طرق التحكم البيولوجية في زحف الرمال
2004 الإنسياق الرملي
د.جاسم محمد العوضي
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
طرق التحكم البيولوجية في زحف الرمال زحف الرمال البيئة علوم الأرض والجيولوجيا
ويمكن تصنيف عمليات التثبيت إلى ثلاثة فئات (Hagedorn et al., 1977):
1- النمو الطبيعي للنباتات وذلك عندما تنمو النباتات طبيعياً بغياب التدخل البشري ويمكن أن يدرج هذا التصنيف ضمن إجراءات التحكم والمراقبة السلبية.
2- النمو شبه الطبيعي للنباتات وذلك عندما يتم استعادة النمو الطبيعي للنباتات بإجراءات مساعدة وتعزيز ذلك بوسائل أخرى متعددة.
3- النمو غير الطبيعي (الاصطناعي) للنباتات حيث يستغرق النمو الطبيعي للنباتات فترات زمنية طويلة.
إن التثبيت البيولوجي هو تثبيت دائم على عمليات الزراعة والتشجير لترسيخ الكثبان الرملية والرمال المتناسقة واستقرارها.
ويعتبر التشجير من أهم وانجح الطرق المتبعة في تثبيت الكثبان والمصادر الرملية، لما تتميز به من صفة الاستدامة والاستمرارية، وتحسين الظروف البيئية المحلية وتحسين التربة وتحويلها إلى أراض خصبة منتجة.
– تحسين خصائص التربة: ويتضمن هذا إضافة مواد عضوية للسطح الرملي لكبح عمليات التعرية وتحسين قدرة التربة على الاحتفاظ بالماء وزيادة خصوبتها وتوفير المواد الغذائية للنباتات.
وهذه الطريقة تعتبر من الطرق المفيدة في نظم وعمليات الاستصلاح الكبيرة خاصة عندما تقوم عمليات التعرية بإزالة المواد العضوية الطبيعية بالتربة وكذلك عندما يكون الموقع مناسب لوصول آلات الرش.
وقد أدت إضافة 1 كيلو غرام من السماد العضوي لكل متر مربع من سطح الكثبان المزروعة في الساحل الشمالي لايرلندا، إلى زيادة في متوسط ارتفاع النباتات تراوحت من أربعة إلى خمسة إضعافها على مدى أربعة سنوات (Wilcock & Carter,1977).
وتحتوي طبقة المهاد التي تم استخدامها على القش المقطع والخث (Peat) وبقايا أوراق الغابات والحشائش المقطوعة والطحالب، اللب الخشبي، أسمدة المزارع ورواسب المجارى.
ويستحسن استخدام 6-5 طن من القش المقطع لكل هكتار، و 6 طن من الطحالب لكل هكتار و6 طن من السماد لكل هكتار (Brooks,1979).
وللخث ولب الخشب مزايا أخري حيث تؤدى زيادة كميات المواد العضوية دون أن ترفع مستويات المغذيات الصناعية أو تؤدى إلى نشوء نباتات غريبة وذلك عكس المواد الأخرى .
ولابد أن يتم تثبيت الطحالب الجافة وإلا فسوف تجرفها الرياح. وبالنسبة لرواسب الصرف الصحي فلا بد من إخضاعها للفحص والتحليل قبل الاستعمال وذلك للتأكد من خلوها من الفلزات والمعادن الثقيلة والمواد السامة.
ومن جهة أخرى فإن لها ميزة طبيعية وهي قدرتها على إبعاد الإنسان عنها ونفوره منها نتيجة لرائحتها الكريهة دون الحاجة إلى تشيد الأسوار لحظر الدخول إليها.
– الزارعة والتشجير: يعمل الغطاء النباتي على زيادة خشونة سطح التربة وتحسني خاصية تماسك وترابط جزيئاتها السطحية علاوة على ماله من مزايا بيئية واقتصادية أخرى. ومع ذلك يتطلب وجود الغطاء النباتي توفر المياه والتربة الصالحة والظروف المناخية المناسبة.
ولتفادي استهلاك مياه الري للزراعة في المناطق الصحراوية القاحلة، يستحسن تطوير الزراعة الجافة حيث ان للكثبان الرملية القدرة على امتصاص كميات الأمطار بسهولة والاحتفاظ بنسبة عالية من الرطوبة.
وكذلك لبعض النباتات الصحراوية القدرة على تخزين الماء في أوراقها أو سيقانها وتعرف هذه النباتات بالنباتات العصيرية مثل نبات الصبار، الرطريط والتين الشوكي.
وتتم الزراعة الجافة في موسم الأمطار الذي يمتد عادة من شهر يناير إلى إبريل وحينما تكون الرطوبة الأرضية قريبة نوعاً ما من سطح الكثيب وعلى عمق بمعدل 20 سم.
وتتلخص الزراعة الجافة في عمل حفر عميقة في الأرض بعمق متر واحد، ثم توضع العقلة أو الشتلة المراد زراعتها في الحفرة وتردم بالرمال الرطبة بحيث يظهر منها (5سم) بالنسبة للعقلة (مثل عقلة الاثل) و20 سم -50 سم بالنسبة للشتلات.
ولقد أثبتت النتائج التي تم الحصول عليها إمكانية تثبيت الكثبان الرملية وتشجيرها بواحة الاحساء بالطريقة الجافة واعتماداً على الرطوبة التي تحتويها هذه الكثبان، وبمعدل نمو الأشجار 1.3 متر /سنة (السري،1984) كما أظهرت التجارب أن أعلى نسبة نجاح بلغت كانت في المنخفضات وفي الأجزاء السفلي من الكثبان وذلك لارتفاع نسبة الرطوبة.
وفي التثبيت البيولوجي يستحسن اختيار نباتات صحراوية حقيقية تحتوي على خلايا ممتلئة بالماء المخزون.
وهذه النباتات تتحمل وطأة الحرارة والجفاف الشديدين معظم أيام السنة وهذه النباتات الصحراوية تستطيع أن تعيش في هذه البيئة بفعل عدة مزايا لها منها:
1- إن جذورها طويلة وتتشعب في داخل التربة وتتعمق فيها إلى مسافات بعيده للحصول على الماء مثل نباتات الشيح -السنط نخيل البلح.
2- تتحول الأعضاء الخضرية فيها إلى أشواك لتقليل فقدان الماء كما في السنط، في أحوال أخرى تتحول الأفرع إلى أشواك كما في نبات العاقول.
3- تلتف أفرع الشجيرات بحيث تتخذ شكلاً كروياً يساعد على ان تقوم الأفرع الخارجية بتظليل الأفرع الداخلية، فتقلل من تأثير الحرارة عليها، مما يقلل من تبخر الماء.
4- سطح الساق والأوراق في بعض النباتات يكون مغطى بطبقة سميكة من الكيوتين فيقلل من تبخر الماء.
إلا أن هناك وجه آخر للمشكلة فالزراعة والتشجير في المناطق الصحراوية والمعرضة لزحف الرمال، وخاصة التشجير على جوانب الطرق الصحراوية، سيؤدي إلى تراكم الرمال على الأشجار نفسها مما يؤثر على نموها واستمرارها.
وتزيد من صعوبة عمليات الخدمة والصيانة مستقبلاً بالإضافة إلى تراكم الرمال بكميات كبيرة بالقرب من الشوارع أو بعض المنشآت والتي بدورها تزيد من مخاطر تكدس هذه الرمال عليها، وخاصة في حالة موت أو فشل بعض الأشجار.
ولذلك فإن هذا يتطلب القيام بإجراءات حماية لهذا الأشجار من الرمال الزاحفة ومنها مايلي:
1- إقامة أسوار حجز الرمال والتي تصنع من المواد الجافة قبل المنطقة المزروعة ومن الجهة التي تهب منها الرياح و ذلك لمنع وصولها إلى النباتات.
2- إقامة أسوار من المواد الحية مثل الأشجار أو الشجيرات التي تتحمل قسوة الرمال الزاحفة الرمال لامتلاكها ميزة تكوين الجذور الجديدة من مناطق الساق والأغصان المدفونة بالرمال والتي يزيد معدل نموها عن معدل ترسيب الرمال ومن الأشجار الملائمة لهذا الغرض أشجار الإثل
وتزرع هذه الأسوار الحية في مواجهة الرمال الزاحفة تليها مصدات الرياح من الأنواع الأخرى الملائمة لتشجير جوانب الطرق أو من الأنواع التي تزرع كمصدات رياح ذات الأشكال المربعة لحماية المناطق الزراعية.
وفي هذه الحالة تشكل الأسوار الحية خطوط دفاعية في مواجهة الرمال الزاحفة وحجزها قبل وصولها إلى المصدات الأخرى.
ولابد من تصميم هذه المصدات بطريقة أو نظام لا يسمح بتراكم الرمال على الأشجار أو قريباً منها. وهذا يتوقف على مقدار الفراغات الفاصلة بين الأشجار (النفاذية) والمصدات بشكل عام ويمكن التحكم بذلك من خلال:
– عرض المصد (التقليل من عدد من الخطوط) أو زراعة الأشجار بشكل منفرد وعلى مسافات متباعدة مع توفير وسائل حماية بسيطة في المراحل الأولى من نموها مثل:
– استخدام حواجز غير منفذه ودائرية الشكل حولى الشجره لمنع تراكم الرمال عليها مع مراعاة عدم منع الضوء عنها، ومن المواد الممكن استخدامها لهذا الغرض البراميل مفتوحة الطرفين، أنابيب اسبستية قطر 50 سم وبطول 100-60 سم ويفضل استخدام هذه الطريقة عند تعدد اتجاه الرياح.
– استخدام ألواح معدنية ذات جناحين على شكل (V) أو ذات جناح يميل بزاوية 45 درجة على اتجاه الرياح السائدة وهذا عندما يكون هناك اتجاه سائد للرياح. كما يمكن توفير حماية لمجموعه صغيرة من الأشجار في حالة استخدام الطريقتين السالفتين الذكر.
وهذه الطريقة توفر حماية للشجرة الواحدة أو لمجموعة من الأشجار في المراحل الأولى حتى نموها (شكل رقم 4.8).
– ترتيب الخطوط في المصد فكلما زادت المسافة بين الخطوط كذلك المسافات بين الأشجار كلما زادت النفاذية وبالتالي تقل كمية الرمال المترسبة على أو الأشجار وبينها.
كذلك فإن طريقة الزراعة بالتقابل تزيد من النفاذية كما تزيد من سرعة الرياح بين الخطوط وبالتالي تساعد على تنظيف الرمال وترسيبها بعيداً عن الأشجار.
وشكل رقم (4.9) يوضح الزراعة بطريقة التبادل وطريقة التقابل.
– نوع النبات، من حيث نموها – كثافة الأوراق- نوعها إن كانت مستديمة الخضرة أو متساقطة الأوراق ارتفاع الأشجار- وجود أغصان في الجزء السفلي والساق. إذ أن كل هذه الصفات تؤثر على النفاذية وبالتالي تؤثر على كمية الرمال المترسبة.
فعند اختيار الأنواع المتساقطة الأوراق عاده تسقط خلال فصل الشتاء ومثال على ذلك السنط العربي (العنبر) والسلم (الصفصاف) وخاصة عندما يتكون المصد من خط واحد (أو عدد قليل من الخطوط) فإن ذلك يعطي فرصة للرياح المعاكسة لتنظيف الرمال أو جزء منها وبالتالي يقلل من كمية الرمال المتراكمة.
في حين أن وجود الأغصان في الجزء السفلي من الساق الملامس لسطح الأرض يقلل من مسامية المصد مما يزيد من تراكم الرمال عليها.
وكلما كان هذا الجزء عاريا يكون الترسيب بعيد عنها وبالتالي لا يؤثر على نموها كما يسهل من عملية إزالة الرمال ونقلها في حالة تطبيق هذا الأسلوب ودون إلحاق إضرار بالأشجار نفسها.
ومن الممكن التحكم بذلك عن طريق التقليم المستمر للمحافظة على الساق السفلي عاريا من الأغصان ومن الأنواع الملائمة لهذا لغرض الصفصاف، الكافور والكازورينا.
كذلك فإن زراعة أكثر من نوع في نفس الخط أو نفس المصد قد يزيد من كثافة المصد نتيجة الاختلاف في ارتفاع أنواع النباتات أو كثافتها وبالتالي يزيد من كمية الرمال المحجوزة المترسبة عليها.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]