آمال ومخاوف حول أبحاث الخلايا الجذعية
2013 لمن الرأي في الحياة؟
جين ماينشين
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
مع أن جماعة الضغط المناهضة للإجهاض تشكل آراء الأقلية، فإنها تتمتّع بنفوذ قوي في الولايات المتحدة لدى الجمهور والكونغرس مؤخّراً بحيث يصغى إليها عندما تتحدّث.
وقد تحدّثت بصوت مرتفع مع الإعلان عن أبحاث الخلايا الجذعية. وتصاعدت الدعوات من أجل تشريع يحظر أبحاث الخلايا الجذعية على أساس أنها أجريت على خلايا مضغية أو جنينية.
سرعان ما وجدت قلة من الباحثين الذين يستكشفون الخلايا الجذعية البالغة تحت الأضواء لأن عملهم يبدو كأنه خط أبحاث بديل مقبول.
وكانت اختصاصية البيولوجيا مارغريت غودل (Margaret Goodell) واحدة ممن وجدوا أنفسهم فجأة أمام أعين الجمهور. استدعيت للشهادة أمام جلسات استماع للكونغرس وواجهها الصحافيون.
وكما أبلغت مراسلاً لمجلة ساينس، كانت قلقة من اندفاع الجمهور إلى الاستنتاجات. صحيح أن بعض الخلايا البالغة التي أجرت عليها أبحاثها ربما تستطيع أن تتطوّر إلى مختلف أنواع الخلايا، لكن لم يُجرَ عليها إلا القليل من الأبحاث ولم يكن هناك إلا القليل من النتائج الملموسة التي يمكن تقديمها.
وقد لاحظت بثقة أنها ليست مماثلة للخلايا الجذعية الجنينية. "للخلايا الجذعية الجنينية إمكانات عظيمة. وآخر ما يجب أن نفعله هو تقييد الأبحاث".
وقالت إنه يجب علينا بدلاً من ذلك أن ندرس الخلايا الجذعية الجنينية والبالغة على أمل أن نطوّر فهمها والتطبيقات الطبية المحتملة. وينطبق ذلك على وجه التحديد بالنظر إلى الأدلة القوية التي تدعم خلاصة تقرير "معاهد الصحة الوطنية" الضخم عن الخلايا الجذعية بأن الخلايا البالغة مختلفة عن الخلايا الجذعية الجنينية، وليس لديها إمكاناتها العلاجية. وتبيّن بالفعل أن الخلايا التي اعتقدت غودل أنها خلايا جذعية لعضلة لم تكن كذلك.
في سنة 1999، بدأ العديد من الباحثين يطبّقون على الخلايا الجذعية البشرية المعرفة المكتسبة من عقود من دراسة الفئران. لكن بسبب السياسة والمخاوف من احتمال أن يختفي التمويل فجأة، أحجم معظم الباحثين الذين يمكن أن ينتقلوا إلى هذا المجال.
وعندما قرّرت "معاهد الصحة الوطنية" المضي قدماً وتمويل بحث محدود عن الخلايا الجذعية في أواخر سنة 2000، كانت المخاوف قد ارتفعت بالقدر الكافي بحيث لم يقدّم إلا اقتراحان فقط وتوقّف البرنامج قبل أن يبدأ.
وكان من المعقول تماماً أن يتردّد العلماء في استثمار كثير من الجهد أو إغراء طلاب الدراسات العليا أو زملاء ما بعد الدكتوراه للعمل في أبحاث يمكن أن يوقفها تشريع اتحادي في أي وقت. وهكذا تريّث الباحثون أو تطلّعوا إلى التمويل الخاص.
تولّت شركة التكنولوجيا المتقدّمة أبحاث الخلايا الجذعية. وفي أعقاب عيد الشكر في سنة 2001، أعلنت الشركة عن اشتقاق خلايا جذعية من بيوض غير مخصّبة (من خلال التوالد البكري). لم يكن الجمهور واثقاً من كيفية الاستفادة من هذا الإعلان، رغم أن التطوّر بالتوالد البكري، كما بيّن جاك لوب قبل أكثر من قرن، يشكّك في افتراضاتنا الجوهرية بشأن ما هي الحياة وما الذي تستطيع أن تفعله في التطوّر.
أجريت هذه الأبحاث التي تولتها شركة التكنولوجيا المتقدّمة على الرئيسيات، وليس البشر، بيد أن التقنيات يمكن نقلها. اشتقت مجموعة الباحثين من الشركة وسواها الخطوط الخلوية، من دون تخصيب البيوض، وزرعوها عبر العديد من الأجيال لمدة عشرة أشهر.
كانت الآثار المترتبة على ذلك مثيرة للاهتمام. وكما في تسعينات القرن التاسع عشر، عندما حقّق لوب التوالد البكري الاصطناعي في القنافذ البحرية، سأل المتبحّرون في العلم من يحتاج إلى ذكر؟ الآن أصبح السؤال من يحتاج إلى الجنين العادي؟
إذا لم تكن البيضة مخصّبة لكن يمكن مع ذلك جعلها تتضاعف وتنقسم وتولّد خطوطاً خلوية تتصرّف مثل الخلايا الجذعية المتعدّدة الإمكانات، فربما يمكن أن يتجنّب هذا الخط من الأبحاث الشكاوى الأخلاقية المضادّة للبيوض المخصّبة التي يمكن أن تصبح بشراً. ترك تقرير شركة التكنولوجيا المتقدّمة المكوّن في صفحة واحدة في مجلة ساينس في شباط/ فبراير 2002 العديد من الأسئلة المفتوحة، لكنه أثار ما يكفي من الاحتمالات بحيث اعترف بعض معارضي استخدام النسيج المضغي أو الجنيني أن هذه التقنية قد تحدث اختلافاً أخلاقياً.
قدّم مزيد من الأبحاث الواعدة باستخدام خلايا جذعية عصبية أجرتها العديد من المختبرات مزيداً من المفاجآت، مثل احتمال ألا تكون جميع خلايانا الدماغية متمايزة وثابته عندما نصبح بالغين. وربما يمكن تنمية الخلايا العصبية عن طريق الزرع وإضافتها إلى المرضى لتعزيز وظيفة الدماغ. بدا ذلك صحيحاً في الفئران، مع أن النتائج كانت أولية جداً وأثارت أسئلة أكثر مما قدّمت إجابات.
وكان الباحثون في 18 كانون الأول/ ديسمبر 2001 قد حقّقوا ما يكفي من التقدّم وأصبحت القضايا مركّزة بالقدر الكافي بحيث خصّصت صحيفة نيويورك تايمز يوم الثلاثاء قسماً علمياً مشوّقاً وعميق التفكير بأكمله لأبحاث الخلايا الجذعية وما يمكن أن تعنيه.
ونظراً إلى أن القليل من الأبحاث أجريت على البشر، فإن المفاجآت والأسئلة الجديدة والاحتمالات الجديدة ستستمر في مواجهتنا.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]