أهم الزلازل القديمة والحديثة الحاصلة في الوطن العربي
2001 الزلازل
فريال ابو ربيع و الشيخة أمثال الصباح
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
الوطن العربي الزلازل الزلازل القديمة الحاصلة في الوطن العربي الزلازل الحديثة الحاصلة في الوطن العربي علوم الأرض والجيولوجيا
وفيما يلي وصف لأهم الزلازل القديمة والحديثة في الوطن العربي :-
أولا : بعض الزلازل القديمة الموثقة تاريخياً
– مارس 1068 ميلادية
زلزال بفلسطين دمر مدينة الرملة وهلك فيها 15 الف نسمة كما أثر في مدينة القدس وتأثرت المناطق الشاطئية بالموجات البحرية الزلزالية (تسونامي).
حيث انحسر ماء البحر لمسافات طويلة حتى إن الناس اندفعوا إلى المناطق التي تكشفت من قاع البحر في حين رجعت الموجات البحرية الهائلة فهلك عدد كبير منهم.
– 1156 إلى 1157 ميلادية
زلازل عديدة في منطقة الشام تاثرت بها مدن حلب وحماة ودمشق وبعلبك.
حيث حدث دمار متفاوت في هذه المدن وتذكر الوثائق أن عدد القتلى بلغ عشرة آلاف نسمة.
– 1201 – 1202 ميلادية
تذكر الوثائق أن زلزالاً هائلاً شمل تأثيره المخرب والمدمر مناطق شاسعة امتدت من بلاد الشام (طرابلس وصور وعكا ونابلس) حتي وصل إلى شمال شرق البحر المتوسط في قبرص.
كما وصل تأثيره جنوبا إلى مصر حتى أسوان. كما جاء في هذه الوثائق أنه أثر في أرمينيا وآذربيجان وبلاد فارس (إيران) ، وقيل إنه قُتل في هذا الزلزال قرابة المليون نسمة.
والأرجح أن هذه تأثيرات عدة زلازل وقعت في منطقة البحر الميت وامتدت شمالاً في البقاع اللبناني
ويذكر أن الزلزال الرئيسي المدمر قد وقع في وادي الليطاني في 20 مايو 1202 وقد أتبعه حدوث ثلاثة زلازل عنيفة أخرى . كما تذكر الوثائق زلزالاً آخر في وادي البقاع اللبناني في يوليو – أغسطس عام 1201 حيث تهدم الكثير من معابد منطقة بعلبك.
– يونيو 1256 ميلادية
أثرت في المدينة المنورة أعداد كبيرة من الزلازل وكانت مصحوبة بنشاط بركاني، واستمر هذا النشاط مع حدوث الزلازل لمدة ثلاثة شهور تقريباً . ويطلق على هذه الانبثاقات البركانية إسم الحرات , ومنها حرة رهط وحرة عويرج.
وجدير بالذكر أن النشاط البركاني في هذه المنطقة يرجع إلى عصر البليوسين منذ حوالي خمسة ملايين سنة وهو مستمر لوقتنا الحاضر ولكن على فترات متباعدة.
– أغسطس 1303 ميلادية
أثر زلزال هائل في شرق البحر المتوسط في جميع بلاد الشام ، وامتد تأثيره في الجنوب حتى وصل إلى صعيد مصر (مدينة قوص).
وقد أحدث هذا الزلزال موجات بحرية زلزالية (تسونامي) بلغ أقصى تأثير لها في السواحل الشمالية لمصر حتى أنها وصلت إلى منتصف مدينة الإسكندرية وقد وقع دمار كبير فيها حيث سقطت أجزاء كبيرة من أسوار المدينة .
كما تسبب الزلزال في انهيار فنار الإسكندرية الشهير الذي تعرض لتاثير عدد من الزلازل السابقة . وقد وصل تأثير هذا الزلزال غربا حتى جزيرتي رودس وكريت وجنوب اليونان ، كما أثر في سواحل بلاد الشام .
وقد استمر حدوث الزلازل اللاحقة المحسوسة لمدة أربعين يوماً ، وقد قدرت الشدة الزلزالية في الإسكندرية الفيوم بسبع درجات كما تم تقديرها في القاهرة بست درجات طبقاً لمقياس (MSK64) .
– اغسطس 1847 ميلادية
يعتبر أحد الزلازل القليلة ذات التأثير العنيف في مصر، ويمكن القول بأنه قد أثر تقريباً في كل المناطق المأهولة منها . وقد بلغت أقصى شدة له في منطقة الفيوم (80 كيلومتراً جنوب القاهرة) حيث قدرت بسبع درجات.
وقد دمر الزلزال بعض المباني في القاهرة، كما وقع بعض التدمير للمباني في الإسكندرية ، وقد قدرت قوة هذه الزلزال بـ 4 ,5 درجة بمقياس رختر.
