علوم الأرض والجيولوجيا

النشاط الزلزالي الإقليمي حول دولة الكويت

2001 الزلازل

فريال ابو ربيع و الشيخة أمثال الصباح

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

النشاط الزلزالي الإقليمي حول دولة الكويت النشاط الزلزالي دولة الكويت علوم الأرض والجيولوجيا

أظهرت الدراسات أن الزلازل القوية في جنوب حزام زاجروس النشط يمكن أن يكون لها تأثيرات مختلفة في دولة الكويت ودول الخليج العربي الأخرى، خصوصاً وأن (كود) بناء المنشآت المستخدم حالياً لا يتضمن المخاطر الزلزالية .

وكما أشارت الدراسات أن زلزالاً بقوة 5,7 درجة في الجزء الجنوبي الغربي من حزام زاجروس يمكن لتسارعه الزلزالي (Seismic Acceleration) والمؤثر في منطقة الكويت أن يتعدى 100سم/ث2 باحتمالية قدرها 64% وذلك خلال خمسين عاماً.

 

بالإضافة إلى ذلك فإن الطبيعة الهشة للتربة في (الكويت) و (أبوظبي) وبعض المناطق الأخرى من دول الخليج.

وكذلك ضعف التوهين (Attenuation) لسعات (Amplitudes) الموجات الزلزالية ذات الزمن الدوري المتوسط والطويل في هذه المنطقة يمكن أن يكون له دور مكبر ومضاعف للتأثيرات الزلزالية خصوصاً على المنشآت المرتفعة.

 

ويتضح من خريطة النشاط الزلزالي الإقليمي القريب من دولة الكويت الموضحة في شكل (3-4) أن تركيز معظم بؤر الزلازل في منطقة حزام زاجروس حيث التصادم بين شبه الجزيرة العربية وصفيحة إيران التكتونية.

وتتعدى قوى قليل من هذه الزلازل (سبع) درجات بمقياس رختر، ويزيد عدد الزلازل كلما قلت قوتها.

 

ومن المعروف أن الإقليم الوحيد من الجزيرة العربية الذي يظهر فيه الغلاف الصخري في الهيئة المحيطية (Oceanic Lithosphere) هو إقليم الماكران الذي يقع جنوب غرب إيران.

حيث يندس (Subduct) الغلاف الصخري المحيطي لخليج عمان أسفل إقليم الماكران حيث تحدث الزلازل ذات الأعماق المختلفة. ويصاحب هذا الاندساس (Subduction) نشاط بركاني.

ويوضح الجدول (3-2) عناصر الزلازل التي وقعت في جنوب غرب إيران وأثرت في دولة الكويت حديثاً

 

ومنها زلزال 14 ديسمبر 1996 الذي وقع في الجزء الشمالي من الخليج العربي الذي أحس به الكثير من القاطنين في الأجزاء الساحلية من الكويت، وقد تراوحت شدته في هذه المناطق بين III ، IV .

وكذلك فإن زلزال جنوب غرب إيران حدث في الرابع من مارس 1999 والذي يبعد مركزه 900 كيلومتر عن الكويت قد شعر به سكان مدينتي (الكويت وأبوظبي) حيث اهتزت الأبواب والنوافذ والمعلقات وازداد الإحساس به في الطوابق العليا من المباني المرتفعة .

 

وقد شهد التاريخ القديم للمنطقة العديد من الزلازل ذات التأثيرات المختلفة، إلا أن قلة عدد السكان بالإضافة إلى نقص الوعي العام بخطورة الزلازل وخصوصاً قبل عام 1950 كانا وراء قلة الزلازل التي تم توثيقها تاريخياً مثل ذلك الزلزال الذي ذكره المؤرخ الكويتي عبد الله الحاتم في كتابة "من هنا بدأ الكويت 1980".

حيث أفاد بأن يوم مولد الشيخ يوسف القناعي عام 1879 قد شهد زلزالاً أثر في مناطق مختلفة من الكويت.

ومن المعتقد أنه إن لم يكن هذا تأثير الزلزال الذي وقع في بهبهان (غرب أيران) في التوقيت نفسه فإن الأغلب أن يكون أحد الزلازل المحلية بدولة الكويت.

 

وقد تمت دراسة عدد من فهارس الزلازل (Catalogs) الواردة في كتب السيوطي 1983، أمبراسيز مع ميلفيلي 1982، بربريان 1994 بالإضافة إلى الفهارس التي تصدرها هيئة المساحة الجيولوجية الأمريكية لتحديد الزلازل في إقليم زاجروس والماكران التي يمكن أن يكون لها تأثيرات مختلفة الكويت ودول الخليج العربي.

وقد درس كل من أمبراسيز وميلفيلي (1982) تاريخ الزلازل في إيران في المنطقة المحدودة بين خطيّ عرض 24°، 40° شمال ، وخطيّ طول 44° ، 66° شرق حيث وضعا قائمة الزلازل القوية والمدمرة حتى عام 1979 .

 

أما بربريان 1994 فقد لخص وفسر كل المعلومات عن الزلازل الواردة في التايخ الفارسي القديم الذي يمتد منذ ما قبل الميلاد وحتى عام 1900 ميلادية، حيث قدم فهارس الزلازل على امتداد هذه الفترات المختلفة التاريخ الفارسي.

كما درس العلاقة بين الفوالق النشطة وربطهما بالأحداث الزلزالية التي وقعت عليها. مما يساعد في تفهم العلاقات المستقبلية للأحداث الزلزالية على هذه الفوالق.

