السكري وعلاقته بالاكتئاب
2013 أنت والسكري
نهيد علي
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
أظهرت الدراسات السكانية والنفسية التوصيفية التي تناولت السكريين أن النساء السكريات يصبن بضعف ما يصاب به الذكور السكريون من الاكتئاب، وأن عدداً قليلاً من الذكور المصابين بالاكتئاب هم الذين يلتمسون المعالجة من الاكتئاب، ولعل ذلك ناتج عن الصورة التي يميل السكريون أن يعرضونها عن أنفسهم بأنهم يستطيعون مواجهة التعرض للآلام، ولاعتقادهم أن رجولتهم تملي عليهم أن يتسموا بالصمت وبالقوة معاً.
إلا أن من الواجب الانتباه للمظاهر السريرية للاكتئاب، وعدم إنكارها، وإظهار الاعتراف بها، إذ أن التحسن الذي يطرأ على الحالة النفسية للفرد يجعله أكثر قدرة على تحمل الشدات والكروب، وعلى تدبير حالة السكري لديه على نحو أكثر فعالية.
ومما يؤسف له أن الكثير من الناس يعتقدون أن بمقدورهم أن يتدبروا بأنفسهم أمر الاكتئاب الذي يصيبهم، فلا يلتمسون المساعدة من الأطباء النفسيين، ولعلهم لا يتذكرون أن تعلم الطرق الصحيحة من الأطباء المتخصصين هو الأسلوب الأكثر فعالية لتحقيق أفضل النتائج.
ونظراً للانتشار الواسع النطاق للسكري بين الناس، فإن الإجراء الأكثر شيوعاً لمواجهة الاكتئاب الذي يتعلق بالسكري هو الاعتماد على النفس، ويتراوح ذلك بين قراءة الكتب، ومنها الكتاب الذي تقرأه الآن، والانشغال المستمر بأنشطة تستحوذ على الاهتمام، والتصدي لأي أفكار سلبية تخطر على البال من وجهة نظر عقلية، وممارسة التفكير الإيجابي، ومساعدة الآخرين ممن يعانون من المشكلة ذاتها.
وهنا ينبغي التأكيد على اكتساب المهارة اللازمة للتعرف على علامات الاكتئاب، حتى تتمكن أولاً من اتقاء الوقوع بها، وحتى تسارع إلى التماس المساعدة من طبيب نفسي متخصص عندما تظهر عليك الدرجات الخطيرة من الاكتئاب.
ومما يدل على وجوب المسارعة إلى التماس المساعدة من طبيب نفسي متخصص ظهور 3 أو أكثر من العلامات التالية مع استمرارها لمدة لا تقل عن أسبوعين:
– التغير في نمط النوم، مثل النوم لساعات طويلة أو معاناة الأرق وقلة النوم.
– التغير في الوزن، مثل زيادة الوزن أو نقص الوزن.
– الشعور بالحزن المتواصل.
– صعوبة التركيز.
– مشاعر النزق والعصبية خلال فترات الراحة والاسترخاء.
– مشاعر بالذنب أو بأنك عبء على الآخرين.
– الشعور بالعجز وبالتفاهة (بأنه لا قيمة له).
– التفكير بالانتحار.
العمل الجاد للتغلب على الاكتئاب: قد تسبب النصائح التي تقدم لك عند تشخيص إصابتك بالسكري بإنقاص الوزن أو بأخذ حقنة الإنسولين كل يوم تغييراً خطيراً يهز كيانك، ولكن ليس من المعقول أن تمتنع عن المعالجة لمجرد أنك مصاب بالإحباط أو أنك تشعر بالخجل أو أنك تعتقد أن جميع مشكلاتك النفسية ستزول بإنفاق المزيد من المال.
فعندما تراودك مشاعر الإحباط أو الخجل فقد تكون بسبب ميلك إلى التواري عن أفراد الأسرة الآخرين وعن الطبيب الذي يقدم لك الرعاية، لأنك ببساطة لا ترغب أن يعرفوا شيئاً عن إصابتك ولا عن كثرة تعرضك للمخاطر وسرعة تأثرك بها.
فإذا ما هاجمك الاكتئاب يتحتم عليك أن تصمد لمواجهته، وأن تنظر إليه على أنه جزء لا يتجزأ من الحياة، ولكنه سرعان ما ينقشع ويزول، إلا أن هذا الموقف قد يزيد حالتك سوءاً، وعندها ينبغي أن لا تضعف قدراتك بتعاطي المشروبات الكحولية، أو بتناول المخدرات، أو بتناول المزيد من الطعام، فلا تظن أن أعراضك ستسحسن إذا فعلت ذلك.
ومهما كان الأسلوب الذي شعرت أنك استفدت من اتباعه في التغلب على الاكتئاب، فإن عليك أن تتذكر أن الفائدة ستكون أكبر إذا قمت بذلك تحت إشراف الطبيب المتخصص.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]