ثانيا : بعض الزلازل الحديثة
– زلزال فلسطين 11 يوليو 1927
موقع المركز 31,6° شمال , 35,4° شرق
القوة 6,2 درجة بمقياس رختر
وهو يعتبر أول زلزال يسجل بأجهزة الرصد بهذه القوة في هذه المنطقة ، وقد شمل تأثيره كل فلسطين وكانت الشدة الزلزالية القصوى له في نابلس حيث بلغت تسع درجات .
وتراوحت في مدن أريحا والقدس وعمان بين سبع وثاني درجات، كما تأثرت السواحل الجنوبية والنقب بشدة قدرها ست درجات .
وقد قتل ما بين 250 إلى 500 نسمة في كل من فلسطين والأردن وتسبب في دمار كبير في المباني، كما تدمر جسر اللنبي. وتأثر به جريان نهر الأردن نتيجة الانهيارات الأرضية.
– زلزال البحر المتوسط 12 سبتمبر 1955
موقع المركز 32,2° شمالاً ، 29،6° شرقاً
القوة ست درجات بمقياس رختر
اهتزت دلتا النيل (مصر) بأكملها بزلزال قوى في البحر المتوسط حيث يبعد مركزه 120 كيلومتراً عن مدينة الإسكندرية ، وقد شعر به سكان دول شرق حوض البحر المتوسط حتى جنوب اليونان .
وقد كانت تأثيرات هذا الزلزال كبيرة لاقترابة من منطقة الدلتا المأهولة بالسكان بالإضافة إلى طبيعة تربتها التي تضخم تأثير الموجات الزلزالية.
وقد تم تقدير الشدة الزلزالية القصوى في مناطق محدودة من محافظة البحيرة حيث بلغت ثماني درجات بمقياس (MSK64) .
– زلزال أغادير ( المغرب ) 29 فبراير 1960
موقع المركز 30,3° شمال ، 9،4° غرب
القوة 5،9 درجة بمقياس رختر
بلغت الخسائر البشرية لهذا الزلزال 20000 نسمة في مدينة أغادير ، وهو ما يمثل 60% من تعداد السكان فيها وقت وقوع الزلزال.
وقد بلغت الشدة الزلزالية عشر درجات في مدينة أغادير ليس بسبب قوة الزلزال وإنما لضحالة عمق البؤرة الذي لم يتعد ثلاثة كيلومترات .
كما أن التربة الهشة ساهمت بقدر كبير في تضخيم تأثير الموجات الزلزالية. وتجدر الإشارة إلى أن مدينة أغادير المغربية قد تعرضت لزلزال مدمر عام 1751 ميلادية. ويعتبر زلزال 1960 مثالا للزلازل متوسطة القوة التي يمكن أن يكون لها تأثيرات شديدة الدمار.
– زلزال شمال البحر الأحمر ( شدوان – مصر ) 31 مارس 1969
موقع المركز 27,6° شمال ، 33،9° شرق
القوة 6,1 درجة بمقياس رختر
وقع هذا الزلزال في أقصى الجزء الشمالي من البحر الأحمر في جزيرة شدوان بعيدا عن المناطق المأهولة بالسكان على طول وادي النيل والدلتا .
وقد بلغ أكثر تأثير له في جزيرة شدوان حيث ظهرت شقوق على سطح الجزيرة وبلغ طولها بضعة كيلومترات.
وقد تم تقدير الشدة الزلزالية في هذه المنطقة المحدودة بتسع درجات بمقياس ( MSK64 ) وهى المنطقة الوحيدة في مصر التي عانت من مثل هذه الشدة عبر تاريخها الزلزالي. وبلغت الشدة في مدينتي شرم الشيخ والغردقة ثماني درجات.
حيث اهتزت اهتزازاً واضحاً وظهرت بعض التشوهات الباقية في صخور منطقة شرم الشيخ. كما أثر الزلزال في منطقة كاترين بسيناء ورأس شقير على خليج السويس وسفاجة والقيصر على ساحل البحر الأحمر .
وقد شعر به مواطنو وادي النيل من قنا جنوبا حتى القاهرة شمالاً بشدة قدرها خمس درجات ، وفي جنوب الدلتا تراوحت الشدة بين أربع وخمس درجات أما في شمالها فقد تراوحت بين ثلاث وأربع درجات.
– زلزال مدينة شلف (الأصنام) الجزائر 10 أكتوبر 1980
موقع المركز 36،2° شمال ، 1،6° شرق
القوة 7،3 درجة بمقياس رختر
يعتبر أكبر زلزال تعرضت له منطقة المغرب العربي وجبال أطلس منذ عام 1790 وقد راح ضحية هذا الزلزال حوالي 25000 نسمة، وقد كان عدد سكان المدينة وقت الكارثة مائة ألف نسمة.
وأعقب الزلزال الرئيسي عدد من التوابع دمرت المزيد من المساكن وقتلت حوالي 2500 نسمة.
والجدير بالذكر أن مدينة شلف (الأصنام) قد تعرضت لزلزال مدمر عام 1954 راح ضحيتة 1600 نسمة كما سجلت الوثائق التاريخية زلازل في المنطقة في عاميّ 1521 ، 1541 .
