نبذة تعريفية عن نهر الدانوب المتواجد في أوروبا
1998 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء التاسع
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
نهر الدانوب أوروبا الاماكن والمدن والدول المخطوطات والكتب النادرة
الدانوب هو ثاني أطول أنهار أوروبا بعد نهر الفولجا، إذ يبلغ طوله 2850 كيلومترا، ولذلك فهو يخترق بلادا كثيرة من منبعه حتى مصبه.
ومع تعدد اللغات واللهجات نجد أن تسمية النهر تختلف قليلا من بلد لآخر.
وينبع النهر من مرتفعات الغابة السوداء الواقعة جنوب غرب ألمانيا ويتجه إلى الشمال الشرقي لمسافة قليلة، ثم يتحول إلى الاتجاه الجنوبي الشـرقي مخترقا النمسا وغرب المجر.
ويتغذى النهر هنا من بضعة روافد ينبع أغلبها من جبال الألب وأهمها: إيلر، وليخ، وإيسار، وإن.
وقبل أن يصل النهر إلى مدينة بودابست ينثني فجأة بزاوية قائمة متجها صوب الجنوب قاطعا الحدود المجرية والأراضي الكرواتية اليوغوسلافية، إلى أن يتصل بنهر درافا الذي ياتي من جبال الألب في الغرب.
وبعد ذلك يسير الدانوب في اتجاه الجنوب الشـرقي متجاوزا مدينة بيوجراد حيث يتصل بالنهر في هذا الجزء بعض البحيرات الصغيرة وعدد من الروافد، بعضها يتصل بالضفة اليمنى للنهر وينبع من جبال الألب، وبعضها يتصل بالضفة اليسرى منحدرا من جبال الكربات.
وبعد مدينة بيوجراد يصل النهر إلى منطقة صغيرة يضيق فيها الوادي كثيرا ويشتد انحداره حتى يشبه الخانق، تسمى البوابة الحديدية لأنها منطقة يصعب اجتيازها.
وقد استغلت رومانيا الصفات الطبيعية للنهر في هذا الموقع لإنشاء أكبر محطة لتوليد الطاقة الكهربائية في أوروبا كلها.
وبعد ذلك ينساب النهر في اتجاه شرقي حتى مدينة كالاراسي الرومانية، ثم يلتف فجأة بزاوية شبه قائمة في اتجاه الشمال حتى مدينة جلاتس، وعندئذ يتجه شرقا مرة أخرى حتى مدينة تولسيا التي يبدأ عندها تفرع النهر إلى ثلاثة فروع رئيسية تمثل دلتا الدانوب التي تنتشـر بها المستنقعات وتصب في البحر الأسود.
ويتلقى النهر في هذا الجزء مزيدا من المياه بواسطة روافده اليمنى النابعة من جبال البلقان، ومن روافده اليسرى النابعة من جبال الألب الترانسلفانية، ومن جبال الكربات.
وهكذا نرى أن الـدانوب نهر كبير، كثير التشعب والتعرجات، وله روافد عديدة يبلغ عددها 300 رافد.
ولذلك كانت مساحة الحوض الذي يشغله النهر بروافده وفروعه مساحة هائلة تزيد على 815 ألف كم2، وتغطي كل وسط أوروبا تقريبا، حتى أن معظم دول القارة يجري بها جزء من النهر.
ومتوسط الكمية التي يصـرفها من المياه في السنة تعادل 6430 مترا مكعبا في الثانية الواحدة، وهي كمية هائلة تدل على غزارة مياه هذا النهر.
وتستغل مياه الدانوب في جميع أوجه الأنشطة الاقتصادية في أوروبا، من زراعة وتربية الحيوان والصناعة وصيد الأسماك وغيرها، فضلا على استخدامها في توليد الطاقة الكهربائية.
وللنهر أهمية تجارية كبيرة لأن معظم أجزائه صالح للملاحة النهرية ولذلك استعمله الأوروبيون منذ قديم الزمان كطريق مائي ينقلون فيه البضائع والأشخاص بواسطة السفن الصغيرة.
وفي العصـر الحديث تم شق عدد من القنوات الاصطناعية لكي تصل هذا النهر بأنهار أوروبية أخرى مما جعل شبكة النقل تتسع أكثر وأكثر. كذلك شقت قنوات أخرى في الأجزاء غير الصالحة للملاحة، أو التي بها تعرجات كثيرة.
وقد أدى ذلك إلى تحسين الملاحة والقضاء على أخطار الفيضانات التي كانت تحدث أحيانا في فصل الربيع بسبب ذوبان الثلوج فوق الجبال والمرتفعات.
ويجتذب النهر ملايين الناس للاستقرار والعيش بجواره لما فيه من فوائد كثيرة لهم. ولذلك تقع على النهر مدن وقرى عديدة لا يمكن حصـرها.
ومن ضمن المدن الكبرى توجد 9 عواصم هي: فيينا (النمسا)، وبراتسلافا (سلوفاكيا)، وبودابست (المجر)، ولوبليان (سلوفيينا)، وزغرب (كرواتيا)، وسراييفو (البوسنة والهرسك)، وبيوجراد (يوغوسلافيا الجديدة)، وصوفيا (بلغاريا)، وبوخارست (رومانيا).
من ناحية أخرى يقوم النهر بروافده وفروعه بدور الحد السياسي الفاصل بين الدول الأوروبية في أحيان كثيرة، فهو يشكل أجزاء من حدود كل دول وسط القارة تقريبا، وبخاصة الحدود بين المجر وكرواتيا، وبين بلغاريا ورومانيا، وبين مولدافيا ورومانيا.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]