الأمور الواجب مراعاتها عند نظافة أعضاء الجسم المختلفة والمحافظة على النظافة الشخصية
1995 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء السادس
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
النظافة الشخصية إسلاميات البيولوجيا وعلوم الحياة
تنظيفُ الشيء هو القيام بتنقيته مما قد يكون قد لَحِقَ به من الأوساخ. وقد حثت الأديان السماوية على النظافة.
فديننا الإسلاميُّ الحنيف اهتم بالنظافة، وشرع الاغتسال والوضوء قبل الصلاة، مما يؤدي إلى الشعور بالنشاط والحيوية، ويساعد على إزالة الشوائب العالقة بالجسم.
قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – «الطَّهور شَطْر الإيمان»، و «النظافة من الإيمان».
وهذا يدل على حرص الإسلام على صحة الجسم والنفس، لما للتنظيف من أهمية صحية كبيرة، وهي الوقايةُ من الأمراض، ومنعُ وصول الجراثيم والميكروبات إلى سائر أعضاء جسم الإنسان.
لذلك يجب الاهتمام بتنظيف الجلد، والأذن، والعين، والشعر، والأيدي، والقدمين، وتنظيف الفم، والأسنان.
وقد جعل الإسلام طهارة الجسم والملابس والمكان من شروط صحة الصلاة. وعلَّمَنَا نبيُّنا – صلى الله عليه وسلم – ألّا نأكلَ طعاماً تؤذي رائحته المصلِّين، كالثوم والبصل.
وأرشدنا إلى أن الله – سبحانه وتعالى يُحبّ منا أن نعتنيَ بملابسنا وشعرنا، ونستعملَ قليلاً من العطْر، قبل ذهابنا إلى المسجد( يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) (الأعراف : 31).
تنظيف الجلد: تنظيفُ الجلد يومياً باستعمال الماء النقي والصابون أمر حيوي لصحة الجلد وصحة الإنسان.
فالجلد يتعرض طيلةَ النهار للغبار والأتربة والجراثيم، كما يتراكم عليه الكثير من الدهون والأملاح مما قد يؤدِّي إلى نمو الفطريَّات، مثل التينيا، ونمو الميكروبات التي تُسبب الالتهابات الجلدية والبثور.
وتراكمُ هذه المواد على الطبقة الخارجية من الجلد يسدُّ فتحات الغدد العرقية، فتتعطل وظيفتها.
ويفقد الجلد دوره في المحافظة على درجة حرارة الجسم عند مستوىً معين، كما تفقد البشرة ملمسها الناعمَ ونضارتَها، وتنبعث منها رائحة غير مستحبة.
تنظيف الأذن: للمحافظة على قوة السمع ومنع إصابات الأذن تُنَظَّف الأذن يومياً بالماء والصابون بعناية، مع مراعاة عدم إدخال أجسام غريبة في الأذن، لتجنب انتقال العدوى إليها، أو التسبب في ثَقْب طبلة الأذن.
وعادةً ما يزال الصِّملاخ المتراكم في قناة الأذن الخارجية بمعرفة الطبيب الاختصاصي.
تنظيف العين: تلعب الجفون والرموش والحاجبات دوراً مهماً في حماية العينين من عرق الجبهة، ومن الأتربة والأجسام الغريبة، للمحافظة على قوة الإبصار.
ولتجنب أمراض العين تنظف العين بغسل الوجه بالماء النقي والصابون عدة مرات في اليوم، واستعمال منشفة خاصة لكل فرد.
تنظيف الشعر: تفرز فروة الرأس مادة دهنية تحافظ على صحة الشعر وسلامته، ولكنَّ تراكم هذه المادة يضر الشعر، ويزداد هذا الضرر إذا كان الجو مترباً.
لذلك يجب غسل الشعر وفروة الرأس يومياً بالماء الدافئ، لإزالة الدُّهنيات، مع تدليك فروة الرأس بأطراف الأصابع، لتنشيط الدورة الدموية. ويخصص مشطٌ أو فرشاة لكل فرد.
تنظيف الأيدي والأظافر: نظافة الأيدي مهمة جداً لصحة الفرد.
فاليد كثيراً ما تحمل جراثيم الأمراض المعدية، وتنقلها إلى الإنسان عن طريق الفم عند تناول الطعام. وينبغي غسلُ اليدين قبل الأكل وبعده، وبعد استعمال دورة المياه.
كذلك ينبغي العناية بنظافة الأظافر وتقليمها باستمرار، حتى لا تتراكمَ القاذورات المحمَّلة بجراثيم الأمراض تحتها.
ويجب التخلص من عادة قضْم الأظافر، فإن هذا يؤدي إلى انتقال الميكروبات إلى الفم، كما أنه يؤذي الأصابع والأظافر.
تنظيف القدمين: يجب مراعاةُ تنظيف القدمين بغسلهما يومياً مرة أو أكثر، مع تجفيف ما بين الأصابع تجفيفاً جيداً، وقصِّ أظافر القدمين كلما لزم ذلك، مع مراعاة أن تكون حافة الأظافر المقصوصة في القدمين مستقيمة.
تنظيف الفم والأسنان: ينبغي العناية بتنظيف الفم والأسنان، لأنه إذا بقيت مخلَّفات الطعام في الفم يصيبها التخُّمر بفعل الميكروبات الموجودة في الفم، وذلك بسبب التهاب اللِّثَة، ويساعد على إصابةِ الأسنان بالتسوس، ويعطي الفم رائحة غيرَ مقبولة.
هذا فضلاً عن أن الأسنان بؤرة للميكروبات، تسري منها إلى الجسم، فتسبب الالتهابات العصبية، أو التهاب المفاصل والرماتيزم.
فمن أجل سلامة صحة الأسنان، يجب تنظيفُ الفم والأسنان بعد كل وجبة من وجبات الطعام، وقبل الذهاب إلى الفراش للتخلص مما قد يكون عالقاً من فضلات الطعام.
ويتم تنظيف الأسنان باستعمال الفرشاة والمعجون، الذي يحتوي على مادة الفلورايد لحماية الأسنان والحد من التسوس. ويُنصح بتنظيف الأسنان بواسطة الخيوط المتخصصة للأسنان قبل استعمال المعجون والفرشاة، لإزالة البقع الجرثومية تماماً.
وإضافةً إلى العناية بنظافة الجسد يجب الاعتناءُ بنظافة المسكن والمأكل والمشرب، ونظافة المدرسة والبيئة المحيطة للوقاية من الأمراض.
وصايا عامة للمحافظة على النظافة الشخصية:
– غسلُ اليدين بالماء والصابون قبل الأكل وبعده، وبعد استعمال المرحاض، أو ملامسة المرضى. وهذا يمنع دخول الجراثيم للجسم.
– الاستحمامُ بالماء والصابون يومياً في الصيف، ومرتين على الأقل في الأسبوع شتاء. وهذا يحمي الجسم من الأمراض الجلدية، وينشِّط الدورة الدموية.
– تنظيفُ الأسنان يومياً بعد تناول الطعام وقبل النوم وبعده.
– قصُّ الشعر وتقليم الأظافر بانتظام، لمنع تجمع الجراثيم تحتها، وعدم المشي حافي القدمين.
– تبديلُ الملابس، وخاصة الداخلية، وغسلُها بالماء والصابون، لضمان نظافتها، وقتل أي حشرات بها.
– عدمُ البصق إلا في منديل، لأن البصق ينشر العدوى والأمراض، كالإنفلونزا، والسُّل، وغيرها.
– تغطية الفم والأنف عند السعال أو العُطاس لمنع انتشار الجراثيم.
– عدم رمي القاذورات في الأماكن العامة، حتى لا تُسبب تلوثاً في البيئة.
– تنظيفُ المأكولات، وبخاصة الخضروات الطازجة قبل أكلها، واستعمال مياه نقية للشرب.
والتنظيف ضروري في مناشط حياتنا كلها. فملابسنا يجب أن تكون نظيفة، وكذلك مساكننا، ومدارسنا، وشوارعنا، وحدائقنا، حتى نحيا في بيئة نظيفة خالية من التلوث.
كذلك ينبغي أن نعتنيَ بنظافة السيارات التي نركبها، والآلات والأدوات التي نستعملها، فهذا يجعل أداءها أفضل، ويُطيل مدة خدمتها لنا.
والتنظيف قد يكون بالكَنْس، أو الامتصاص، أو الحَكِّ، والدَّعْك، والفَرْك، فنقول إنه تنظيف ميكانيكي (أي تستخدم فيه القوة والحركة).
وقد يكون التنظيف بإذابة الأوساخ ثم إزالتها، فنقول إنه تنظيف كيميائي. وقد نستخدم مُذيبات مختلفة، ولكنَّ أعظم مذيب هو الماء. ونحن نستخدم الصابون ومنظِّفات صناعية مختلفة في التنظيف الكيميائي.
والوظيفة الأساسية لهذه المواد هي أنها تجعل الأقذار التي لا تمتزج مع الماء، كالزيت، قابلة للامتزاج به فتسهل إزالتها.
ونحن نستعين أيضاً بأجهزة مختلفة للتنظيف، كغسَّالات الملابس الكهربائية، وغسالات الأواني، والمكانس الكهربائية، التي يقوم بعضها بمهمة غسل الأرض أيضاً.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]