– زلزال جنوب أسوان (مصر) 14 نوفمبر 1981
موقع المركز 23,55° شمال ، 32،55° شرق
القوة 5،6 درجة بمقياس رختر
ظهر أثر الصدع الذي حدثت عليه الحركة المسببة لهذا الزلزال وذلك في منطقة جبل مراوة (جنوب مدينة أسوان).
حيث ظهرت الشقوق على سطح الأرض وبلغ اتساعها في بعض الأماكن حوالي متراً ، وأمكن متابعة أثر الصدع على سطح الأرض في هذه المنطقة لمسافة حوالي ثلاثة كيلومترات في اتجاه شرق – غرب ، وتم تقدير الشدة الزلزالية في هذه المنطقة بثماني درجات.
وفي محافظة أسوان حدث تدمير لمنزلين من طوب اللبن وتعرضت بعض المساكن لتدمير جزئي، أما المنشآت ذات الخرسانة المسلحة فلم تصب إلا ببعض الشقوق في الملاط. وقد امتد الإحساس بالزلزال شمالاً حتى مدينة أسيوط وجنوبا حتى العاصمة السودانية الخرطوم.
وقد عزا بعض الباحثين حدوث هذا الزلزال إلى امتلاء بحيرة السد العالي وتأثير المياه على صخور المنطقة, إلا أن التاريخ الجيولوجي للمنطقة يشير إلى أنها ذات نشاط سيزموتكتوني منذ عصر الأيوسين.
– زلزال ذُمار في اليمن 13 ديسمبر 1982
موقع المركز 14،7° شمال ، 44،3° شرق
القوة 5،9 درجة بمقياس رختر
وقع هذا الزلزال في لواء ذُمار اليمني وأصاب عدداً من المدن والقرى بالدمار الكامل مثل رصابة وضوران .
وبلغت الخسائر البشرية حوالي 4000 مواطن، وقد تعرضت 1336 مدينة وقرية إلى نسب مختلفة من التدمير ، وشمل ذلك المساكن والمدارس والمساجد ومحطات المياة والكهرباء.
وجدير بالذكر أن معظم المنازل في المنطقة وقتها غير مصممة على أسس هندسية سليمة، كما أن الكثير منها مقام على مرتفعات مما أدى إلى زيادة نسبة الدمار.
وتذكر الوثائق التاريخية أن مدينة ضوران التي دُمرت تماما في هذا الزلزال قد سبق لها وأن تعرضت إلى زلزالين مدمرين في عامي 1674م ، 1675م كما تعرضت ذُمار إلى زلزال عام 1878م.
– زلزال دهشور (جنوب غرب القاهرة) مصر 12 أكتوبر 1992
موقع المركز 29،8° شمال ، 31،1° شرق
القوة 5،9 درجة بمقياس رختر
تعتبر هذه الهزة أهم حدث زلزالي في مصر وقع في القرن العشرين وذلك لقرب مركزة من مناطق وادي النيل والدلتا ذات التربة غير المتماسكة وذات الكثافة السكانية المرتفعة. سبب الزلزال خسائر جسيمة في مباني قرى مركز العياط بمحافظة الجيزة وبالذات في المنازل المقامة من الطوب اللبن وتأثرت أيضاً بعض المنازل ذات الهياكل الخرسانية.
كما أدى الزلزال في هذه المناطق إلى تغيرات هيدرولوجية، حيث ارتفع منسوب الماء الجوفي في الآبار القديمة واندفع بقوة إلى خارجها ، كما حدثت ظاهرة تسيل التربة في بعض مناطق مركز العياط .
بلغت أقصى شدة لهذا الزلزال بين سبع إلى ثماني درجات في محافظة القاهرة، حيث تضرر كثير من المساجد الأثرية .
وقد وصل تأثير هذا الزلزال إلى الإسكندرية في الشمال الغربي حيث بلغت الشدة أربع درجات ووصل التأثير جنوبا حتى الأقصر حيث أحس الناس بمجرد اهتزاز ، وكذلك في بعض المدن ساحل البحر الأحمر ووصل التأثير إلى سيناء في الشمال الشرقي إلا أنه لم تحدث أي خسائر في هذه المناطق.
وقد تركزت الخسائر في محافظة الجيزة المتاخمة لمركز الزلازل وامتدت إلى بعض مناطق القاهرة وخصوصاً المباني القديمة.
وقد أحدث هذا الزلزال ذعراً شديداً للناس في محافظتي القاهرة والجيزة، حتى أن معظم الوفيات والتي بلغت 625 نسمة كانت من تلاميذ المدارس الذين اندفعوا على السلالم هرباً وفزعاً فتساقطوا فوق بعضهم مما أدى إلى كثير من الوفيات ليس بسبب الزلزال نفسه ولكن بسبب سوء التصرف الناتج عن الهلع .
وقد استمرت توابع هذا الزلزال لأكثر من عام إلا أن معظمها كانت قوته أقل من 2 درجة في حين أن التوابع ذات القوة من 4 إلى 4،3 درجة بلغ عددها ثمانية زلازل.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]