نبذة عن حياة الدكتورة “روزالين يالو”
1995 نساء مخترعات
الأستاذ فرج موسى
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
الدكتورة روزالين يالو شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة
وقد ولدت ((روزالين)) في 19 يوليو عام 1921، في مدينة نيويورك، من والدين متواضعين، من المهاجرين اليهود من ألمانيا وأوروبا الشرقية.
ومنذ كانت صغيرة، كانت فتاة عنيدة، مليئة بالعزم استحوذ عليها الاهتمام بالرياضيات والكيمياء. وفي المدرسة الثانوية، تحولت إلى دراسة الفيزياء.
وفي عام 1939، وهي في التاسعة عشرة من عمرها، قرأت ((روزالين)) سيرة حياة ((ماري كوري))، وهو كتاب – في رأيها – لا غنى عنه في قائمة القراءة لكل شابة طموحة عالمة.
وفي نفس العام، ألقى الفيزيائى النووي الايطالي ((انيركو فيرمي))، الذي هاجر مؤخرا إلى الولايات المتحدة الأمريكية، محاضرة عن الانشطار النووي الذي تم اكتشافه حديثا، تابعتها روزالين باهتمام بالغ.
ولم تهتم مقالة ((انيركو فيرمي)) بتطبيق الانشطار النووي في فن الحرب الحديثة فحسب، بل أيضا على الإمكانية الجاهزة بالفعل لاستخدام النظائر المشعة في الفحوصات الطبية.
وكان أقصى ما تصبة اليه عائلة ((روزالين))، هو أن تصبح مدرسة ابتدائي، لكن ((روزالين)) عقدت العزم على العمل في مجال آخر، هو مجال الفيزياء.
حصلت ((روزالين)) على وظيفة سكرتيرة لبعض الوقت عند أحد المتخصصين في الكيمياء الحيوية بجامعة ((كولومبيا)).
وكان ذلك بمثابة الباب الخلفي لها للوقوف على عتبة الدراسات الجامعية، وكان بداية حياة روزالين العملية. بعد ذلك حصلت على عرض كمدرسة مساعدة للفيزياء في جامعة ((ألينوي)).
وفي أول اجتماع لها مع أساتذة كلية الهندسة بتلك الجامعة، اكتشفت ((روزالين)) أنها المرأة الوحيدة من بين 400 عضو بهيئة التدريس، حيث كانت في الحقيقة، أول امرأة في ذلك المنصب منذ عام 1917.
وظلت متواضعة، وهي تقول: إن مكانها يدين لحسن الحظ، وتجنيد الشباب بالقوات المسلحة في عام 1941.
وامتلأت الأعوام من 1941: 1945 بالعمل والإثارة، حيث كان حمل التدريس ثقيلا، هذا بالإضافة إلى التجارب المعملية الخاصة برسالتها، والتي تتطلب ساعات طويلة في المختبر.
ثم في يناير عام 1945 حصلت على درجة الدكتوراه في الفيزياء النووية. ولم يمنع هذا الدكتورة "روزالين يالو" من الزواج من أستاذ جامعي في الفيزياء، والقيام بتربية أطفالها.
وكانت أول مرة تسمع فيها عن عالم تطبيق النظائر المشعة في الطب من زوجها.
وبعد مقابلة دامت 15 دقيقة مع أكبر فيزيائي طبي في البلاد وكبير المستشارين في مستشفى ((برونكس))، تم قبول ((روزالين يالو)) كمسؤولة عن توفير وتطوير خدمات العلاج الطبي بواسطة النظائر المشعة.
وبعد ثلاث سنوات، وعندما بدأ المختبر في الازدهار، انضم إليها الطبيب الشاب الدكتور ((سولومون بيرسون)).
وكانت هذه بداية 22 عاما من المشاركة التي انتهت باكتشاف طريقة ((فحص المناعة بالإشعاع RIA)) في عام 1959، واستمرت هذه المشاركة حتى وفاة ((سولومون)) قبل الأوان في عام 1972.
وتعلق ((روزالين)) على ذلك قائلة: ((لسوء الحظ فإنه لم يعش ليشاركني جائزة نوبل التي كان لا بد أن يحصل عليها لو أنه عاش)).
وبناء على طلب الدكتورة ((روزالين يالو)) ، تم تسمية المختبر الذي شاركها فيه زميلها ((الدكتور سولومون بيرسون)) باسمه، وكما تقول : ((سيستمر اسمه على أوراق أبحاثى طالما أنني مستمرة في النشر، وستظل ذكرى اسهاماته باقية)).
وحصلت الدكتورة ((روزالين يالو)) على العديد من المنح والجوائز والدرجات الشرفية المثيرة للإعجاب فقد حصلت على 40 درجة دكتوراه شرفية اعترافها بإسهاماتها المميزة في العلم. وهي لم تتوقف أبدا عن نسبة الفضل إلى الدكتور ((سولومون بيرسون)) شريكها في الاختراع.
وفي مدينة ((استكهولم))، اختيرت ((روزالين يالو)) متحدثة رسمية نيابة عن الحاصلين على جائزة نوبل لعام 1977، وفي الوليمة التي أقيمت عقب الاحتفال، وعقب تقديمها للملك ((كارل السادس عشر)) ملك السويد، خاطبت ((روزالين)) طلبة ((استكهولم)) قائلة:
((لا نستطيع أن نتوقع أن تحصل جميع النساء على الفرصة المتكافئة الكاملة التي يسعين إليها في المستقبل القريب.
لكن لو كان علينا نحن النساء أن نبدأ في التحرك نحو هذا الهدف، فإن علينا أن نثق بأنفسنا، وإلا فلن يثق بنا أحد، وعلينا أن نقرن تطلعاتنا بالكفاءة والشجاعة والعزم على النجاح، وأن نشعر بالمسؤولية الشخصية لنمهد الطريق لمن يأتين بعدنا، فليس بوسع العالم أن يتحمل فقد نصف بشره إذا أردنا أن نحل المشاكل الكثيرة التي تقلقه)).
فلعل هذه الشجاعة النادرة وهذه الدعوة للنساء في جميع أنحاء العالم أن تكون محلا للاعتبار.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]