أسباب اهتمام السيدة “مارياروزا آبات” باختراع جهاز لاستعادة نمو الشعر
1995 نساء مخترعات
الأستاذ فرج موسى
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
السيدة مارياروزا آبات الشعر شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة
((أبلغ من العمر الآن 61 عاما، صادفت فيها الخير والشر، أوقاتا تعيسة وأخرى سعيدة. ولم تكن أقلها تلك اللحظة التي تسلمت فيها الميدالية الذهبية للمنظمة العالمية للملكية الفكرية (WIPO) )).
هذا ما أسرت به لي السيدة الإيطالية ((مارياروزا آبات. Mariarosa Abbate)). الفائزة لسنة 1989 في جنيف.
ويكفيها القول بأن برنامج الكمبيوتر المتصل باختراعها يسمى : ((برنامج بول Paul)) إحياءا لذكرى ابنها باولو ((paolo))، الذي قتل في حادث سيارة وهو في السابعة من عمره، وكانت مأساة تركت فيها أثرا عميقا.
((وبعد وفاة ((باولو))، وفي محاولة للنسيان، عدت إلى عملي القديم في العلاج الطبيعي، وعدت لتقديم خدماتي إلى المستشفى الذي تركته منذ سنوات، من أجل التفرغ لتربية أطفالي الخمسة.))
عادت السيدة ((آبات))، إلى المستشفى، للعناية بالمرضى المصابين بعرق النسا والروماتيزم، وتدليك ضحايا حوادث الطرق. .. ((لقد استمتعت دائما بفعل الخير.
وهكذا جاءتني الفكرة لمساعدة الذين يعانون فقدان شعر الرأس. أرجو ألا تضحك، ففقدان شعر الرأس شيء صعب التحمل من الناحية النفسية، حيث يشعر الشخص بانطباع بأنه لم يعد نفس الشخص.
وهو شعور مزعج للمرأة بوجه خاص، المرأة التي تصبح صلعاء نتيجة للعلاج الكيميائي للسرطان- على سبيل المثال- وهذا ما يدعو للأسى.))
وهنا شرعت ((مارياروزا آبات)) في البحث عن المزيد من المعلومات، وعمل ملف لهذا الموضوع. وقد علمها بحثها أن أسباب فقدان الشعر كثيرة، ما زال من الصعب تفسيرها في غالبية الحالات.
ولكن ظهر شيء واحد، كان من الأسباب الرئيسية، هو التغذية غير الكافية للشعر. وهذا النقص في التغذية مرجعه إلى النقص في الدورة الدموية والسائل اللمفاويّ في طبقات الأنسجة التي ينمو فيها الشعر.
كذلك بسبب النقص في عملية الأكسجة (Oxygenation)، بسبب ركود بقايا التحلل الطبيعي للأنسجة، وتراكم الرواسب الدهنية المتبقية من عملية الإفراز المفرط والتخلص غير الملائم من السائل الدهني، مما يعيق التدفق المطرد للأكسجين في الأنسجة.
كما اكتشفت المخترعة أنه ما زال بأسفل فروة الرأس التي كانت آخذة في الصلع تدفق الدم، ومع أنه أبطأ، لكنه لم يتوقف.
ولهذا قالت لنفسها إنه من أجل احياء وإنعاش نمو الشعر، يجب توفير مثير كاف لدى الأوعية الشعرية، بحيث يفوق هذا المثير أي تدليك عادي والاستعمال الذي لا ينتهي لأنواع من الغسول والكريم.
((وهكذا فكرت في طريقة للعلاج، والأداة التي يمكن استخدامها. وفي ذاك الوقت كانت الأداة تشغل يدويا، وكان بها فعلا كؤوس للشفط، يساعد امتصاصها كما اعتقدت على إعادة فتح الأوعية الدموية والدورة الدموية في فروة الرأس.
وأعترف أن العملية كانت دقيقة للغاية، وأنني كنت على دراية تامة، أن كل مريض يجب علاجه على عمق أعظم أو أقل، طبقا لحساسيته، أو حساسيتها ومدى خطورة الحالة، ولم يكن ذلك أمرا هينا.))
إن نفس طريقة الامتصاص هذه قد طبقت في مكان آخر كمثير للأوعية الدموية في الجذع، وخلف الرقبة والوجه، وليس في الرأس على الإطلاق.
حقا إن أي ملامسة للرأس تعد مخاطرة كبرى، ذلك أن الرأس من الأعضاء الهشة جدا. وهذا يفسر أيضا عدم تلقي السيدة "آبات" أي تشجيع من المتخصصين المحيطين بها.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]