البيئة

أنواع المنشآت المائية والهدف من انشاءها

1998 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء التاسع

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

أنواع المنشآت المائية المنشآت المائية هدف المنشآت المائية البيئة علوم الأرض والجيولوجيا

يلاحظ صغارنا، من متابعة أحوال العالم في نشـرات الأخبار، أن توزيع المياه العذبة يختلف اختلافا شديدا من منطقة إلى أخرى، ومن موسم لآخر.

ويؤدي هذا الاختلال الشديد في توزيع المياه إلى كوارث بيئية، سواء عندما تقل المياه عن الاحتياج إليها، أو عندما تزيد المياه عن قدرة المجتمعات على استيعابها وتوظيفها لخير البشر.

وإذا كانت هذه الحقيقة واضحة للطفل الصغير، فقد احتاج الإنسان إلى زمن طويل حتى يتحول من حالة الذعر السلبي إزاء هذه الحقيقة المناخية – الجغرافية إلى حالة التفاعل الإيجابي معها، وتعرف أسبابها.

 

والتصدي الإيجابي لها بهدف تقليل الأضرار إلى الحد الأدنى، وتعظيم المنفعة إلى الحد الأقصـى. وذلك هو مضمون علم وفن هندسة الإنشاءات المائية.

إن تطور معارفنا في مجال خزن المياه يمثل واحدا من أهم محاور التطور الحضاري. فبفضل هذه المعارف انتقل الإنسان البدائي من الصيد إلى الرعي، ومن الرعي إلى الزراعة، ومن الزراعة إلى الصناعة.

 

وتهدف عمليات خزن المياه ومنشآتها إلى توفير المياه اللازمة للشـرب ومختلف الأغراض المنزلية والخدمية، وكذلك توفيرها لأغراض الزراعة وتنمية الثروة الحيوانية والسمكية، ولتوليد طاقة كهربائية رخيصة وغير ملوثة للبيئة، ولخدمة مشـروعات التنمية الصناعية والعمرانية.

ولكي ندرك أهمية خزن المياه بالنسبة للاقتصاد الوطني في مجمله يكفي أن نضـرب المثل بمشروع السد العالي المقام على نهر النيل في مصر جنوبي مدينة أسوان.

 فهذا السد قد زاد موارد مصـر المائية السنوية، ووسع أراضيها الزراعية، وسمح بزراعة ثلاثة محاصيل متتابعة في العام الواحد في جنوب مصـر، وولد قدرا هائلا من الكهرباء، وحسن الملاحة النهرية، وسمح بامتداد النمو العمراني في بعض المناطق الصحراوية.

 

وقد ثبت أن خزن المياه في "بحيرة ناصر" أمام السد، قد أنقذ البلاد مرتين من أخطار الفيضان، ومرات عديدة من قلة مواردها المائية في سنوات الجفاف.

وليس صدفة أن البلدان العريقة الحضارة هي البلدان التي تعلمت – قبل غيرها – هندسة خزن المياه. هكذا كان الحال في مصر، واليمن، وبلاد الرافدين، والهند، والصين.

وأقدم سد معروف في التاريخ هو سد الكفارة المصـري المقام حوالي عام 2600 قبل الميلاد. وكان بارتفاع 14 مترا. ومن أشهر السدود في العالم القديم سد مأرب الذي أقيم في اليمن عام 750 قبل الميلاد. وكان بارتفاع حوالي 20 مترا. وقد استمر يعمل بكفاءة زمنا طويلا إلى أن تهدم بفعل الزلازل.

 

وقد استقى الإنسان فكرة السد من الطبيعة ذاتها. فالبحيرة تتكون إذا طوقت المرتفعات منخفضا معينا من جميع جوانبه. والبحيرة تصبح مصدرا لسـريان الأنهار إذا ارتفع منسوب المياه في البحيرة فوق منسوب أي موقع على محيط البحيرة.

 

وفي العصـر الحديث تميزت روسيا السوفيتية بإنشاء السدود العملاقة. وطبقا للإحصائيات الصادرة عن "الهيئة الدولية غير الحكومية لمؤسسات بناء السدود" بلغ عدد السدود أكثر من ربع مليون سد عام 1984.

وطبقا للمصدر نفسه، وفي العام نفسه، كان عدد السدود التي يزيد ارتفاعها على 15 مترا حوالي 35 ألف سد. وأعلى هذه السدود هو سد روجان في روسيا بارتفاع 335 مترا.

أما بالنسبة للبحيرات الصناعية، التي تنشأ نتيجة بناء السدود، فطبقا للمصدر السابق كان ترتيب البحيرات الصناعية الأربع العملاقة على النحو الذي يبينه الجدول المبين أعلاه.

 

وتتنوع منشآت خزن المياه على النحو التالي:

1- منشآت تقوية وتعلية الجسور: بهدف حماية الزراعة والعمران من خطر الفيضانات.

 

2- منشآت القناطر: وتستهدف ترشيد تصـرفات المياه في شبكة الري وتحسين ظروف المجرى الملاحي.

 

3- منشآت قنوات التحويل: لإنقاذ الموارد في بعض مناطق المجرى المنبسطة من التبدد بسبب البخر وتغذية النباتات المائية الكثيفة، وذلك بتعميق مجرى النهر في المنطقة المنبسطة.

ومن أمثلة هذه المشـروعات قناة جونجلى بجنوب السودان التي يمكن أن تغذي نهر النيل بأكثر من ستة مليارات متر مكعب من المياه سنويا.

وهي الكميات التي تتبدد حاليا بسبب البخر من الأراضي المنبسطة المغمورة بالمياه وبسبب استهلاك النباتات المائية الكثيفة لها.

 

4- البيارات: وهي منشآت خزن المياه تحت السطح لإعادة استخدامها عند الحاجة.

 

5- الصهاريج: وهي منشآت خرسانية أو معدنية مقامة على ارتفاع مناسب فوق سطح الأرض، وتستهدف تغذية موقع معين بالمياه بالكميات المناسبة وفي الأوقات المناسبة.

 

6- السدود: وهي أهم هذه المنشآت جميعها وغالبا ما تكون متعددة الأهداف التنموية.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى