نبذة تعريفية عن نطاق كورديليري
1998 الموسوعة الجيولوجية الجزء الخامس
ترجمة أ.د عبد الله الغنيم واخرون
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
نطاق كورديليري علوم الأرض والجيولوجيا
هو نطاق جبلي يتكون من مجموعة من السلاسل الجبلية المستقلة مع ما يرافعها من الضهاب والسهول بين الجبلية، تمتد الكوردليرا بشكل خطي على طول قارة بأكملها.
أما الأجزاء المكونة لها فقد تكون خطية ومائلة على اتجاه الكوردليرا الرئيسي بزوايا مختلفة. وقد تكون هذه الأجزاء غير خطية.
يستعمل مصطلح «كوردليرا» كثيراً عند الحديث عن المناطق الجبلية غربي أمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية التي تقع بين المحيط الهادي غرباً والأراضي المنخفضة الداخلية شرقاً.
ويمكن تتبعه من قوس الاسكا وغرب ألاسكا شمالاً مروراً بغربي كندا والولايات المتحدة والمكسيك ثم أمريكا الوسطى، حيث يحدث له نوع من الانحراف نحو الشرق ليعود إلى الظهور على طول الساحل الغربي لأمريكا الجنوبية حتى أقصى نهايتها الجنوبية.
ثم ينحرف هناك مرة أخرى إلى الشرق في قوس سكوتيا (Scotia arc) ليظهر في شبه جزيرة بالمر (palmer Peninsula) إلى أن يختفي تحت جليد القارة المتجمدة الجنوبية، وهو أطول نطاق جبلي في العالم.
وقد استعمل مصطلح كوردليرا أول الأمر ليشير إلى جميع جبال الأنديز في أمريكا الجنوبية، على الرغم من أن بعض الباحثين يستعملون كلمة (كوردليرا) الآن للإشارة إلى سلاسل جبلية مستقلة ضمن نطاق جبال الأنديز. وكذلك، فإن المنطقة الجبلية المعقدة في غربي أمريكا الشمالية يطلق عليها رسمياً اسم «نطاق الكوردليرا» أو «أوروجين» أو «كوردليرا أورجين»
ويضم هذا النطاق الأخير أجزاء متباينة مثل سيرانيفادا (Sierra Nevada) ووادي كاليفورنيا المركزي (Central Valley) وسلسلة كاسكيد (Cascade Range)، وإقليم الحوض والسلسلة وهضبة كولورادو (Colorado Plateau) وجبال الروكي. (انظر: نظم جبلية).
تمثل الكوردليرا أنظمة تشويه شديدة في قشرة الأرض. وتنتج عادة عن تقارب (Convergence) وتفاعل مناطق كبيرة مستقرة نسبياً تسمى الصفائح (Plates) وفقاً لنظرية تكتونية الصفائح (Plate Tectonics)، والتي ظهرت في أواسط الستينات.
ومنذ ذلك الحين والبحوث تتتابع لتفسير نشأة أنواع السلاسل الجبلية في أوضاعها المختلفة.
ودون دخول في التفاصيل فإنه يمكن توضيح نشأة السلاسل الجبلية بثلاثة طرق مرتبطة بتقارب الصفائح:
1– تقارب صفيحتين قاريتين (Continental Plates) ثم اصطدامهما مما يؤدي إلى تشويه طبقات الصخر من طي وتصدع وتحرك وبالتالي ارتفاعها على شكل جبال.
ومن أفضل أمثلتها جبال الهمالايا التي نتجت من اصطدام الهند مع قارة آسيا. ويبلغ سمك القشرة الأرضية في جبال الهملايا 70 كم تقريباً. وهو ضعف معدل القشرة القارية.
ويبدو أنها – أي جبال الهملايا – قد نشأت من انزلاق أو دفع إحدى القشرين القاريتين فوق الأخرى.
2- تقارب جزيرة قوسية (Island Arc) محمولة على قشرة محيط مع صفيحة قارية، ثم اصطدامها معاً لينتج من ذلك سلاسل جبلية تشبه ما ذكر في (1) ولكن على مقياس أصغر.
3- تقارب صفيحة محيطية من صفيحة قارية ثم اندساسها تحتها. وهذا النوع الثالث هو المسؤول عن نشأة نطاق الكوردليرا غربي الأمريكيتين.
ولا يحدث الاصطدام بين الصفيحة المحيطية والصفيحة القارية لأن الأولى أقل سمكاً وأكثر كثافة، مما يؤدي إلى اندساسها تحت الصفيحة القارية. وتستمر الصفيحة المحيطية بالغوص في أعماق وشاح الأرض إلى عمق قد يصل إلى 700 كم.
ويؤدي استمرار هذا الغوص إلى احتكاك شديد ينشر حرارة كافية لصهر الصخر، تخرج على شكل براكين فوق سطح الصفيحة القارية. فإذا استمرت حركة الصفائح زمناً جيولوجياً كافياً أصبحت هذه الصخور البركانية مكوناً أساسياً من نطاق الكوردليرا وهذا ما هو موجود فعلياً. والصخور البركانية هي من نوع الأنديزيت في العادة.
ويفسر ما ذهبنا إليه في نشأة الكولديرا (نقطة 3) مجموعة صفاتها:
1- تكون موجودة على طول الهوامش القارية.
2- تنتشر فيها النشاطات البركانية والجوفية بشكل واسع. ومن ثم تكثر فيها هذه الأنواع من الصخور.
3– يوجد على طرفيها أنطقة من صدوع الدفع (Thrust Faults) قليلة الميل متجهة بعيداً عن محور نطاق الكوردليرا.
4– تكون خطية بمعنى أن طولها أكبر كثيراً من عرضها.
أما عن عمر نطاق الكوردليرا، فيبدو أن ذلك مرتبطة بحركة اندساس أو غوص صفيحة المحيط الهادي تحت القارة الأمريكية.
وتوجد أدلة على أن بداية عملية تشويه الصخر من طي وتصدع ودفع وغيرها، قد بدأت منذ عصر الترياسي في حقب الحياة المتوسطة.
ومنذ ذلك الوقت، اي قبل أكثر من 180 مليون سنة وحتى وقتنا الحاضر، وعمليات الترسيب والخفض والرفع والطي والتصدع وخروج البراكين وتكون الصخور النارية الجوفية والصخور المتحولة مستمرة.
وطبيعي أن يقال إن الأجزاء المختلفة في هذا النطاق الطويل لها أعمار مختلفة تبعاً للظروف المرافقة لنشأتها.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]