نبذة تعريفية عن المرض الجلدي “الثَعلبة” وأعراضه
1995 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء السادس
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
الثعلبة مرضٌ جلديٌّ غيرُ مُعْد، يتسبَّب في سقوط الشعر، عادةً من منطقة محدودة من الجلد.
ويحدث هذا غالباً في فروة الرأس، فتظهر فيها بقعةٌ مستديرة أو بيضاوية الشكل، خاليةٌ من الشعر، ولكن جلدها يبدو سليماً أملس.
وكثيراً ما يكون ظهور هذه البقعة مفاجئاً وسريعاً.
وقد تظهر البقعة في الذقن والحاجبين والرموش، أيضاً. والمرض قد يصيب الأظافر، فتظهر بها نُقر صغيرة، أو بقع دكناء. وفي قليل من الحالات تكون الثعلبة «كاملة» فروة الرأس كلها، أو تكون «شاملة» للجسم كله.
ويمثِّل المصابون بالثعلبة من 2 إلى 3 في المئة من مرضى عيادات الأمراض الجلدية. والمرض يصيب الجنسيْن من جميع الأعمار.
ولكن معظم المصابين به يكون عمرهم بين 10 و 40 سنة، وخُمْس المصابين تتجاوز أعمارهم 40 سنة، في حين أن 5 في المئة منهم فقط يكونون من الأطفال دون العاشرة.
وفي معظم الأحيان يكون سببُ الإصابة بالمرض التعرضَ لأزمات نفسية حادة. ولكن المرض قد يرتبط بحدوث التهابات حادة أو مزمنة في الجسم، كالتهاب اللوزتين والجيوب الأنفية، أو حتى بضعف البصر.
وفي أحيان أخرى يكون المرض مظهراً من مظاهر فرطِ الحساسية، وخصوصاً الحساسية الجلدية، أو بَعضِ الأمراض الأخرى.
وهناك دليل على أن المرض قد ينشأ من «المناعة الذاتية». والمناعة تكون عادة ضد العوامل الغريبة عن الجسم، كالميكروبات المسببة للأمراض، أو السموم أو بعض المواد الأخرى.
ولكن جهاز المناعة في الجسم قد يصيبه الخلل، فينقلب ليعادي أجزاء من الجسم ذاته.
وفي حالة الثعلبة تكون بُصَيْلات الشعر، أي أصوله التي ينمو منها تحت الجلد، هي التي يهاجمها جهاز المناعة، فيضعف الشعر ويسقط. وهناك ما يدل أيضاً على أن الاستعداد للمرض قد يكون وراثياً.
والوقاية من المرض تكون بتجنب أسبابه المحتملة، وخصوصاً تجنّبَ الانفعالات النفسية الشديدة وتعوّد الحِلْم، وكذلك العناية بالصحة العامة للجسم.
وفي معظم الأحيان ينتهي المرض بالشفاء وظهور الشعر. ويكون العلاج موضعياً وبتصحيح الأسباب المرضية المختلفة المسببة للمرض، كعلاج الالتهابات والحساسية، ونحو ذلك. وفي هذا كلِّه يجب أن يُستشارَ طبيبُ الأمراض الجلدية أولاً، وعند بدء ظهور أعراض المرض.
ومن الجدير بالذكر أن اسم «ثعلبة» يشير إلى الأصل اللاتيني لاسم المرض العلمي (ألوييشيا)، وهو مشتق من ألفاظ معناها: «الثعلب» و «جَرَب الثعلب». ومن الواضح أن هذا لا علاقة له في الواقع بمرض الثعلبة، كما شرحناه.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]