إسلاميات

نبذة تعريفية عن منطقة “سَقيفَةُ بَني ساعِدَةَ” المتواجدة في المدينة المنورة

2000 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الحادي عشر

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

منطقة سقيفة بني ساعدة المدينة المنورة إسلاميات المخطوطات والكتب النادرة

سَقيفَةُ بَني ساعِدَةَ مكانٌ مُظَلَّلٌ في المَدينَةِ المُنَوَّرَةِ كان يَجلسُ في ظِلِّهِ أحدُ أحياءِ الأَنْصَارِ، وهم بَنُو ساعِدَةَ بنِ كَعْبٍ بنِ الخَزْرَج.

وقد ارْتَبَطَ بهذِهِ السَّقيفَةِ حَدَثٌ هامٌّ في تاريخِ الإسلامِ، بعدَ وَفاةِ النبيِّ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم.

وذلك أنَّ الأنْصارَ اجتمعوا فيها ليَخْتارُوا من بينِهِم خليفَةً للمسلمينَ، وكانوا قد رَشَّحوا زعيمَ الخَزْرَجِ سعدٍ بنِ عُبَادَةَ، رَضِيَ اللهُ عنه، فقد ظنُّوا أنَّ الخلافةَ فيهِمْ، لما لهم لمن فضلٍ في نُصْرَةِ الإسْلامِ.

 

وبلغَ الخبرُ بعضَ كبارِ المهاجرينَ، مثل أبي بكرٍ الصِّدِّيق وعُمَرَ بنِ الخَطَّابِ وأبو عُبَيْدَةَ بنِ الجَرَّاحِ، رضْوانُ الله عليهِم، فذهبوا إلى السقيفَةِ.

فلمَّا انتهَوْا من كلامِهِمْ، أرادَ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ أن يتكلم فطلب منه أبو بكر الصدّيق، رضي الله عنه، أن يتركَ له الحديثَ أوَّلاً.

فتكلَّمَ أبو بكرٍ فبيَّنَ فَضْلَ الأَنْصارِ، ولَمْ يَتْرُكْ شيئًا نَزَلَ في القرآنِ الكريمِ أو حديثًا للنبيِّ، عليه الصلاةُ والسلامُ، في فضلِهِمْ إلا ذَكَرَهُ. ثم وَضَّحَ بعدَ ذلك أنّه مع هذا الفَضْلِ إلاّ أن الحُكْمَ والخِلافَةَ يجبُ أن تكونَ في قريشٍ.

 

اسْتَشْهَدَ أبو بكرٍ بالنُّصوصِ المُخْتَلِفَةِ الّتي تُؤَكِّد ذلكَ، منها قولُ النبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم «قريشٌ وُلاةُ هذا الأَمْرِ….» وقولُهُ: «الأَئِمَّةُ من قريشٍ»، وكذلك قَوْلُهُ، عليه السَّلامُ: «أُوصيكُم بالأَنْصارِ خيرًا، أنْ تَقْبَلوا من مُحْسِنِهِمْ وتَتَجاوَزوا عن مُسيئِهِم».

وقال أبو بكرٍ إن الله سمَّانا الصَّادِقينَ وسمَّاكُم المُفْلِحين، وقد أَمَرَكُم أن تكونوا مَعَنا حَيْثُما كُنَّا (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) (التوبة:119)، كذلكَ ذَكَرَ أن العربَ تَرْضَى بِمَنْ يُخْتَارُ خليفةً من قُرَيْشٍ لمَكانَتِها المُتَمَيِّزَةِ بين القبائِلِ العَرَبِيَّةِ.

ثمَّ اقترحَ أبو بكرٍ بعدَ ذلك أن يَخْتَاروا إمَّا عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ أو أبا عبيدةَ بنَ الجَرَّاحِ للخِلافَةِ.

 

ولكنْ في المُقابِلِ اقْتَرَحَ أحدُ الأنصارِ أن يكونَ أميرٌ من الأنْصارِ، وأميرٌ آخَرُ من المهاجرينَ، فرفَضَ عمرُ بنُ الخَطَّابِ هذا الاقتراحَ لما فيه من مَفْسَدَةٍ

وذكرَ أنّ النبيَّ، عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ، قد عَيَّنَ أبا بكرٍ إمامًا في الصَّلاةِ في مَرَضِهِ الّذي تُوُفِّيَ فيه، فَمَنْ يَقْبَلُ أن يَتَأمَّرَ علَى من جَعَلَهُ النبيُّ إمامًا، وأنّه صاحِبُ النبيِّ في الغارِ عندَ هِجْرَتِه إلى المدينَةِ.

وخَشِيَ عُمَرُ الاخْتِلافَ، فَطَلَبَ من أبي بكرٍ أن يَمُدَّ يَدَهُ فبايَعَهُ بالخِلافَةِ، ثم تَتَابَعَ على بَيْعَتِه المُهاجرونَ والأنصارُ. وبهذا انْتَهَى اجتماعُ السَّقيفَةِ باختيارِ أبي بكرٍ خليفةً للمسلمينَ.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى