نبذة تعريفية عن خصائص “المواطن البحرية” وأهم المسببات التي أدت إلى تلوّثها
2011 تجارب علمية بيئتنا
غريس ودفورد
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
المواطن البحرية خصائص المواطن البحرية أسباب تلوث المواطن البحرية علوم الأرض والجيولوجيا
يجري الماء عبر كل الأنظمة البيئية ويربطها ببعضها أثناء دورته بين البحار والغلاف الجوي واليابسة. تعتمد الحياة كلها على الماء لكنها تتعرض للخطر عند تلوثه.
تشكل البحار التي تغطي 70 في المئة من سطح الأرض وحدات أحيائية ضخمة، ويوجد ضمن هذه الوحدات الأحيائية الضخمة الكثير من النظم البيئية، مثل الشعاب المرجانية وغابات الأعشاب البحرية، ولكل منها بيئته الخاصة. إن الكائنات الحية التي تعيش في البحر متنوعة كتنوّع الكائنات الموجودة على اليابسة.
تشبه بعض المواطن الطبيعية الموجودة في البحار تلك المواطن الموجودة على سطح اليابسة. فعلى سبيل المثال، هناك صحاري رملية تكون فيها أعداد الكائنات الحية قليلة نسبياً، وهناك سلاسل جبال ضخمة ووديان عميقة أيضاً.
إن العديد من المواطن البحرية الأخرى تختلف كلياً عن تلك الموجودة على اليابسة، فالبحار تحوي تحت سطحها مناظر طبيعية رائعة وفريدة من نوعها، وهي مكوّنة من مجموعات متنوعة من الشعاب المرجانية.
تظهر الشعاب المرجانية في مناطق المياه الاستوائية الدافئة وهي نتيجة صنع كائنات حية صغيرة تقوم ببناء هياكل صلبة.
ينمو المرجان الجديد على مرّ مئات السنين فوق هياكل المرجان الميتة ويتوالى بناء الشعاب طبقة فوق الأخرى.
تتغذى الأسماك الصغيرة على الشعاب المرجانية الحية، ثم يتم التهام الأسماك الصغيرة من جانب الأسماك الأكبر.
وتبني الكثير من الأسماك مأواها في المرجان الميت أو تستخدمه كمخبأ جيد، كما توفر الشعاب المرجانية الغذاء والمأوى للآلاف من أنواع الأسماك المختلفة.
تعتمد جميع شبكات الغذاء البحرية على طحالب ميكروسكوبية (مجهرية أو صغيرة جداً) تشبه النباتات تسمى العوالق النباتية، يعيش معظمها بالقرب من سطح البحر لأنها تحتاج إلى الطاقة من ضوء الشمس كي تنمو، لا سيما أن ضوء الشمس يتوافر بصورة أكبر بالقرب من سطح الماء.
إن هذه العوالق النباتية التي تطرح الأكسجين كمنتج ثانوي تقوم بنفسها بإنتاج 70 في المئة من إمداد الأكسجين للعالم كله.
تشكل العوالق النباتية مصدراً غذائياً لحيوانات ميكروسكوبية تسمى العوالق الحيوانية، والتي تشكل بدورها الغذاء للأسماك الصغيرة، ومن ثم تؤكل الأسماك الصغيرة من جانب الحيوانات الأكبر، وتستمر هذه العملية عبر شبكة الغذاء من دون انقطاع.
يُعدّ تلوث مياه البحار والمحيطات مشكلة رئيسة، إذ إن أكثر من 80 في المئة من تلوث مياه البحر مصدره نشاطات بشرية تجري على اليابسة.
فقد احتوت معظم الفضلات التي طمرها الإنسان في البحر فيما مضـى على كميات قليلة من المواد الطبيعية، مثل مياه المجاري وفضلات الطعام، والتي تفسخت وتحللت مع مرور الوقت وجرى امتصاصها بسهولة عبر سلسلة الغذاء البحرية.
أما الآن فتزداد كميات هذه المواد التي تُطمر في مياه البحار بالإضافة إلى المعادن والمواد البلاستيكية التي تستغرق مئات السنين كي تتحلل.
وعلاوة على ذلك، فإن النفايات الصناعية التي تحوي مواد كيماوية سامة يتم التخلص منها الآن في مياه البحار والأنهار.
إن هذه المواد الكيميائية تفتك بجميع أنواع كائنات الحياة البحرية، الكبيرة منها والصغيرة، كما أن المواد الكيميائية التي نستخدمها في المزارع تتلف الأحياء البحرية أيضاً، حين يقوم المزارعون برش حقولهم بكميات كبيرة من المبيدات الحشرية والأسمدة، ويأتي المطر ليجرف هذه المواد الكيميائية إلى الأنهار التي تنقلها إلى البحر آخر الأمر.
حدث جزء كبير من تلوث مياه البحار بسبب عمليات التنقيب عن النفط ونقله التي تجري على البر، كما أن النفط المتسرب من ناقلات النفط أو من حفارات آبار النفط هو من أخطر الملوثات وأكثرها صعوبة أيضاً في التنظيف.
فالنفلط يفتك بالنباتات البحرية والأسماك والحيوانات ويدمر مواطن الكائنات البحرية. سيوضح النشاط الوارد في الصفحات التالية المشكلات التي أحدثتها التسربات النفطية في البحر.
النمو المفرط للطحالب
أن الطحالب كائنات تسكن في الماء، وتشتمل على العوالق النباتية والأعشاب البحرية. تجعل بعض الملوثات نمو الطحالب سريعاً جداً.
وتتكوّن نتيجة لذلك كتل من الكائنات الحية تتميز بنموها المفرط يطلق عليها اسم "ازدهار الطحالب"، كتلك المبينة في الصورة.
عندما تموت الطحالب تتغذى عليها البكتيريا وتأخذ الأكسجين من الماء مما يسبب الفتك بالأسماك.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]