يوضح الشكل (3-5) الارتباط بين النشاط الزلزالي والنشاط التكتوني للفوالق في الثلاثة عشر قرناً الأخيرة في إيران حيث تشير الخطوط المتصلة في الخريطة إلى فوالق الحقب الرابع (Quaternary age) وتشير الخطوط المقطعة إلى فوالق الحقب الثالث (Tertiary age)

 

وتشير النطاقات المنطقة إلى المناطق التي تأثرت بشدة زلزالية تراوحت من 1 حتى 3 درجة على مقياس أمبراسيز، ميلفيلي (الذي يتراوح من درجة واحدة للكارثة الزلزالية إلى خمس درجات للزلزال المحسوس فقط).

وحيث أن زلزال بوشهر الذي وقع في 24 سبتمبر 1999 ، والذي بلغت قوته 5,1 درجة كان محسوساً في مناطق كبيرة من الكويت. 

فإنه يمكن استنتاج أن معظم الزلازل الواقعة في جنوب حزام زاجروس والتي تصل قوتها إلى أكبر من خمس درجات يمكن أن يكون لها تأثيرات متفاوتة في الكويت وفي دول مجلس التعاون الخليجي.

كما أن بعض الزلازل التي تحدث في شرق الصفيحة الإيرانية يمكن أن تؤثر في الكويت مثل ما حدث في زلزال 4 مارس 1999 الذي بلغت قوته 6,2 درجة ويبعد مركزه عن الكويت حوالي 900 كم.

 

وعلى الرغم من هذا فقط أثر بشدة تراوحت بين III إلى IV درجة في مناطق الكويت وكذلك أبو ظبي، ويمكن أن تكون لهذه التأثيرات راجعة للأسباب التالية:-

1- إن اتجاه الفالق الذي أحدث الزلزال يحدد اتجاهات معينة تكون فيها الطاقة الزلزالية أكبر من الاتجاهات  الأخرى.

 

2- التغيرات الإقليمية في توهين سعات الموجات الزلزالية، حيث إن التوهين (Attenuation)  في بعض الإتجاهات يكون أكبر من الاتجاهات الأخرى. 

وبالتالي لا تتساوى سعات الموجات نفسها عند المسافات المتساوية من مركز الزلزال. كما تساهم خواص التربة (من حيث سمكها ودرجة تماسكها وسرعة الموجات المستعرضة فيها) في تضخيم سعات (Amplitudes) الموجات الزلزالية على سطحها.

وبالإضافة إلى نطاق حزام طيات زاجروس التصادمي ، باعتباره مصدراً للخطر الزلزالي على دولة الكويت فإن الزلازل داخل الصفيحة العربية تمثل مصدراً لا يمكن إغفاله، حيث تحدث الزلازل المحلية داخل دولة الكويت بعيدا عن نطاق التصادم بين حدود الصفيحتين العربية والإيرانية.

 

وهناك اعتقاد باحتمالية ارتباط هذا النشاط بعمليات ضخ وسحب النفط في هذه المناطق، وبينما يرى إمبراسيز وميلفيلي (1982) أنه إلى الغرب من حدود التصادم على حزام زاجروس، أي داخل الصفيحة العربية لا يوجد دليل على حدوث نشاط زلزالي قوي في هذه المناطق. 

إلا أن الخرائط والنشرات التي يصدرها المركز الوطني الأمريكي لمعلومات الزلازل (التابع لهيئة المساحة الجيولوجية الأمريكية U.S.G.S تضم زلزالاً قوياً داخل الصفيحة العربية (Intraplate) شمال غرب رفحاء في المملكة العربية السعودية.

وقد وقع يوم 9 يوليو 1953 وبلغت قوته 6,4 درجة، ويقع مركزه عند خط عرض 30° شمالاً، وخط طول 42,5° شرقاً.

 

وعلى هذا فإن دراسات الخطر الزلزالي في المنطقة لا بد أن تشمل زلازل الحدود التكتونية (Interplate) والزلازل الداخلية للصفائح (Intraplate) بالإضافة إلى النشاط الزلزالي الناشىء عن أنشطة بشرية مثل سحب المياه الجوفية و النفط وضخهما.

ويعتبر النشاط الزلزالي داخل الصفيحة العربية من العناصر المهمة في دراسات الخطر الزلزالي حيث تضم قائمة الزلازل في الجزيرة العربية زلازل من هذا النوع في تيماء وخيبر وينبع في عام 1068 وفي المدينة المنورة عامي2112 ، 1256م وفي ذمار باليمن حيث قتل حوالي 4000 نسمة في زلزال ديسمبر 1982.

تم حصر الزلازل التاريخية (Historical) التي يمكن أن يكون لها تأثيرات مختلفة في دولة الكويت ودول مجلس التعاون الخليجي الأخرى ودراستها، والجدول رقم (3-3)يوضح البيانات المتاحة عن هذه الزلازل

 

إن تكرارية حدوث الزلازل ذات القوة الأكبر من خمس درجات في مناطق بوشهر، والأهواز، وشيراز، والبصرة يمكن أن ينتج عنها خسائر متفاوتة في كل من الكويت وبعض دول مجلس التعاون الخليجي .

كذلك فإن تكرارية حدوث الزلازل القوية في إقليم الماكران، ولار، وقشم ويمكن أن تسبب خسائر في كل من البحرين ، قطر، والإمارات العربية المتحدة، وعمان .

ويوضح الجدول رقم (3-4) الزلازل الحديثة التي يمكن أن يكون لها تاثيرات متفاوتة على الكويت وبعض دول مجلس التعاون

وقد تم تجميع بيانات هذا الجدول من فهارس الزلازل التي وضعها أمبراسيز وميلفيلي (1982) ومن نشرات الزلازل التي يصدرها المركز الوطني الأمريكي لمعلومات الزلازل.

ويوضح الشكل رقم (3-6) خريطة بمواقع مراكز الزلازل التي يضمها كل من الجدولين (3-3)، (3-4).

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى