العلوم الإنسانية والإجتماعية

كيفية تنمية صفة التعاطف بين الأطفال حديثي العهد بالمشي

1998 الأعمار و مراحل النمو

ميلر, كارين

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الأطفال حديثي العهد بالمشي كيفية تنمية صفة التعاطف بين الأطفال العلوم الإنسانية والإجتماعية البيولوجيا وعلوم الحياة

ليس هناك مرحلة من مراحل النمو أكثر إمتاعاً وأنساً، وأكثر صعوبة في الرعاية لطول اليوم من مرحلة طفولة حديث العهد بالمشي والتي تتراوح بين 15 شهراً وعامين من العمر.

حيث يكون الطفل في هذه المرحلة جذاباً ومحبوباً، ويمتاز بحب استطلاع تجاه أي شيء يراه، وشغوفاً بذاته فقط، وكثير المتطلبات، ومتقلب المزاج، وذا طاقة كبيرة جدا.

 

قد تكون عملية الإشراف على الطفل يوميا عملية متعبة بل مرهقة أيضا، لكن تمتاز هذه المرحلة العمرية بحدوث تقدم كبير في نمو الطفل في فترة زمنية قصيرة جداً.

حيث يستعد حديثو المشـي في هذه المرحلة لاكتشاف العالم المحيط بهم، نظراً لتمكنهم من المشي فإن العالم متاح لهم ليكتشفوه!

 

تحتاج هذه المرحلة العمرية إلى مربية ذات طاقة كبيرة، وتمتاز بالمرونة والصبر، والقدرة على التربية والتوجيه، وأخيرا اليقظة والحذر.

«الرجاء العودة إلى الباب السابق في الجزء الخاص بتهيئة بيئة آمنة للطفل، لأن الطفل حديث المشي تكون لديه قدرة أكبر على الوقوع في مشاكل خطيرة في أثناء اكتشافه للبيئة المحيطة به».

 

الخصائص الاجتماعية والعاطفية

التمركز حول الذات (الأنوية) هي الكلمة المناسبة التي تصف علاقة الطفل بالأشخاص الآخرين، حيث تتركز في عقلية حديث المشـي فكرة أن العالم خلق لخدمته ولمتعته فقط. ويضحي بعض الأطفال مزعجين للغاية بعد أن كانوا محبوبين وجذابين قبل بضعة شهور سابقة.

يهتم الأطفال باللعبات الفردية في هذه السن. بالطبع يوجد استثناءات، ولكن معظم الأطفال في هذه المرحلة يعيشون في عالمهم الخاص ويتجاهلون الأطفال الآخرين.

 

في حين أن الأطفال ذوي العامين يهتمون باللعب بالقرب من الأطفال الآخرين، إلا أن حديثي المشـي الأصغر سنا لا يعيرون الأطفال الآخرين أي اهتمام.

يكون من الصعب على الطفل حديث المشـي أن يتجاهل الأطفال الآخرين في حجرة مملوءة بالأطفال! لذا تساعد التربية الجماعية لأطفال هذه المرحلة على تنمية وعيهم الاجتماعي بالنسبة للأطفال الآخرين.

 

تنمية صفة التعاطف بين الأطفال

عادة يتعامل الأطفال حديثو المشي في بداية هذه المرحلة مع الأطفال الآخرين على أنهم لعب، أو أشياء موضوعة لهم لاختبارها وخرق عيونها وجذب شعورها، الخ.

ليس المقصود من هذه التصرفات الصادرة من الطفل الرغبة في إيذاء الأطفال الآخرين، ولكنها عدم إدراك منه أن هذه التصـرفات مؤذية للآخرين، حيث يتصـرف الطفل هكذا «لاكتشاف» الأطفال الآخرين، ومدى مقدرتهم على تسليته (كإصدار أصوات مثلاً، الخ).

يوجد هنا دور هام للمربية، فبادئ ذي بدء، يجب أن تحمي الأطفال من بعضهم بعضاً!

 

وجزء من اليقطة التي تكلمنا عنها سلفا لا تقتصـر فقط على إبقاء حجرة فصلك خالية من مصادر الخطورة، ولكن بمراقبة الأطفال أنفسهم.

لهذا السبب تشترط الحكومة للترخيص لدور رعاية أطفال (الحضانة) في هذه المرحلة أن يكون عدد المشرفات بالنسبة لعدد الأطفال عدداً كافياً.

ثانيا: هذا هو الوقت المناسب لتبدئي في تعليم الأطفال التعاطف ومحبة بعضهم لبعض، إذ يمكنك أن تكتشفي لمسات من الحنو والتعاطف من أطفال هذه السن، فإذا أصاب أحد الأطفال نفسه بضرر ما وبدأ في البكاء، فقد تجدين أحد الأطفال الآخرين يتوجه إليه لتطييب خاطره.

 

ومن الممكن أن يمنحه لعبته أو وسادته الخاصة. يحدث هذا أيضاً من الطفل تجاه والده المتعب، كأن يقدم لوالده شيئاً تعوَّد والده أن يعطيه إياه في السابق لتهدئته.

التمركز حول «الأنوية» أو الذات، هذه الصفة ليست متوافقة مع ما سبق وصفه من صفة الحنو والتعاطف، فمن الجائز أن يُطيِّب الطفل خاطر طفل آخر في مرة ويتجاهله تماماً في المرة الأخرى، طبقاً لحالته المزاجية.

يتخذ الأطفال من الكبار مثلاً لتعلم صفة المودة والتعاطف، فإذا أظهرت أنت والأشخاص البالغون الآخرون في حياة الطفل المودة والتعاطف تجاهه عند إصابته بضـرر ما، سيتعلم الطفل منك بالتبعية.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى