تهديد مرضى السكري بالنوبة القلبية
2013 أنت والسكري
نهيد علي
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
تصبح الأمراض القلبية مصدر تهديد خطير عندما تدخل في حياة السكريين، ولاسيما إذا عرفنا أن ما يقرب من 75 بالمئة من السكريين يموتون بسببها.
ويعود التدهور في صحة السكريين إلى ما يعرف بالمتلازمة الاستقلابية، والتي تؤدي لحدوث اللويحات التصلبية العصيدية في جدران الشرايين narrowing of the arteries، وبالتالي لتضييق مجراها، وإذا انفصلت أجزاء من تلك اللويحات وانطلقت في مجرى الدم فإنها تحدث نوبات قلبية، ومن المعروف أن نصف من يصاب بالنوبة القلبية يموت خلال الساعة الأولى من الإصابة بها، كما أن الكثيرين من المصابين بها قد يموتون قبل وصولهم إلى المستشفى، أما من يبقى على قيد الحياة بعد النوبة القلبية فإن قلبه لا يعود إلى ما كان عليه الحال قبل النوبة.
القلب ذلك الساحر المتمرس
عندما يجتمع تأثير السكري مع تأثير المرض القلبي فقد يؤول الأمر إلى نتائج مميتة، فالواقع يظهر أن السكري يقود إلى معدلات أكثر ارتفاعاً من النوب القلبية.
وهكذا فإن مجرد إصابتك بالسكري تعني أنك مهدد أكثر من غيرك بالإصابة بنوبة قلبية، حتى لو لم تكن مهدداً بها من قبل، ويعود ذلك إلى ما تتعرض له أوعية من يصاب بالسكري من تلف تدريجي، ينتهي في غالب الأحيان بالإصابة بالمرض القلبي.
وأنت كسكري، بمقدار ما تتحكم في النظام الغذائي بمقدار ما تمتلك القوة التي تستطيع بها إدارة صحتك. بل إنك تستطيع التملص من قبضة الأمراض القلبية إذا ما اتخذت الخطوات الرئيسية لتخفيف المخاطر.
وإذا كان عليك في البدء وقبل كل شيء أن تضبط مستويات سكر الدم، فإن عليك أيضاً أن تضبط مستويات الدهون في الدم، فالدهون أو الشحوم والكوليستيرول هي التي تدور في دمك، فإذا أفلحت في إنقاص مستوياتها فإنك لن تضطر لأخذ المزيد من الأدوية في البدء، وفي كل الأحوال ينبغي أن تتعرف على الأسباب الجذرية للمشكلة وأن تعالجها أولاً وقبل كل شي.
فإذا كنت الآن تعرف أنك سكري وتحرص على المبادرة لمواجهة ما قد يحصل لك بسببه، فإن عليك أن تعرف أن المخاطر التي تواجهها لن تقتصر على الأمراض القلبية، فقد أوضحت دراسة هارفارد لصحة العاملين في التمريض والممرضات والتي شملت 118000 من الرجال والنساء أن خطر الإصابة بالسكري تزيد أربعة أضعاف عند المصابين بمرض قلبي، ويجدر بالذكر أن الباحثين واصلوا مراقبتهم للأشخاص الذين شملتهم الدراسة لمدة عشرين عاماً، أجل لمدة عشرين عاماً.
واتضح للباحثين أنه في بدء الدراسة كان هناك 1500 مصاباً بالسكري، و 300 مصاباً بسوابق لمرض قلبي، وبعد مرور عشرين عاماً، أصيب 6000 شخص آخرين على الأقل بالسكري، كما تم تشخيص إصابة جديدة بالمرض القلبي التاجي لدى 2500 شخص.
وهكذا اكتشف الباحثون من خلال هذه الدراسة أن السكريات اللواتي لديهن مرض قلبي سابق يواجهن احتمال الموت بسبب المرض القلبي الوعائي، مثل السكتة الدماغية أكثر من غيرهن بمقدار عشرين ضعفاً، وبسبب المرض القلبي التاجي، مثل احتشاء عضلة القلب، أكثر من غيرهن بمقدار خمسة وعشرين ضعفاً.
ولم تكن هذه النتائج تنطبق على النساء فقط، بل إنها تنطبق أيضاً على الرجال، إذ وجد الباحثون في الدراسة أن الرجال غير السكريين المتوسطي الأعمار والذين تزداد عندهم مستويات الغلوكوز في الدم معرضون لمخاطر مرتفعة للموت، دون أن يقتصر سبب الموت على أمراض القلب، بل يمتد ليشمل الأسباب الأخرى جميعها.
وقد تعلم الباحثون ذلك من دراسة مكثفة نشرت في أستراليا، وشملت أيضاً الآلاف من المشاركين، وأجرى فيها الباحثون الاختبارات والمراقبة على مدى سنوات طويلة، ومن بين المشاركين في هذه الدؤاسة كان هناك مرضى تجاوزوا حد 20 بالمئة من المستويات الصحية للغلوكوز في الدم، فتعرضوا لخطر الإصابة بالمرض القلبي التاجي بمقدار 1.6 ضعفاً أكثر من غيرهم ممن كانت مستويات الغلوكوز في الدم لديهم دون 80 بالمئة من المستويات المفضلة.
وهناك المزيد من النتائج المشابهة التي أوضحت أن الرجال الذين زادت مستويات سكر الدم لديهم بمقدار 2.5 بالمئة عن المستويات السوية لغلوكوز الدم على الريق (الصيامي) قد تعرضوا لاحتمال الموت بسبب المرض القلبي بمقدار 1.8 ضعفاً أكثر من غيرهم ممن كانت مستويات الغلوكوز في الدم لديهم منخفضة. ولا يمكن أن تكون تلك النتائج محض صدفة.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]