نبذة تعريفية عن ظاهرتي “الخسوف والكسوف” وكيفية حدوثهما
1998 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء التاسع
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
كيفية حدوث ظاهرة الخسوف ظاهرة كسوف الشمس ظاهرة خسوف القمر كيفية حدوث ظاهرة الكسوف علم الفلك
الخسوف والكسوف اصطلاحان في علم الفلك مختصان بالقمر والشمس، ومستمدان من اللغة.
فنحن إذا ظهر الشـيء ناقصا عما تعودناه منه، نقول: خسف الشيء. وإذا بدا الشـيء مغطى منه جزء، أو مقتطعا منه جزء، قلنا: كسف الشـيء.
ويكون ما حدث للشـيء في أي من الحالتين خسوف أو كسوف. لكننا في علم الفلك نقصر كلمة الخسوف على القمر، وكلمة الكسوف على الشمس، إذا تعرضا لهذه الظاهرة من حيث النقصان وذهاب اللون.
نحن ننعم بتلألؤ القمر ورؤيته في أي صورة من صوره المختلفة التي تعودنا على رؤيتها في السماء: في أوائل الشهر هلالا كالقوس الدقيق أو الغليظ؛ أو نراه بدرا في منتصف الشهر (الليلة الرابعة عشـرة منه) إذ يكون على هيئة قرص كامل الاستدارة، أو قرص ناقص قليلا أو كثيرا فيما قبل حالة البدر أو فيما بعدها من الشهر.
لكننا لا نرى في هذه الصور المعتادة ذات المواعيد الثابتة من الشهر القمري أي عيب أو ذهاب لون.
وهذه الصور المعتادة للقمر تسمى "أطوار القمر". لكن هناك مظاهر غير عادية للقمر تنتابه على فترات متباعدة عندما يحتجب جزئيا أو تماما في ليلة بعينها عندما يكون بدرا أو تربيعا أو أحدب، وتلازمه هذه الغمة ثم تنجلي عنه وهذا ما يسمى بالخسوف.
والسبب في حدوث ظاهرة الخسوف هو مرور القمر في منطقة ظل الأرض. ولا عجب في ذلك، فكل شيء يتكون له ظل إذا وقع عليه الضوء.
ويكون هذا الظل في الناحية المضادة لمصدر الضوء. وللأرض ظل طويل كثيف تخلفه وراءها في الفضاء نتيجة لسقوط أشعة الشمس عليها.
ويكون هذا الظل على هيئة مخروط طويل جدا ممتد في الفضاء.
وكلما اتخذت الأرض مكانا وسطا على خط مستقيم في السماء بين الشمس (مصدر الضياء) وبين القمر، وقع ظل الأرض على القمر كدائرة أو جزء من دائرة معتمة تحجب الضوء المنعكس منه تدريجيا حتى يختفي، ثم تنقشع عنه بالتدريج حتى يعود منيرا كما كان.
وقد يستمر الخسوف ساعة أو أكثر من ساعة. وإذا كان اختفاء القمر كاملا نسمي الخسوف "خسوفا كليا"، أما إذا شمل جزءا فقط من القمر أسميناه "خسوفا جزئيا".
وقد يظن البعض أنه يترتب على ذلك أن يقع خسوف للقمر مرة كل شهر في الليلة الرابعة عشـرة، أي في ليلة البدر. لكن هذا لا يحدث في الحقيقة، لأن مدار القمر حول الأرض لا ينطبق تماما على مدار الأرض حول الشمس، بل يميل عنه بنحو خمس درجات.
وعلى هذا فإن مدار القمر حول الأرض لا يقطع مستوى مدار الأرض حول الشمس إلا في نقطتين فقط نسميهما العقدتين.
ولن يحدث خسوف للقمر إلا إذا تصادف مروره بإحدى هاتين العقدتين أو قريبا جدا منها وكانت كلتا العقدتين على خط مستقيم مع الشمس والأرض.
وقد استطاع الفلكيون منذ أقدم عصور التاريخ أن يحسبوا أوقات الخسوف وأماكنه على الأرض، وأن يتنبؤوا بحدوثه. وقد جاءت حساباتهم غاية في الدقة إلى درجة تثير الدهشة والإعجاب.
وما زالت دورة خسوف القمر تعرف حتى الآن بنفس الاسم الذي أطلقه عليها الكلدانيون، وهو "الساروس". وهذه الدورة تساوي 18 سنة و 11 يوما وثلث يوم بالضبط.
ويعني هذا أنه إذا خسف القمر في تاريخ ما فإنه سيعاني خسوفا آخر في نفس المكان تماما بعد 18 سنة و 11 يوما و 3/1 يوم بالضبط؛ ثم تتكرر الخسوفات بالدورة نفسها بشكل منتظم في المكان نفسه.
وكما يحدث للقمر من ظواهر غير عادية نسميها "الخسوف"، يحدث للشمس كذلك احتجاب مماثل، ويسمى "الكسوف".
وفي حالة كسوف الشمس يكون القمر هو المعترض لطريق أشعتها من أن تسقط على الأرض، وذلك نتيجة لمروره في مكان العقدة القمرية التي تقع بينهما.
وقد يكون كسوف الشمس كليا عندما يحجب القمر الضوء الصادر من قرصها كله، فتعتم الدنيا في وسط النهار.
وفي هذا الكسوف الكلي تظهر هالة بيضاء حول قرص الشمس المعتم. وقد يكون الكسوف جزئيا، وذلك بحسب المكان الذي يشاهد منه على سطح الأرض.
وفي بعض الأحيان، تظهر الشمس وكأنها حلقة متوهجة في وسطها دائرة مظلمة، هي ظل القمر ويسمى هذا الكسوف "كسوفا حلقيا". ولا تستمر حالة الكسوف إلا دقائق قليلة، لأن القمر يتحرك بسرعة حول الأرض.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]