نبذة تعريفية عن نجوم الشَّعري
2000 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الحادي عشر
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
الشِّعْرَى أَلْمَعُ النُّجومِ الثَّوابِتِ في صفحةِ السَّماءِ. ويسمِّي الغربيُّون هذا النجمَ «نَجْمَ الكَلْب»، ذلك لِوقوعِهِ في كَوْكَبَةِ «الكلبِ الكبيرِ».
وفي خريطَةِ السَّماءِ الفَلَكِيَّةِ من نِصْفِ الكُرَةِ الشَّمالِيِّ، إذا تَتَبَّعْنا خطًّا نتخيَّلُهُ مُمْتَدًّا من حِزامِ كوكبَةِ «الجبَّار» إلى الجنوبِ الشَّرْقِيِّ قليلاً (أيْ إلى يسارِ الناظِرِ إلى الخريطةِ)، فإنَّهُ يُلاقِي نجمَ الشِّعْرَى (نجمَ الكلبِ)، الّذي يقعُ على عَيْنِ الكلبِ في رسمِ كوكبَةِ الكَلْبِ الكَبِيرِ.
ويوجَدُ في الكَوْكَبَةِ أيضًا نجمٌ أصغرُ حجمًا إلى يمينِ الشِّعْرَى يقعُ بينَ يَدَيْ صورَةِ الكلبِ الّذي يمثِّلُ الكوكبَةَ. وهناكَ كَوْكَبَةٌ أخرَى، فوقَ «الكلبِ الكبيرِ»، تسمَّى «كوكبةَ الكلبِ الصَّغيرِ».
وقد تخيَّلَ علماءُ الفَلَكِ القُدامَى هاتيْن الكَوْكَبَيتَيْن بمثابَةِ كلبَيْن يَحْرُسانِ «الجبَّارَ» في أثناءِ انشغالِهِ بالصَّيْدِ.
نجمُ الشِّعْرَى لونُهُ مائِلٌ إلى الزُّرْقَةِ. ويُظْهِرُ التَّدْقيقُ في فحصِ هذا النجمِ أنَّ لَهُ قرينًا ضَئيلاً باهِتَ اللَّوْنِ يَقْرُبُ حجمُهُ من حجمِ كَوْكَبِ نِبْتيونْ (الكوكبِ ما قبلَ الأخيرِ من كواكِبِ المجموعَةِ الشَّمْسِيَّةِ)
وقد اكتشَفَ الفَلَكِيُّونَ أنَّ كلَّ قرينٍ منْهُما يدورُ حَوْلَ الآخَرِ دورةً كامِلَةً في كلِّ نحوِ خَمْسينَ عامًا من أعوامِ الأَرْضِ.
وهذا القرينُ، على ضآلَتِهِ نجمٌ ثقيلُ الوَزْنِ جدًّا إلى حدٍّ يُثيرُ العَجَبَ، فقدْ حَسَبَ العلماءُ أنَّ كلَّ بوصةٍ مُكَعَّبَةٍ منهُ تَزِنُ 3500 مَرَّةً وزنَ مِثْلِها من الرَّصاصِ؛ أيْ ما يُساوِي ثلاثةَ أرباعِ الطُّنِّ.
ونجمُ الشِّعْرَى والنجمُ الآخَرُ القريبُ منه في كوكبةِ الكلب الكبيرِ كانَ العربُ القدماءُ يُسَمُّونَهُما «الشِّعْرَيان»: الأكبرُ منهُما يُسَمُّونَهُ «الشِّعْرَى العَبورَ»، والأصْغَرُ يُسَمُّونَهُ «الشِّعْرَى الغُميْصاءَ». وقد دَرَجَ العربُ القدماءُ في العصورِ الجاهليَّةِ على تَقْديسِ بعضِ النُّجومِ والكواكِبِ وعِبادَتِها.
وعَنْ هذا نهاهُمْ القرآنُ الكريمُ بإشارةٍ لطيفَةٍ مُحْكَمَةٍ مِثْلَ ما جاءَ في شَأْنِ عِبادَةِ نجمِ الشِّعْرَى، إِذْ قالَ جلّ وعلا «وإنَّهُ هو ربُّ الشِّعْرَى».
أيْ: كيفَ تَعْبُدونَ الشِّعْرَى وتتركونَ ربَّها وخالِقَها، وهو الله الواحِدُ الأَحَدُ؟!
يَبْعُدُ نجمُ الشِّعْرَى عن الأرضِ بمقدارِ تِسْعِ سنواتٍ ضَوْئِيَّةٍ تقريبًا وعلَى كلِّ حالٍ، تُعَدُّ الشِّعْرَى من أَقْرَبِ النُّجومِ إلى الأَرْضِ.
وقَدْ عَرَفَ العَرَبُ القدماءُ، وكذلِكَ المِصْرِيُّونَ القدماءُ، نَجْمَ الشِّعْرَى والنجمَ الآخَرَ القريبَ منه.
كما عَرَفُوا بَعْضَ خَصائِصِ هذا النجمِ، مثل مُلازَمَةِ ظُهورِهِ لموسمِ شِدَّةِ الحَرِّ، وقدْ جاءَ ذلك في شِعْرِ الجاهِليِّين وفي بَرْدِيَّاتِ المِصْرِيِّينَ القُدَمَاءِ.
وقد لاحَظَ هؤلاءِ أنَّ نجمَ الشِّعْرَى كانَ أوَّل نجمٍ يَظْهَرُ عندَ الفَجْرِ في أشَدِّ الأوقاتِ حرارةً في السَّنَةِ.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]