المحاولات العديدة لارتياد الفضاء بواسطة الإنسان
1997 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الثاني
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
محاولات ارتياد الفضاء علوم الأرض والجيولوجيا
فَكَّرَ الإنسانُ منذ القِدَم في السَّفِر خارجَ الكرةِ الارضية التي نعيش عليها، وظهرَ الكثيرُ من الروايات والقِصَص التي تتخيلُّ ما يشاهدُهُ أو يواجهُهُ الإنسانُ في مثلِ هذه الرحلة إلى الفضاء.
ولكنَّ الانسانَ وكلَّ الأجسامِ التي على الارض ترتبطُ بها بقوةٍ تسمى" قوةَ الجاذبيّة الأرضيّة" تَشُدُّها نحوَ الأرض وتمنعُها من الابتعادِ عنها.
وَظَلَّتْ جاذبيةُ الأرضِ من أبرزِ العَقَبات التي منعتْ الإنسانَ من تحقيق حُلْمِه في ارتياد الفضاء، حتى استطاعَ تطويرَ الصواريخ الحديثة التي تنطلقُ من الأرض بقوّةٍ تزيدُ على قوةِ جاذبيةِ الأرضِ لها، فتعلو حتى تخرجَ من نِطَاق جاذبيةِ الأرض.
وفي البداية استخدَمَ الانسانُ هذه الصواريخَ في إطلاقِ أقمارٍ صناعيةٍ صغيرة لتدورَ حولَ الأرض في مداراتٍ مُحَدَّدَة، فتستكشفَ الفضاءَ وما يحويه، وترسلَ لمحطات المراقبة على الأرض صورا بالتلفاز لمشَاهِدِ الفَضَاءِ ومعلوماتٍ عنه.
أطلق الاتحادُّ السوفييتي أوَّلَ قمرٍ صناعي عام 1957 وهو سبُوتْنِكْ الأول، ثم أطلق أوَّل مركبةٍ فضائية مأهولة (أي فيها إنسان) عام 1961، قادها رائدُ الفضاء يوري جَاجارين الذي دارَ بها مَرَّةً واحدةً حول الأرض.
ثم أطلقتْ الولاياتُ المتحدة الأمريكية مركبةً فضائيةً مأهولةً عام 1962، قادها الرائدُ جون جلين.
واستمرَّتْ الدراساتُ الفضائيةُ حتى عام 1969 حيث أُطْلِقَتْ مركبةُ الفضاء أبولُّو 11 برائدَيْ الفضاء نيل آرمسترونج وإدوين ألدرين، اللذيْن استطاعا برحلتهما هذه النزولَ على سطح القمر، وكانا بذلك أوّلَ من يمشي على سطحِ القمر.
ولم تقتصـرْ محاولاتُ ارتياد الفضاء على الوصول إلى القمرِ التابعِ لكوكب الأرض، بل أُجْرِيَتْ دراساتٌ ومحاولاتٌ للوُصول إلى الكواكب الأخرى.
فأرسلت كلٌّ من الولاياتِ المتحدة الأمريكية والأتحادِ السوفييتي مركباتٍ غيرَ مأهولة إلى كواكب الزُّهَرَة، والمَرِّيخ، والمُشْتَري لتقومَ بإجراء تجارب ودراسات لتلك الكواكب.
وما زالتْ المحاولات مستمرَّةٍ لجمع مزيدٍ من المعلوماتِ عن الفضاءِ وما يسبحُ فيه من كواكبَ ونجومٍ.
وتوجدُ حاليّا عشـراتٌ من الأقمارِ الصناعية تدورُ حولَ الأرض على أبعادٍ مختلفةٍ منها، فضْلاً عن قِطَعِ وأجزاء من الصوارخ التي سبق اطُلاقها وأصبحتْ من "فضلات الفضاء".
ويتحكَّمُ في حركةِ هذه الأجسام في مداراتِها حول الأرض كلٌّ من قوّةِ الجاذبية الأرضية التي تَشُّدُها نحو الأرضِ، والقوَّةِ الطاردة المركزية التي تُبْعِدُها عن الأرض.
وقد أطلق الإنسانُ إلى الفضاء مركباتٍ وتركَها هناكَ لتصبحَ "مَحَطَّاتِ فضاء" تُزَوَّدُ بمخازنَ للوقود كي يستخدمَه روادُ الفضاء في إطلاقِ صواريخَ تُرسل من تلك المحطَّات للقيامِ برحلاتٍ متعددةِ الأغراض ولمناطقَ أبعدَ في الفضاء.
وتستقرُّ هذه المحطاتُ في مدارٍ مُعَيَّن وَتُزَوَّد بالطعامِ والماءِ والأكسجين ودوراتِ المياه وأماكنَ للنوم وما يكفلُ للإنسان مقوّماتِ الحياةِ الأساسية. ومن هذه المحطات تستطيعُ مركباتُ الفضاء الأخرى أن تُزَوِّدَ بما تحتاج إليه وبهذا تكون محطةُ الفضاء مماثلةً لمطار جوي على سطح الأرض.
ويتطلبُّ ارتيادُ الفضاء التغلُّب على مشكلاتٍ عديدة منها ما يتعلّقُ ببناء مركبةِ الفضاء أو بالظروف التي ستمرُّ بها المركبةُ، أو بمتطلبات إطلاقِ المركبة أو إعادتِها إلى الأرض أو السِّباحة في الفضاء أو بلباسِ الرائدِ وطعامِه… الخ.
وعودةُ المركبةِ الفضائية الى سَطْح الأرض بسلام أمرٌ يحتاجُ إلى احتياطات دقيقة، فقد احترَقَ كثير من الأقمارِ السابقة غير المأهولةِ أثناءَ عودته إلى سطح الأَرض.
فلا بد للمَركبة في رحلة العودة من دخولِ الغلاف الجوي بزاويةٍ مناسبة، كما أنَّها تحتاجُ أيضا إلى عمليةِ تبريدٍ وإلى مساعدة مِظَلَّةٍ أو مُحَرِّكِ طائرةٍ للتخفيف من سُرْعَتِها الكبيرة ولتستقرَّ بأمان في المنطقة المُحَدَّدَة لهبوطِها.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]