مكونات “الهَواء” وأسباب تلوّثه
2004 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء السادس عشر
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
مكونات الهواء أسباب تلوث الهواء الهواء علوم الأرض والجيولوجيا
يَتَكَوَّنُ الهَواءُ اللَّازِمُ لكلِّ أنواعِ الحياةِ مِنْ عَديدٍ مِنَ المُكَوِّناتِ المُختلفةِ.
ويُعْتَبَرُ خَليطاً مِنَ الغازاتِ التاليةِ: 78% بالحجمِ من النِتْروجين، 21% بالحجمِ من الأُكسيجين، 0.03% بالحجمِ من ثاني أُكسيدِ الكَرْبونِ، والباقي ما يَقرُبُ مِنْ أربعَةَ عشرَ بالمائةِ من الغازاتِ الأخرى وبِنِسَبٍ ضَئيلَةٍ جِدَّاً.
والهواءُ مَصْدَرُ رَئيسيٌّ لاسْتِمرارِ الحياةِ للكائناتِ الحيَّةِ من إنسانٍ وحَيوانٍ ونَباتٍ إذْ يَتَنَفَّسُ الإنسانُ والحيوانُ الأُكسجينَ، ويَحتاجُ النَّباتُ في نموِّهِ إلى النيتروجينِ الموجودِ بنسبةٍ عاليةٍ في الهواءِ.
ويُمَثِّلُ غازُ الأُكسجينِ الموجودِ بالهواءِ النَّقيِّ مَصْدراً لإمدادِ الكائناتِ الحيَّةِ بالحياةِ ولا يُمكِنُ الاستغناءُ عنهُ، فهوَ يُساعِدُ على إمدادِ الإنسانِ بالطَّاقَةِ اللَّازِمَةِ للحياةِ، وهوَ يَسري في أَجسامِنا مَعَ تَيَّارِ الدَّمِ.
وتَحملُهُ الكُرَيَّاتُ الحَمْراءُ ليصلَ إلى كلِّ خليَّةٍ مِنْ خَلايا الجسمِ، ويشترِكُ في مِئاتٍ من التَّفاعُلاتِ الكيميائيَّةِ الَّتي تَدورُ فيها، ويبعثُ فيها الحياةَ.
وكذلكَ يدخُلُ الأُكسجينُ في تركيبِ كثيرٍ مِنَ الموادِّ الكيميائيَّةِ المهمَّةِ الَّتي تعتمدُ عليها حَياةُ الإنسانِ، والَّتي تكونُ جُزْءاً مُهِمّاً من أجسامِنا مثل الموادِّ الكَرْبوهِيدْراتيَّةِ والدّهونِ والبروتينياتِ.
كذلكَ يُمَثِّلُ غازُ النتروجينِ الموجودِ بالهواءِ عامِلاً مُهِمّاً بالنسبةِ لحياةِ الإنسانِ، فهوَ يدخلُ في تركيبِ البروتيناتِ والإنْزيماتِ الَّتي يُؤدِّي تَرتيبُها على طولِ سلسلةِ الحِمْضِ النوويِّ إلى تحديدِ الصِّفاتِ الوراثيَّةِ للكائنِ الحيِّ.
ويَدُخُلُ كُلٌّ مِنَ الأُكسجين والنّتروجين (وهُما مِنَ المُكَوِّناتِ الأساسيَّةِ للهواءِ) في تركيبِ كثيرٍ مِنَ المُرَكَّباتِ المُهِمَّةِ والمُفيدَةِ في حَياةِ الإنسانِ الَّتي تَحتاجُها الصِّناعَةُ والزِّراعَةُ مِثْل حمض النّتريكِ وأملاحِ النّتراتِ.
وحِمضِ الكِبْريتيكِ، وأملاحِ الكبريتاتِ، بالإضافَةِ إلى العديدِ من المُرَكَّباتِ الَّتي تُستعمَلُ في إبادةِ الحَشَراتِ، ومكافَحَةِ الآفاتِ وكثيرٍ من المُخصِّباتِ الزّراعيّةِ تَزيدُ من إنتاجِ المحاصيلِ الزِّراعيَّةِ.
والهواءُ الَّذي تَسْتِنْشِقُهُ الكائناتُ الحيَّةُ يوجَدُ في منطقةٍ من الغِلافِ الجويِّ تُعْرَفُ باسمِ التروبوسفيرِ، وتمتدُّ هذه المنطقةُ من سَطْحِ الأرضِ إلى ارْتِفاعِ نَحْوِ 15 – 20 كيلومِتراً
ويُعْرَفُ تَلَوُّثُ الهواءِ بأنَّهُ الحالَةُ الَّتي يُوجَدُ فيها الهواءُ الطبيعيُّ مُحَمَّلاً بموادَّ ذاتِ تَركيزٍ يجعلُهُ خَطِراً إذا تَنَفَّسَهُ الإنسانُ، وضارّاً بالنَّباتِ والحَيوانِ.
ويُعتبَرُ تَلوُّثُ الهواءِ من أخطرِ أنواعِ التلوُّثِ البيئيِّ وأكثرِها شُيوعاً في المدنِ الصِّناعيَّةِ الَّتي يتعرَّضُ فيها الإنسانُ للمشكلاتِ البيئيَّةِ المرتَبِطَةِ بِدُخانِ المصانِعِ وعَوادِمِ وَسائلِ النَّقلِ المختلفةِ.
وقد أَصبحت مشكلةُ تلوّثِ الهواءِ في الوَقْتِ الحاضرِ مشكلةً عالميَّةً تَتَحدَّى قُدراتِ الإنسانِ، وتُعَوِّقُ طاقَتَهُ أحياناً. وتُقْسَمُ مُلوِّثاتُ الهواءِ إلى جَسَيْماتٍ صُلْبَةٍ عالقةٍ وغازاتٍ.
وقد تَتَواجَدُ في الجُسَيْماتِ في صورَةٍ صُلْبَةٍ أو سائلةٍ. ومن أمثلةِ ذلكَ الغُبارُ والأَبْخِرَةُ والرَّذاذُ والضَّبابُ، ومُلَوِّثاتُ الهَواءِ قد تكونُ مَوادَّ عِضْويَّةً أو غيرَ عضويَّة.
مثالُ ذلكَ البنزينُ المستخدَمُ كوقودٍ للمركباتِ، وهو مادَّةٌ عِضويَّةٌ، بَيْنَما أَوَّلُ أُكسيدِ الكربونِ وثاني أكسيدِ الكربونِ وأكاسيدُ النتروجينِ كُلُّها مَوادُّ غيرُ عِضْويَّةٍ.
وهُناكَ مَصادِرُ عديدةٌ لتلوُّثِ الهَواءِ أهَمُّها عَوادِمُ المركباتِ ووسائلِ النَّقلِ المختلفةِ كالسّككِ الحديديَّةِ والسُّفُنِ والطائراتِ، ومَحطاتُ توليدِ القوى الكهربائيَّة الَّتي تعملُ بالفَحْمِ أو البترولِ أو الدِّيزَلِ، والعملياتُ الصِّناعيَّةُ المختلفة ومراكزُ التَّدفئةِ والتَّسخينِ في المنازلِ والمباني الصّناعيَّةِ.
وتَتَسبَّبُ المُلَوِّثاتُ المَذكورَةُ أَعْلاه في حُدوثِ أمراضٍ كثيرَةٍ للإنسانِ أهمُّها أمراضٌ تُصيبُ الجِهازَ التَّنَفُّسيَّ كالتهابِ الشُّعَبِ والأمراضِ الرِّئويَّةِ والرَّبو وسَرَطانِ الرِّئَةِ.
ولهذهِ الأَسبابِ فلقدْ بادَرَتِ العَديدُ من الدُّوَلِ والحُكوماتِ بِوَضْعِ قَوانينَ حازِمَةٍ تُجَرِّمُ أسبابَ تَلَوُّثِ الهَواءِ حِفاظاً على صِحَّةِ وسَلامَةِ المواطنينَ والنباتِ والحيوانِ.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]