نبذة تعريفية عن أهم ما نصّ عليه “وَعْدُ بِلْفُور”

2004 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء السادس عشر

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

وَعْدُ بِلْفُور أحداث تاريخية المخطوطات والكتب النادرة

وَعْدُ بِلْفُورَ هوَ الوَعْدُ الّذي الْتزمَتْ بهِ الحكومةُ الإنجليزيّةُ معَ زُعماءِ اليَهودِ في إنْجلترا، وناقَضَتْ بهِ جميعَ تَعهداتِها معَ الزّعماءِ العربِ.

وبهذا الوَعْدِ تَضْمَنُ الحكومَةُ الإنجليزيّةُ لليهودِ وَطَناً قَوْميّاً في فِلَسطينَ.

بَعْدَ نُشوبِ الحربِ العالميّةِ الأُولى عَمِلَتْ جماعةٌ مِنْ زُعماءِ الصّهيونيّةِ في إنجلترا على كَسْبِ عَطْفِ الحكومَةِ الإنجليزيّةِ على القضيّةِ الصّهيونيّةِ.

 

وكان على رَأسِ هؤلاءِ الزّعماءِ الصّهاينةِ حاييمُ وايزْمَن.

وكانَ من أقوى المؤُيّدينَ للصّهيونيّةِ، وآرْثَر جيمس بِلفور وهو من أبْرزِ الشخصيات السياسية في الحكومةِ الإنجليزيّة.

ومِنَ الأسبابِ الّتي هَيّأتْ لإعْطاءِ الصّهاينةِ وعْدَ بلفورَ هو المصالحُ الماديّة المشتركة بين إنجلترا والصّهاينةِ الّذين قدّمُوا مساعداتِ ماليّةٍ كبيرةٍ لإنْجِلترا في أواخِرِ سنواتِ الحربِ العالميّةِ الأُولى.

 

كما اسْتخدمُوا أجهزة دعايتهم لمواجهةِ مُشْكلاتِ الحرب، واحتاجتْ بريطانيا لليهود للضغطِ على رُوسيا حتى تستمرَّ بالحربِ إلى جانبِ بريطانيا وحلفائِها، وكذلك وجود اليهود في فلسطين سوف يخدمُ مصالح بريطانيا في هذهِ المنطقةِ كما أنه شوكة تُغرسُ في قلبِ الوطنِ العربيِّ.

وقد صَدَرَ وعدُ بِلْفورَ عن وزارةِ الخارجيّةِ البريطانيّةِ في الثاني مِنْ نوفمبرَ سنة 1917 حيثُ نصَّ على الآتي:

]إن حكومةَ جَلالةِ الملكِ تنظرُ بعَيْنِ العَطْفِ إلى تأسيس وطنٍ قوميٍّ للشَّعبِ اليهوديّ في فلسطينَ، وسَتَبذلُ جهدَها لتسهيلِ تَحقيقِ هذه الغايةِ على أنْ يُفْهمَ جَليّاً أنّه لن يُؤْتى بعملٍ من شَأنِهِ أنْ يُغَيّرَ الحقوقَ المدنيّةَ والدّينيّة التي تتمتّعُ بها الطّوائفُ غيرُ اليهوديّةِ المُقيمةُ الآنَ في فِلسطينَ، ولا الحقوقَ أو الوَضْعَ السياسيَّ الّذي يتمتَّعُ به اليهودُ في البلدانِ الأُخْرى…]

 

وهكذا يَحقُّ لليهودِ بمُوجِبِ (وعدِ بلفور) إقامةُ وطنٍ قوميٍّ لهم في فلسطينَ حيثُ سَتعْمَلُ إنجلترا على تحقيقِ هذا الوَعْدِ بكافةِ الوسائلِ والإمكانات.

 ولَقَدْ خلقَ وعدُ بلفورَ حيرةً وفزعاً في العالمِ العربيِّ حيثُ وَجَدُوا فيه إنْكاراً لحريّةِ العربِ السياسيّةِ في فلسطينَ. وكان الزعماءُ العربُ مجمعينَ وقْتذاكَ في مصرَ فأبْدَوْا احتجاجَهم ورَفضَهم لهذا الوعدِ.

وهكذا بدأتِ السّلطاتُ البريطانيّةُ بقيادةِ حاييمَ وايزمن والزعماءِ الصّهاينةِ في العملِ على إنشاءِ الوطنِ اليهوديّ في فلسطينَ بعدَ انتهاءِ الحرب العالمية الأولى التي انتصرتْ فيها بريطانيا وحلفاؤها.

 

حيثُ وُضِعَتْ فلسطينُ تحت الانتدابِ البريطاني في عام 1921 ومكنتِ الصهاينةَ من احتلالِ الأراضي وفتحتْ أبوابَ فلسطينَ لاستقبال اليهودِ من كافةِ أنحاءِ العالم وجعلتِ اللّغة العِبْريّةَ لُغةً رسميّةً فيها.

وتم تعيينُ (هِرْبرت صَمُوئيل) أوّل مندوبٍ سَامٍ على فلسطينَ وهو إنجليزي صهيونيّ مُتَطرّف، قامَ بأعمالٍ عظيمةٍ تخدمُ الصّهيونيّة في فلسطينَ حيث شجَّعَ اليهودَ بإقامة المستوطناتِ اليهودية

 

وفي عام 1948 تمّ إعلانُ قيامِ دولة إسرائيلَ واعترفتْ بها أمريكا وبريطانيا وروسيا على الرّغم من معارضةِ العربِ لذلك.

وقامتْ سلسلة من الحروبِ المتكررةِ بينَ العربِ وإسرائيلَ منها في عام 1948، 1967، 1973 وغيرها هذا ولا يزالُ الشعبُ الفلسطينيُّ المناضلُ يدفعُ ثمنَ هذا الوعْدِ المشؤومِ وخَسِرَ مئاتِ الآلاف من البَشرِ في سبيلِ استعادةِ وطنِهِ الذي اغْتصبَهُ اليهودُ الصهاينة.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]