلامية جاءت بعد الفلسفة اليونانية تبعا لتسلسل الحضارات في التاريخ، ولكن الفلسفة الإسلامية بينت أن التفلسف يساعد على الإيمان، كما وضحت أن الإيمان والتدين لا يمنعان من التفكير العلمي، إذ إن هدف الدين هو توجيه العقل الإنساني وإرشاده.

 

ويذكر أن الكندي، المتوفى عام 246 هـ : 860م، هو أول من أطلق «علم الربوبية» على الفلسفة الأولى. وجاء من بعده الفارابي، الذي توفي عام 339هـ : 950 م، ليعرف الفلسفة بأنها العلم بالموجودات، أي إن الفلسفة تدرس الكون والطبيعة والمجتمع باعتبارها مكونات الوجود الأساسية، كما تهتم أيضا بصفة خاصة بالبرهنة على وجود الله.

وعلاقة الفلسفة الإسلامية بالدين علاقة قوية إذ إن المهمة الأساسية للفلسفة هي الدفاع عن الدين، والبرهنة على صحة حقائق الإسلام أمام خصومه.

 

وتتضمن الفلسفة الإسلامية ثلاثة اتجاهات رئيسية، هي:

– الاتجاه الأول، وهو اتجاه علماء الكلام الذين دافعوا عن الدين الإسلامي.

– الاتجاه الثاني، وهو اتجاه أهل السنة والجماعة الذين التزموا بنصوص الآيات القرآنية والأحاديث النبوية.

– الاتجاه الثالث، ويمثله فلاسفة المسلمين الذين حاولوا التوفيق بين الفلسفة والدين، كما هي الحال في فلسفات الكندي والفارابي، وابن رشد، وغيرهم.

وفي إطار هذه العلاقة خاطب الله، سبحانه وتعالى، عباده في القرآن الكريم لينبههم إلى نعمه التي وهبهم إياها، من حواس وعقل، قال تعالى(وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ۙ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) (النحل 78).

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى