علوم الأرض والجيولوجيا

نبذة تعريفية عامة حول نشأة الأرض

2001 الزلازل

فريال ابو ربيع و الشيخة أمثال الصباح

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

نشأة الأرض علوم الأرض والجيولوجيا

الأرض…هي أحد كواكب المجموعة الشمسية التي تشمل تسعة كواكب، وتأتي الأرض في المرتبة الثالثة من حيث بعدها عن الشمس حيث تبعد عنها 149,5 مليون كيلومتر.

وهي الجزء الوحيد من الكون المعروف عنه أنه يتضمن كل متطلبات الحياة من هواء وماء وأرض. وهي بيضاوية الشكل حيث يصل طول قطرها عند خط الاستواء إلى 12756 كيلومتر ويقل إلى 12714 كيلومتر بين القطبين.

تدور الأرض حول الشمس في مدار إهليجي (Elliptical) دورة كاملة كل 365,25 يوم تقريبا ، بينما تدور حول محورها مرة يومياً أي 365,25 مرة تقريبا كل عام.

 

وللأرض تابع طبيعي واحد هو القمر، وهو يدور حول الأرض في مدار إهليجي خلال فترة 29,5 يوم تقريباً.

تغطي المياه 70,8% من سطح الكرة الأرضية ويصل متوسط ارتفاع اليابسة إلى كيلومتر واحد فوق مستوى سطح البحر، ويصل أقصى ارتفاع لها 8,84 كيلومتر في قمة أفرست في جبال الهيمالايا.

ويبلغ متوسط عمق المحيطات إلى حوالي أربعة كيلومترات، وتوجد أعمق مناطق المحيطات في المناطق القريبة من حواف القارات. 

وتقع هذه الأعماق أحياناً بجانب أقواس الجزر. وأقصى عمق للمحيطات هو الغور المعروف باسم مارياناس (Marianas) الذي يقع في المحيط الهادي ويصل عمقه إلى 10,8 كم.

 

تعددت النظريات التي بحثت في نشأة الأرض ضمن مجموعة الكواكب الشمسية وذلك منذ مطلع القرن الثامن عشر.

إلا أن التفسير السائد والأكثر احتمالاً هو أن كوكب الأرض في بداية تكوينه كان في حالة شبه غازية وبدرجة حرارة مرتفعة تبلغ عدة آلاف من الدرجات السيليزية (المئوية).

ونتيجة للقوى الطاردة المركزية الناشئة عن الدوران تم تشكيل الأرض في هيئة كروية. 

 

وبمرور الوقت الذي يقدر بمئات الملايين من السنوات أخذت درجة حرارة السطح الخارجي في التناقص بمعدلات كبيرة حتى وصلت إلى المعدلات العادية الحالية، وكان هذا التناقص أقل بكثير كلما اتجهنا إلى جوف الأرض الذي لا يزال يحتفظ بالحرارة المرتفعة.

ونتيجة لتناقص درجة الحرارة تصلب الغلاف الخارجي للأرض في هيئة صخرية صلبة بينما تقل هذه الصلابة كلما إتجهنا إلى باطن الأرض حيث الجوف الملتهب.

وبالرغم من تعدد النظريات حول نشأة الأرض إلا أنها تتفق ججميعاً في أن باطن الأرض ساخن وذو درجات حرارة هائلة وأن هذه الطاقة الحرارية هي السبب الرئيس لكل الحركات الأرضية التي نلاحظها على السطح ومنها الزلازل.

 

ولو تخيلنا أن الأرض في مجملها جسم بارد لا حركة في باطنه أو على سطحه فإن مستقبلها يكون غير مبشر بالخير، فخلال مليون سنة مثلا تتحول المناطق الجبلية إلى ركام بفعل المياه والرياح وتنقل إلى المنخفضات والمحيطات حيث تتراكم في هيئة طبقات رسوبية تزداد سمكا بمرور الوقت.

ويتناقص الفرق بين المرتفعات والمنخفضات كما تتناقص أعماق البحار والمحيطات ويتبدل وجه الأرض تماما عما هو عليه الآن، وبمرور الزمن سيغمر الفتات الصخري وجه الأرض وتخلد إلى الموت والسكينه فتخمد تماماً.

ولكن هذا مجرد خيال لندرك أهمية الحركات الأرضية بالنسبة لحياة الأرض وكل ما عليها من كائنات (حتى ولو كانت بعض هذه التحركات كالزلازل مثلا تسبب الدمار الهائل).

 

فالحقيقة أن الأرض تتنفس من أعماقها وتتحرك فتتغير بذلك معالم سطحها باستمرار، فتعلو الجبال، وتنخفض السهول، وتتشكل أغوار سحيقة في أعماق المحيطات، وتثور براكين، وتظهر جزر، وتغوص أخرى، وتتزلزل الأرض وتميد الجبال، كل ذلك يحدث ويجري بلا انقطاع أو توقف.

وذلك لأنها تملك تلك الطاقة الحرارية المحركة داخلها مولدة قوى وضغوطاً هائلة تؤدي في النهاية إلى تشقق سطح الأرض وزحزحته وتحركه وبالتالي تتقارب أجزاء من سطح الأرض وتتباعد أجزاء أخرى.

وتتسع مساحات وتنكمش أخرى، ويتغير موقعها القطبي باستمرار على مدى التاريخ الجيولوجي السحيق، فتحدث تغيرات مناخية ونباتية وحيوانية على سطح الأرض.

 

ويتميز باطن الأرض باختلاف الخواص الفيزيائية والمعدنية داخله، وفي ضوء هذا التباين قسم إلى نطاقات، حيث تتجانس تقريباً الصفات الفيزيائية والصخرية للنطاق الواحد ويتباين كل نطاق عن الآخر في هذه الصفات.

وعلى الرغم من أن أعمق بئر تم حفرها حتى الآن لا يصل عمقها إلى أكثر من 15 كيلومتر إلا أن طرق الاستكشاف الجيوفيزيائية وخصوصا الزلزالية قد أتاحت لنا التعرف على معظم الخواص الفيزيائية لنطاقات الأرض المختلفة. 

فإذا علمنا أن نصف قطر الأرض (باعتبارها كرة) يصل إلى 6371 كيلومتر لأدركنا مدى أهمية الموجات الزلزالية وفائدتها رغم ما تسببه أحيانا من دمار وخراب.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى