نبذة تعريفية عن ظاهرة “الدفيئة”

2011 تجارب علمية بيئتنا

غريس ودفورد

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

ظاهرة الدفيئة علوم الأرض والجيولوجيا

يبدو أن حرارة الغلاف الجوي للأرض تشهد ارتفاعاً مستمراً، وأغلب الظن أن تلوث الهواء، لا سيما ازدياد مستويات غاز ثاني أكسيد الكربون، هو السبب وراء ظاهرة «الاحتباس الحراري» مع أن أثر الاحتباس الحراري هو من الصفات الطبيعية للغلاف الجوي.

يحيط بالأرض غلاف من الهواء اسمه الغلاف الجوي، وهو مزيج من الغازات وبخار الماء والغبار. يحتفظ الغلاف الجوي بالهواء والرطوبة والحرارة الموجودة بالقرب من سطح الأرض.

ويدعم هذا الغلاف الحياة على كوكب الأرض ويوفر لها الحماية من النيازك الصغيرة (التي ترتد من على الغلاف الجوي) ويعمل كدرج ضد الإشعاعات الضارة المنبعثة من الشمس. إن الغلاف الجوي حيوي، ومن دونه لأصبحت الأرض مثل القمر خالية من الهواء والماء والحياة.

إن نسبة الغازات في الغلاف الجوي مهمة جداً، وتسمى بعض هذه الغازات «غازات الدفيئة» (أو غازات «البيت الزجاجي»)، وأهمها هو ثاني أكسيد الكربون على احتجاز حرارة الشمس والحيلولة دون تسربها إلى الفضاء، تماماً كما يحتجز الزجاج الحرارة في البيوت الزراعية أو البلاستيكية.

لقد حافظت كمية ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي على توازنها لملايين السنين، لكن حرق الوقود الأحفوري، مثل النفط والفحم، يطرح ثاني أكسيد الكربون ويزيد من كميته بصورة كبيرة جداً في الغلاف الجوي.

أما في الماضي فقد ساعدت الغابات الشاسعة على المحافظة على التوازن من خلال استخدام النبات لثاني أكسيد الكربون أثناء عملية البناء الضوئي وتحويله إلى أكسجين، لكن قطع أشجار هذه الغابات الضخمة أو حرقها يعني أن الأشجار لن تكون قادرة على عملية تبادل ثاني أكسيد الكربون مقابل الحصول على الأكسجين.

فكلما زادت نسب غازات الدفيئة في الغلاف الجوي تم احتباس المزيد من الحرارة بالقرب من سطح الأرض، وهو الأثر الذي يُطلق عليه مصطلح «الاحتباس الحراري» أو «الاحترار العالمي».

يتغير مناخ العالم بصورة مستمرة، فمنذ أكثر من 65 مليون سنة عندما جابت الديناصورات الأرض، لم يكن هناك غطاء جليدي قطبي، وكانت النباتات الاستوائية تنمو في المناطق المعتدلة مثل أوروبا وشمال أمريكا.

ومنذ حوالي مليون سنة غطت الثلوج معظم الكرة الأرضية، لكن التغير في المناخ كان بطيئاً في الماضي، أما الآن فقد أصبح التغير سريعاً بسبب النشاطات البشرية.