الــمــخ

2008 دليل جسم الانسان

ريتشارد ووكر

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

البيولوجيا وعلوم الحياة

يشكل المخ حوالي 85 % من وزن الدماغ. وهو عالي التطور عند الإنسان ويمنحنا المهارات الإدراكية ويولد الوعي، وإحساسنا بالوعي الذاتي. وهو ينقسم إلى نصفين – كنصفي الكرة الأرضية -، أيسر وأيمن، مرتبطان «بجسر» من ألياف عصبية تسمى الجِسم الثَّفَنِيّ. وتكون سطوح هذين النصفين مثنية بشكل كبير بعدد كبير من التلافيف (الحواف) والأثلام (الأخاديد) ولكل منهما أربعة

فُصُوص:

الفَصُّ الجِداري – إدراك اللمس، والألم، والأحاسيس المشابهة الأخرى.

الفَصُّ الجَبْهيّ – التفكير، والانفعالات (العواطف)، النطق (والكلام)، وحركات الدُّربة والمهارات.

الفَصُّ الصُّدغي – تمييز الأصوات ومخزون الذاكرة.

الفَصُّ القَذالي (القفَوي) – يترجم الصور المرئية.

يتلقى النصف الأيسر المدخلات الحسية من الطرف الأيمن من الجسم، ويتحكم بحركات هذا الطرف، وهو مسئول عن اللغة، والأعداد، وحل المشاكل والسلوك

المنطقي، بينما النصف الأيمن يتعامل مع الطرف الأيسر من الجسم إضافة إلى تقدير الفنون، والموسيقى، وتمييز الوجوه، والخَيَال، والبصيرة. ولكل نصف ثلاث مناطق رئيسية: قِشرة المخ، والمادة البيضاء، والنوى القاعدية.

• قِشرة المخ: تغطي هذه الطبقة الرقيقة من المادة السِّنجابيَّة التي تبلغ سماكتها حوالي 4 مم (0.15 إنش) القسم الخارجي للمخ. وتقوم قشرة المخ بمعالجة المعلومات الواردة وتخزينها، وتجعل من الممكن التفكير، والنطق (والكلام)، والإبداع، والإدراك، والحركة وجميع مظاهر السلوك الواعي. وهي تتألف من أجسام الخلايا من مليارات العصبونات الرابطة، الذي يرتبط كل منها مع مئات أو آلاف العصبونات الأخرى لخلق شبكة اتصال بدرجة لا يمكن تخيلها من التعقيد. الثنيات المكثفة في سطح الدماغ تزيد إلى حد كبير من كمية قشرة المخ التي تستطيع التلاؤم بشكل مناسب مع الحدود الضيقة للجمجمة. وتقوم كل منطقة مختلفة من قشرة المخ في كل نصف من المخ بتنفيذ مهام مختلفة.

وتنقسم هذه المناطق إلى ثلاث مجموعات: المناطق الحركية التي تبعث الحركات في الجسم، والمناطق الحسية التي تستقبل المدخلات من الجلد، والعينين، والأذنين، واللسان والأنف والأعضاء الحسية الأخرى، والمناطق الرابطة، التي تشكل 75 % من قشرة المخ، وتترجم وتحلل المعلومات ولها علاقة في الذاكرة، والتعلم، والفهم.

• المادة البيضاء والنوى القاعدية: تقع المادة البيضاء داخل قشرة المخ وتتألف من محاور العصب (ألياف العصب) للعصبونات الرابطة. وهي توفر «الأسلاك/التوصيلات» التي تربط مناطق قشرة المخ مع بعضها، وتُمكِّن هذا «المركز الأعلى» من الاتصال مع الأجزاء الأخرى للدماغ، ومع الأجزاء الأخرى للجسم عن طريق جِذع الدماغ والحبل الشوكي والأعصاب المحيطية. النوى القاعدية هي «جُزر» من المادة السنجابية داخل المادة البيضاء تساعد على تنظيم حركات الجسم. وهي تعمل مع المنطقة القشرية الحركية، والمهاد، والمخيخ لتخطيط ورصد وتنسيق تقلص العضلات الهيكلية لكي يتحرك الجسم بسلاسة.