نبذة تعريفية عن الدولة الأموية في الأندلس

1998 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء التاسع

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الدولة الأموية الأندلس التاريخ المخطوطات والكتب النادرة

الأندلس هي الدولة الأولى التي أقامها العرب في أوروبا. وقد فتح العرب شبه جزيرة أيبريا، التي تشمل اليوم أسبانيا والبرتغال، سنة 92 هـ (711م).

ولفظ الأندلس أصله من قبائل الوندال الشمالية الجرمانية التي زحفت على الإمبراطورية الرمانية في القرن الرابع الميلادي.

والقائد المسلم طارق بن زياد هو بطل الفتوحات العربية في الأندلس حتى جبال البرانس في الشمال الغربي التي تفصل اليوم بين فرنسا وأسبانيا. وبذلك يعد فتح الأندلس في عهد الخلافة الأموية أبرز الفتوحات الإسلامية آنذاك.

 

استمرت الأندلس ولاية إسلامية يتولى شؤونها الولاة المسلمون طيلة الفترة من سنة 97 إلى 138 هـ (712 – 756م) تولى خلالها أمر الأندلس 21 واليا.

وفي سنة 138 هـ (756م) استطاع عبد الرحمن بن معاوية، الملقب بالداخل، أن يصبح أميرا على الأندلس.

وقد كان عبد الرحمن الداخل، مؤسس الدولة الأموية في الأندلس، رجلا موهوبا، سياسيا، حازما، ذا عزيمة قوية وحسن تدبير.

 

وقد اعتمد عبد الرحمن الداخل في تأسيس الدولة الأموية في الأندلس على العرب والبربر، واتخذ قرطبة عاصمة لدولته، وأنشأ الجزء الأول من مسجدها الجامع قبالة قصـر الإمارة.

وقد استمر حكم الأمير عبد الرحمن الداخل حتى عام 172 هـ (788م)، وتولى حكم الأندلس بعده ابنه هشام الأول الرضي الذي حكم الأندلس في الفترة من 172 إلى 180 هـ (788 – 796).

ويعد عهد الأمير هشام الأول الرضي امتدادا لحكم والده عبد الرحمن الداخل.

وقد تولى بعد ذلك حكم الأندلس الحكم الأول بن هشام الملقب بالرضي، الذي استمر حكمه حوالي ستة وعشرين عاما من 180 إلى 206 هـ (796 – 822م). وتعد فترة حكمه مرحلة استقرار سياسي وازدهار حضاري.

 

أما عصـر الاستقرار الحقيقي في الأندلس فيبدأ من عصـر عبد الرحمن الثاني الأوسط سنة 206 هـ (852م)، وينتهي بوفاة عبد الرحمن الثالث المعروف بالناصر سنة 350 هـ (961م).

وقد ازدهرت قرطبة بقصورها ومدارسها ومنتزهاتها، وجامعها الكبير، ورجالها العلماء المفكرين أمثال زرياب، وعباس ابن فرناس، وغيرهما.

ولعل أهم حكام الأندلس على الإطلاق الأمير عبد الرحمن الناصر الذي أصبح أمير الأندلس سنة 300 ه (912م). وقد بلغت الأندلس أوج قوتها في الدخل والخارج في عهده، وأصبحت قرطبة مركز الخلافة الإسلامية في الغرب حيث امتد حكم الأندلس إلى المغرب.

 

وفي سنة 316 هـ (929م) أعلن عبد الرحمن الناصر نفسه خليفة، وتلقب بأمير المؤمنين، واتخذ لقب الناصر لـدين الله.

وقد كان حكم الخليفة عبد الرحمن الناصر على الأندلس شاملا ومطلقا. وأنشأ مدينة الزهراء، ووسع جامع قرطبة. وبلغت قرطبة في عهده قمة ازدهارها الحضاري، وبنائها المعماري.

وبعد وفاة الخليفة عبد الرحمن الناصر، تولى الخلافة أكبر أولاده الحكم الملقب بالمستنصـر بالله الذي حكم من 350 إلى 366 هـ (961 – 976م).

 

وقد كان الخليفة الحكم المستنصـر عالما، فقيها، محدثا لبقا. وازدهرت العلوم في عهده، كما زاد عدد العلماء والحكماء والكتاب والمؤرخين. كذلك نهضت الترجمة في عهده نهضة كبيرة، وتفوقت صناعة الورق.

لقد كانت الأندلس في عهد الحكم المستنصـر قوية منيعة ذات حضارة متميزة ناهضة. وأصبح جامع قرطبة في عهده جامعة حقيقة يدرس فيها مختلف العلوم والآداب.

وبلغ علماء جامعة قرطبة درجات عليا في المراتب العلمية، كما تزاحم طلبة العلم على الانضمام لهذه الجامعة الكبيرة.     

 

وتولى بعد الحكم المستنصـر ولده هشام المؤيد، الذي حكم من 366 إلى 399 هـ (976 – 1009 م)، وكان في بداية حكمه صغيرا لا يتجاوز عمره اثني عشـر عاما، فتحولت السلطة إلى جعفر بن عثمان المصحفي الحاجب (رئيس الوزراء)، ومحمد بن أبي عامر صاحب الشرطة والمواريث، وبذلك خرجت السلطة من البيت الأموي في الأندلس.

وأصبحت السلطة في الأندلس للبيت العامري حيث حكم المنصور محمد بن أبي عامر البلاد كما لو كان ملكها، وساعده على ذلك قوة شخصيته، وبأسه الشديد، وذكاؤه الخارق.

 

وقد تقلبت الأحوال السياسية في الأندلس حتى جاء دور دولة بني الأحمر في غرناطة والتي زاد حكمها على قرنين ونصف من 626 إلى 897 هـ (1232 – 1492 م)،

وقد تدهورت مملكة غرناطة نتيجة الخلافات بين الأمراء حول السلطة، حتى جاءت النهاية في الاتحاد الذي تم سنة 884 هـ (1479 م) بين الملك فرناندو الرابع ملك أرغون، والملكة إيزابيلا الثانية ملكة قشتالة حيث تم القضاء على مملكة غرناطة، في الوقت الذي استطاعت فيه مملكة البرتغال القضاء التام على غرب الأندلس.

وكان دخول الملكين النصـرانيين فرناندو وإيزابيلا مدينة غرناطة سنة 897 هـ (1492 م)، حيث يعد هذا التاريخ نهاية الحكم الإسلامي في الدولة الأموية في الأندلس.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]