نبذة تعريفية عن حيوان الديناصور
1998 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء التاسع
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
حيوان الديناصور الحيوانات والطيور والحشرات البيولوجيا وعلوم الحياة
دينوصور، جمعها دناصير ودنيوصورات؛ كلمة معربة من الكلمة الأجنبية (اللاتينية) التي تتألف من شقين "دينوس" ومعناها (مرعب أو رهيب) و"سوروس" ومعناها: عظاءة.
وإذن فالدناصير هي العظايا (السحالي) المرعبة.
الديناصورات مجموعة من الحيوانات الفقارية المنقرضة عاشت طوال عصور حقب الحياة الوسطى الثلاثة من تاريخ الأرض (وهي عصور: الترياسي والجوراسي والطباشيري).
وقد بدأ حقب الحياة الوسطى منذ مئتي مليون سنة. وقد انقرضت الدينوصورات تماما مع نهاية ذلك الحقب.
أما نشأة الدناصير فكانت من أصل بدائي من الزواحف كان يعيش في العصـر الترياسي.
وكان المناخ العام للأرض في بداية العصـر الترياسي قد تغير تغيرا جذريا مع نهاية حقب الحياة القديمة (الذي سبق حقب الحياة الوسطى) إذ انتهت العصور الجليدية التي رانت على الأرض إذاك.
وساد معظم العالم جو يشبه ذلك المناخ الساحر الذي تنعم به منطقة بحار الجنوب في زماننا الحالي.
فازدهرت المروج، وتكاثفت الغابات بأشجار الصنوبر والسرخسيات، وانتشرت في أرجائها وحولها أسراب الزواحف المختلفة الأنواع والأحجام.
ومع تقدم الزمن تشعبت وتطورت تلك الزواحف ونشأ من أحد أصولها الفرع المسمى بالدناصير.
وسرعان ما انتشـرت الدناصير وتطورت تطورا عجيبا حتى سيطرت على كل البيئات. فكان منها ما ظل كأصله أليفا للحياة البرية،
ومنها ما صار برمائيا (أي يعيش في الماء وعلى البر)، ومنها ما صار مائيا تماما، بحريا أو قاطنا المياه العذبة من أنهار أو مستنقعات؛ ومنها ما غزا الجو وطار في الهواء.
وقد بلغ بعض الدناصير التي سكنت هذه البيئات الأربع مبلغا هائلا من ضخامة الأجسام لم يرد له مثيل في تاريخ الحياة كلها، اللهم إلا عند بعض الحيتان (وهي من الثدييات البحرية التي ما زالت تعيش حتى الآن).
ولقد كان من بين الدناصير الكبرى ما كان من أكلة النباتات كأغنامنا وماشيتنا في أيامنا هذه.
ومعظم هذه الديناصورات (العواشب) كان يمشـي على أربع يجوس بها خلال الغابات والمروج، ويخوض بها البرك يلتهم ما يصادف أفواهه من نبات. وكان من بين هذه الدناصير النباتية أضخم الحيوانات التي وطئت أقدامها ثرى الأرض على الإطلاق
وقد انتشـرت هذه الدناصير بخاصة في العصر الجوراسي، ومن أشهرها دينوصور يسمى برنتوصوراس، أي "العظاءة الراعدة". وقد بلغ طول هذا الحيوان 20 مترا، وبلغ وزنه 40 طنا.
وهناك أيضا دينوصور يسمى دپلودوكاس، أي ذا الشعاعين – لامتداد رقبته وذيله، وقد بلغ طولا خياليا قدره ثلاثون مترا من مقدمة الأنف إلى طرف الذيل.
أما الدينوصور المسمى جيجانتوصوراس، أي "الزاحف الأعظم" فما يزال سرا من الأسرار، إذ لم يعثر علماء الحفريات بعد على حفريات له سوى آثار أقدامه التي اكتشفت مؤخرا في صحراء أريزونا بالولايات المتحدة الأمريكية، وطول الأثر الواحد منها 150 سنتيمترا!.
ولم تقتصـر الدناصير على هذه الأشكال النباتية فقط، بل كانت هناك أشكال من أكلة اللحوم أيضا، وأشهرها جنس اسمه تيرانوصوراس، أي "الزاحف المرعب". لم تر الأرض ولم يسمع الجو بوحشية أو رعب أكثر من ذلك الذي أتاه هذا الحيوان.
لقد بلغ طوله 12 مترا من قمة الأنف إلى طرف الذيل. وكان يمشـي على رجليه الخلفيتين فقط، إذ ضمر طرفاه الأماميان بشكل كبير حتى صارا كيدين صغيرتين. وكان يمشـي على رجليه الخلفيتين مستندا إلى ذيله القوي على الأرض،
ويستعمل يديه الصغيرتين في الإمساك بالفرائس وتقريبها إلى فمه ليلتهمها.
وقد ذهب بعض علماء الحفريات إلى أن هذا الوحش كان يمارس حركة القفز والانقضاض على الفريسة بجسمه الضخم. إن تصور أفيال مفترسة قافزة يعد شيئا مرعبا بالنسبة لما كان يصنعه ذلك الدينوصور المفترس المرعب.
وفرع آخر من الدناصير آكلة اللحم كان قد تكيف للعيش في مياه البحار، وصار ماهرا جدا في السباحة كأنه السمك أو الحوت.
وكان يتغذى بالأسماك والمحارات والقواقع، وسماه علماء الحفريات إيكثيصوراس، أي "العظاءة السمكة". وقد عاش هذا الشكل وانتشر في البحار في العصر الجوراسي أيضا.
ما أغرب أشكال الدينوصورات التي انتشـرت في العصـرين: الجوراسي والطباشيري – ولو أنها نشأت في العصـر الذي قبلهما – فهو ما يسمى تيروصوراس، أي "الزاحف الطائر" والواحد منها كأنه تمساح لكنه يطير بجناحين يشبهان أجنحة الخفافيش!
وهو ليس بطير على أي حال لأنه لم يكن له ريش، وهو ليس بخفاش أيضا لأن الخفاش من الثدييات! وقد تفاوتت أحجام هذه الزواحف الطائرة، فكان منها ما هو في حجم العصفور، ومنها ما بلغ عرضه عندما يفتح جناحيه تماما نحو متر ونصف المتر.
وأخيرا فلا يجب أن ننسـى أن كل الدينوصورات بأشكالها وأحجامها وتكيفاتها المختلفة ليست إلا زواحف، لذلك فلا بد أنها كانت حيوانات لا تلد الصغار، ولكنها تبيض ويفقس بيضها عن الصغار.
ولقد رجح العلماء هذا الرأي مدة طويلة جدا دون سند أو شاهد يدعم رأيهم، إلى أن اكتشفت مؤخرا أعشاش متحجرة للدينوصورات تحوي بيضها في الحالة الحفرية أيضا، وذلك في جبال منطقة التبت في جنوب قارة آسيا.
الدناصير جميعها انقرضت واختفت من سجل الحياة تماما في نهاية العصـر الطباشيري (الثالث والأخير من عصور حقب الحياة الوسطى).
أما أسباب هذا الانقراض المفاجئ التام (حدث منذ 70 مليون سنة)، فهذا سر حير العلماء حتى الآن، فلم يقدموا تفسيرا له سوى بعض التساؤلات والتكهنات، فمنهم من يعتقد أن السـر يكمن في التغير الشديد والمفاجئ نسبيا في درجة حرارة الأرض.
ومنهم من أرجعه إلى تغير النباتات مع بدء حقب الحياة الحديثة. ومنهم من قال: إن الانقراض المفاجئ حل من تأثير اللفح الحراري الفظيع لنيزك هائل اخترق جو الأرض في ذلك الزمان.
ومنهم من رجح أن الثدييات التي بدأت تطورها وانتشارها في ذلك الوقت كانت تغتذي ببيض الدناصير. وهناك فروض أخرى كثيرة، لكن الموضوع ما زال سرا مستغلقا على العلماء حتى الآن.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]