البيولوجيا وعلوم الحياة

تطبيق تكنولوجيا الدنا المترابط بواسطة شركة التكنولوجيا الطبية الحيوية

2013 لمن الرأي في الحياة؟

جين ماينشين

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

البيولوجيا وعلوم الحياة

استؤنفت البحوث بعد بضع سنوات من القيود والاحتواء. وفي سنة 1977، أصبحت جيننتك (Genentech) أول شركة تكنولوجيا حيوية تدعم احتمالات تكنولوجيا الدنا المترابط.

وقد شهدت أسعار أسهمها ارتفاعاً كبيراً حتى قبل أن تبدأ البحوث على نطاق واسع، وأذهلت الحماسة للمشروع كثيراً من الأشخاص. تراجع الخوف الابتدائي بسرعة كبيرة أمام الآمال والأحلام بمعجزات طبية.

وظهرت شركات التكنولوجية الحيوية على أغلفة المجلات، وفي أخبار المساء، وفي تقارير الأسهم والأعمال. تمّ تضفير الدنا ونقله إلى أجنة الفئران ثم غرسه في أرحام إناث الفئران لينتج نسلاً أظهر بعض التعبير عن الجينات التي أدخلت.

وقدّمت مثل هذه الأخبار آمالاً كبيرة بالمعالجات الجينية. يمكن تضفير جينات الفئران وإدخالها في فئران أخرى، ويمكن تضفير جينات بشرية وإدخالها في الفئران، وهكذا. هل كانت شركات التكنولوجيا الحيوية الجديدة تؤدّي دور إله؟ بدا أن إله الأعمال وإله التكنولوجيا الحيوية يوحّدان الجهود لتحقيق الآمال الكبيرة لهذه الأبحاث.

ما هي الحياة؟ وما تكون حياة ما؟ ربما تكون الإجابة مؤقّتاً كما يلي: تبدأ عملية التحوّل إلى حياة فردية ببيضة، تخصّب، وتورث الصبغيات النووية والجينات من كلا الوالدين ويعبّر عنها خلال التطوّر استجابة للظروف البيئية المحدّدة. أما الآن بعد أن تمكّنا من مرابطة الدنا، فيمكننا إعادة تعريف الحياة، وإعادة تركيب الحياة، بل حتى تصميم الحياة. وكانت المقولات التي أثارتها هذه القدرة الجديدة مجرّد البداية في سبعينات القرن العشرين المضطربة.

 

تقدّم مناقشات الدنا المترابط في سبعينات القرن العشرين دروساً لليوم. وقد أشار المؤرّخ تشارلز وينر (Charles Weiner) إلى أن انطباعاته الأولى عند توثيق الأحداث في كامبردج كانت عن جهود العلماء في توعية الجمهور للمخاطر، ثم تحوّلوا ليصبحوا مدافعين عن العلم بل مطوّرين له ولتطبيقاته – مدافعين عن صناعة.

وخلص إلى أن "التحدّي الآن هو إشراك المجتمع بأكمله في الاختيار بين استخدامات هذا العلم وإساءات استخدامه ووضع حدّ لمنع التطبيقات غير المقبولة.

في سنة 1971، لاحظ ليون كاس (Leon Kass) أن "التكنولوجيا الطبية الحيوية تجعل كثيراً من الأشياء التي يجب ألا نفعلها البتة ممكنة". الآن وقد أصبح المزيد من الأمور ممكناً أو مقترحاً، بما في ذلك التدخّل في خط الخلايا الإنتاشية (Germline) للبشر لأغراض طبية أو تعزيزية، فإن علينا ألا ندع القرار للسوق. يجب علينا الاستعداد لأن نقول لا".

 

قدّم كارل فلدبوم (Carl Feldbaum) رأياً مختلفاً. "في الماضي كما الآن، خشي النقّاد والسياسيون من أن العلم يتقدّم بعيداً بسرعة كبيرة، وأننا نحن في الظاهر فقط أسياد التكنولوجيا التي ستجتاحنا وتجتاح نسلنا". بيد أنهم توقّفوا للتفكير، ثم تابعوا. فيما بعد، "ساعدت منتجات التكنولوجيا الحيوية أكثر من 250 مليون شخص عبر الأدوية واللقاحات المبتكرة".

والآن يحثّ فلدبوم، باعتباره رئيساً لمنظمة صناعة التكنولوجيا الحيوية، على أن علينا أن نكرّر التاريخ في الواقع. "علينا الإقدام على الخطوة الحكيمة لمنع الاستنساخ الإنجابي (Reproductive cloning)  فقط – أي غرس الجنين المستنسخ" – ويجب ألا نمنع بحوث الأجنّة البشرية الأخرى. "قبل خمس وعشرين سنة، عندما كان مستقبل تكنولوجيا الدنا المترابط على المحكّ، ساد الأمل على الخوف، والنقاش المعلّل على إسناد الأفكار إلى الأحاسيس. وعلينا بذل قصارى جهدنا لضمان أن يكرّر التاريخ نفسه في النقاش الماثل أمامنا اليوم".

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى