نبذة تعريفية عن نبات السَعتر
2000 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الحادي عشر
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
نبات السَعتر النباتات والزراعة الزراعة
يُعْرَف السَّعْتَرُ أيضاً باسم «الصَّعْتَر» واسمُه الشائِعُ بين الناسِ في الوَطَن العربيِّ هو «الزَّعْتر».
ويطلقُ الاسم على النَّباتِ ذاتِه، سواءٌ المنزرعُ، أو البّريُّ، وكذلك على الأوراقِ الجافَّةِ التي تباعُ في الأسواقِ، وَحْدَها أو مخلوطةً مع السِّمْسِمِ والسُّمَّاقِ وغيرِ ذلك من التَّوابل.
ونباتُ السَّعْتَر عُشْبِيُّ معمَّرٌ، يتراوحُ ارتفاعُه بين 20 و 40 سنتيمتراً، ذو ساقٍ مُرَبَّعَةِ في مقطَعِها، قد تَتَّخِّذُ لوناً مُحْمَراً مع خُضْرَتِها، خاصة في الفروع الطرفيَّةِ. أوراقُه صغيرةٌ، ويعطِي أزهاراً زرقاءَ اللونِ.
موطنُ النباتِ جنوبُ أوروبا، خاصةً إيطالياً وأسْبانْيا، ويُزْرَعُ في مُعْظَم أنحــاءِ العــالَــم. وزراعتُــه منتشرةٌ في الأُرْدُنِ وفِلسطينَ وسوريّا والمَغْرِبِ.
والسَّعْتَرُ المنزرعُ نوعٌ من بين أنواعٍ عديدةٍ تَتْبعُ جِنْسَ السَّعْتَرِ، والذي يُعْرَفُ باللاتينية باسم «ثَيْمَسْ»، وهي كلمة إغْرِيقِيَّة قديمة تعنى «تَقْديمَ قُربانِ» لما به من رائحةٍ ذكيَّةِ يبعثُها حولَه.
وهناك أنواعٌ عديدة من الجنسِ نفسِه تنمو برِّيَّاً في المناطِقِ الجبلِيَّةِ في الوطن العربيِّ، وتعرف باسم الزَّعْتَرِ أو الزَّعْتَرِ البَّرّيّ، والحاشا والزَّعْتَر الفارسيِّ.
والجزءُ الذي نستعملُه من نباتِ السَّعْتَرِ، أوراقُه الصغيرةُ الجافَّةُ، والقِمَمُ الزَّهْرِيَّةَ أحياناً، وأطرافُ الفروع الغّضّةَ. ولا يكادُ يخلو بيتٌ في معظم الدولِ العربيَّةِ من الزَّعترِ. وقد يكونُ وَحْدَه، أو مخلوطاً مع غيره من التَّوابِلِ.
وجديرٌ بالذكر أنَّ أوراقَ السَّعْتَرِ، وقِمَمَهُ الزهريَّــةَ كــانَتْ إلـى عهدٍ قريبٍ من المواد الدوائيةِ العِلْمِيَّة، أيْ التي تُعَدُّ أَحَدَ مُفْرَدَاتِ الدَّواءِ في دَسَاتير الأدوية، ولا يزالُ زيتُ السعترِ مادَّةً طبِّيَّةً مُعْتَرفاً بها.
وتحتوي الأوراقُ والقمَمُ الزهريَّةُ على زَيْت طيَّارٍ، تتراوحُ نسبتُهُ بين 1 و 2.6 % وراتِنْجاتِ، وتانيناتٍ، وأصماغٍ.
والزيتُ الطيَّارُ سائلٌ أحمرُ يميلُ إلى الاصفرارِ قليلاً، وله رائحةٌ عطريَّةٌ، وطعمٌ حارٌّ لاذِع، ويحتوي على حوالَيْ 25– 42 % مادة فينولِيَّة، تتكون أساساً من مادة الثَّيْمول.
وكَلِمَة الثيمولِ مشتقَّةٌ من الاسم اللاتينيِّ للجنسِ «ثيْموس» الذي يضمُ أنواعاً مختلفةً من السِّعْتَرِ. وترجعُ الفائدةُ الطبيَّةُ للسعتَر إلى مادة الثَّيْمولِ، والتي تعملْ على طَرْد الغازاتِ من الأَمْعَاءِ فتنزيلُ المَغْصَ الناتجَ عن هذه الغازات.
ويمتازُ السَّعْتَرُ بخواصِّهِ الهاضِمَةِ، والمُضَادَّةِ للتَّخَمُّراتِ المَعِديَّةِ والمِعَويَّةِ.
ويفيدُ مغليُّ السَّعْتَرِ في تهدِئَةِ الآلامِ الناشئِة من تحرُّكاتِ الحَصَى في المثانةِ، كما أنَّه يعملُ على طَرْدِ الديدان الخيطية من الأَمْعَاءِ. ويُعَدُّ مغليُّ السَّعْتَرِ مُطَهِّراً قويّاً للجهازِ التنفُسّي فيخفف من آلام السّعال والربو.
ويؤكل الخبزُ المغموسُ في زَيْتِ الزيتونِ والسَّعْتَرِ وجبةً شهيَّةً أَخَذَتْ تنتشرُ كثيراً في دُوَلِ الخليجِ العربيِّ، وأصلُها فلِسطينُ والأردنُ وسوريا. كما يضافُّ السَّعْتَرُ إلى بعضِ الأَطْعِمةِ لتحسينِ طَعْمِها ويُشربَ مَغْلِيَّه كالشَّاي.
وقد يُعْصَرُ السَّعْتَرُ الطازَجُ مع الزَّيتونِ، وبذا يُخْلَطُ زيتُ الزيتونِ بزيتِ السَّعتر، ويصبحُ إداماً شهيّاً ذا قيمةٍ غذائيَّةٍ عالية. كذلك تُنقعُ الفروعُ الطَرفِيَّةُ الغّضَّةُ للسَّعْتَرِ في زيتِ الزَّيتونِ فيصبحُ إداماً شَهِيّاً أيضاً.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]