مضاعفات النظام الغذائي الغني بالدهن
2013 أنت والسكري
نهيد علي
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
إذا كنتَ مصاباً بالسكري من النمط 2 واتبعتَ نظاماً غذائياً غنياً بالدهون، فإنك ستعرِّض نفسك لمخاطر الإصابة بالمضاعفات التالية:
• النظام الغذائي الغني بالدهن يرتبط بالمقاومة للإنسولين، ويؤدي لإضعاف تأثير الإنسولين، ولعل أكثر اشكال النظم الغذائية إثارة لهذه المشكلة هو النظام الغذائي الغني بالحموض الدهنية المشبّعة. كما أن الحموض الدهنية المتحوِّلة هي الأكثر إثارة للمقاومة للإنسولين.
• النظام الغذائي الغني بالدهن قد يقود إلى البدانة أو السمنة، إذ يؤدي الاستهلاك المتواصل لكمية ما من الدهون إلى زيادة السعرات الحرارية أو الكالوري بمقدار ضعف ما تنتجه البروتينات أو الكربوهيدرات.
ونظراً لصغر الحجم الذي تشغله الدهون فإن ما يمكن تناوله منها قد يكون كبيراً قبل الشعور بالاكتفاء، ثم إن الدهون الواردة مع الطعام قد يختزنها الجسم بسهولة أكثر مما يمكن أن يختزن البروتينات أو الكربوهيدرات، وفي واقع الإمر فإن البدانة تزداد بمقدار توافر الدهون للشخص، وأخيراً ينبغي أن لا تنسَ أن هناك أمراضاً مزمنة ترتبط بالنظام الغذائي الغني بالدهن.
• النظام الغذائي الغني بالدهن قد يؤدي إلى تخفيف كثافة المواد الغذائية، مما يجعل من الصعب تلبية ما تتطلبه التوصيات الغذائية، وتكون هذه الصعوبة أكثر وضوحاً لدى من يهتم بمراقبة وزنه ويحرص على المحافظة عليه ضمن حدود معينة.
ومما يزيد هذه المشكلة تعقيداً أن المصادر الأساسية للدهون تنحصر في الزيوت النباتية والمرغرين والزبدة والميونيز، أما الأطعمة التي لا تضاف إليها هذه المصادر الرئيسية للدهون، والتي من ضمنها البذور والجوز والصويا والأفوكادو وغيرها من الحبوب غير المقشورة، فتبقى ضمن قائمة الأغذية الصحية.
وتكاد تخلو الزيوت التي تخضع لعميات تصفية وتكرير صناعية مكثفة من الفيتامينات والبروتينات والمعادن والألياف وغيرها من العناصر التي تضمن الوقاية مثل الفيتامين إي. وعند الاقتصار على تناول النظام الغذائي الغني بالدهن بكثافة فقد يصبح من الصعب تلبية احتياجات الجسم من المغذيات التي لا تتوافر فيها إلا بكميات زهيدة، مثل الكالسيوم والمغنزيوم.
• النظام الغذائي الغني بالدهن قد يؤدي إلى تلف خطير في أنسجة الجسم بسبب تأثيراته المؤكسدة، ولتجنب هذا التأثير الخطير يتوجب علينا أن نتخلص من الجذور الحرة التي تجول في أجهزة الجسم، فالجذور الحرة هي جزيئات من الأوكسجين تحمل قدراً كبيراً من الطاقة إلى جانب واحد أو اثنين من الاكترونات الحرة غير المقترنة بغيرها، وتؤدي إلى إطلاق سلسلة من الأحداث التي تؤدي إلى تلف الأنسجة بفعل الأكسدة.
وتتفاعل الجذور الحرة مع المواد التي تفتقد الثبات والاستقرار في الجسم بمقدار خطير، وذلك يحدث مثلاً عند ما تتناول كمية كبيرة من الدهون إلى جانب كمية ضئيلة من مضادات الأكسدة التي تتوافر في الأغذية النباتية.
وهكذا يمكن القول وببساطة أن تناول النظام الغذائي الغني بالدهن سيزيد من فرص إتلاف النسج بفعل الأكسدة، وعندما يحدث هذا النوع من الإجهاد الناجم عن الأكسدة، يزداد احتمال الإصابة بأمراض متنوعة، مثل أمراض القلب والسرطان والسكري والتهاب المفاصل والاضطرابات العصبية.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]