إسلاميات

نبذة عن حياة الصحابي “سُرَاقَةُ بنُ مالِك”

2000 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الحادي عشر

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الصحابي سُراقة بن مالك إسلاميات المخطوطات والكتب النادرة

هذا الصَّحَابِيُّ الجَليلُ هو: سُرَاقَةُ بنُ مالِكٍ بن جُعْشُمٍ بن مالِكٍ بن عمرو بن تَيْمِ الكِنَانِيُّ المُدْلِجِيُّ. يُكْنى أبا سُفْيانَ.

ولَمْ  يَأْتِ في ذِكْرِ هذا الصَّحابِي سِوَى أخْبارٍ قليلَةٍ، أَهَمُّها قِصَّتْه معَ النبيّ، صلَّى الله عليه وسلَّم، في رِحْلَةِ هِجرتِه، ومعه أبو بكرٍ الصِّدِّيقُ، رَضي الله عنه، إلى المدينةِ.

فقدْ رَصَدَتُ قُرَيشٌ مِئَةَ نَاقَةٍ، تقدِّمها جائِزَةً لمن يدُّلُ على النبيِّ وصاحبهِ.  فخرَجَ سُرَاقَةُ يَتْبَعُهُما حتَّى أَدْرَكَهما. 

 

ولكنَّ النبيَّ، صلّى اللهُ عليه وسَلَّم، دَعَا على سُراقَةَ، فَساخَتْ قوائِمُ فَرَسِه في الرِّمالِ، ولم يَسْتَطِعْ حراكاً، فاستنجدَّ بالنبيِّ؛ واعداً بأنَّهُ لَنْ يَدُلَّ عليه وعلى رفيقِه أحداً.

وصفَحَ النبيُّ الكريمُ، صلى الله عليه وسلَّمَ، وخَلَّصَهُ على أنْ يَبَرَّ بوَعْدِه.

 

ومَعَ أنَّ سُرَاقَةَ لَمْ يكُنْ قد أَسْلَمَ بَعْدُ، وعَلَى الرغمِ من إغراءِ الجائزَةِ الكبيرةِ، وفى سُرَاقةُ بعَهْدِه. ويُرْوَى أنَّه قالَ لأبي جهلٍ:

أبا حَكَمٍ، واللهِ لو كُنْتَ شاهداً

 

 

لِأمْرِ جوادِي إِذْ تسوخُ قوائِمُهُ

عَلِمْتَ، ولَمْ تَشْكُكْ، بأنَّ محمّداً

 

 

رسولٌ ببُرْهانٍ، فمنْ ذات يقاوِمُهْ؟

         
 

وقد أسلم سُرَاقَةُ يومَ فتْحِ مَكَّةِ. ويُرْوَى أنَّ النَّبِيَّ، صلَّى الله عليه وسلّم، قال لسُراقَةَ: «كيفَ بِكَ إذا لَبِسْتَ سِوارَيْ كِسْرَى؟»

ومَرَّتْ السِّنون، وأَعَزَّ الله جُنْدَه وهزمُوا الفُرْسَ وجيءَ لعُمَرَ بنِ الخطَّابِ، رَضِيَ اللهُ عنه، بسِوارَيْ كِسْرَى ومِنْطَقَتِهِ وتاجِهِ، فدعا سُراقَةَ، ليحقِّقَ نبوءَةَ النبيِّ، صلَّى الله عليه وسلّم، وأَلْبَسَهُ السِّوارَيْن، وقال له: ارْفَعْ يَدَيْك وقُلْ: اللّهُ أكبرُ، الحَمْدُ لِلّهِ الّذي سَلَبهُما كِسْرَى بنَ هُرمُزَ الّذي كانَ يقولُ أنا ربُّ النَّاس!

وقِيلَ إنَّ سُراقَةَ، رَضِيَ الله عنه، ماتَ سنَة أربَعٍ وعشرينَ للهجرَةِ، في أوَّلِ خلافَةِ عُثْمَانَ، رَضِيَ الله عنه، وقيلَ إنه ماتَ بعدَ خِلاَفَةِ عثمانَ، رضِيَ الله عنه.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى