الآمال السريرية و”الاستنساخ العلاجي” والطب التجديدي
2013 لمن الرأي في الحياة؟
جين ماينشين
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
من العقبات الرئيسية لاستخدام الخلايا المزروعة للعلاج رفضها من جهاز المناعة. إذا كان في وسعنا استخدام خلايا المريض نفسه للزراعة، فإن الجسم لن يرفض الخلايا المزروعة التي يمكن تحل محل الوظيفة أو المنتج الناقص. هذا هو الافتراض الدافع خلف جمع أبحاث الخلايا الجذعية والاستنساخ الذي أسمي "الاستنساخ العلاجي".
بما أن المريض البالغ لم يعد كيسة أريمية أو جنيناً، فإنه لا يمكننا الحصول على خلايا جذعية جنينية تظل غير متمايزة على الأرجح وبالتالي متعدّدة الإمكانات. لذا لماذا لا نحضر تكنولوجيا الاستنساخ إلى بحوث الخلايا الجذعية؟
تكمن الفكرة في استنساخ خلية جذعية من المريض، والسماح لها بالانقسام إلى مرحلة الكيسة الأريمية أو الخلية الجذعية، ثم زرعها لإنتاج خلايا من النوع المنشود مع جينوم المريض.
وبهذه الطريق يتم تجنّب رفض الخلايا الأجنبية، إلى جانب تجنّب المشكلة الكبيرة للمعالجة بالجينات – تحديداً الحاجة إلى حقن جين "جيد" في خلايا المريض عن طريق ناقل، فيروس في الغالب، ما يسبّب مخاطر بحدّ ذاته. في حالة المعالجات بالخلايا الجذعية، يعتقد الباحثون الطبيون أن المخاطر تتقلّص لأن الخلايا الجذعية مستمدة من دنا المريض نفسه وخطوطه الخلوية. "عظيم، إلى العمل" – هذا هو الردّ المعقول على احتمال مساعدة أشخاص حقيقيين محتاجين.
مع ذلك فإن هذا الردّ أيضاً يمكن أن يتوقّف بناء على الآراء المطلقة للسياسة المناهضة للإجهاض ومعارضة أي أبحاث جنينية. ويرى معظم الأشخاص على الأقل أن هناك أسئلة لا بدّ من أخذها على محمل الجدّ.
يقدّم الباحثون في شركة تكنولوجيا الخلايا المتقدّمة رأياً بديلاً، برغبتهم في المضي قدماً ومحاولة الاستنساخ العلاجي من دون الشعور بقيود أخلاقية. ويقدّم خبر مجلة أتلنتيك الشهرية (An Atlantic monthly) جهود الشركة لاستنساخ فتى يدعى "تريفور روس" (Trevor Ross).
وتوضح كيلا دون التي تابعت الخبر لمدة ستة أشهر أن العلماء في شركة الخلايا المتقدمة جادّون في عملهم ويعتقدون أن في وسعهم النجاح في تطوير أجنّة مستنسخة يمكن أن تستخدم الخلايا الجذعية المستمدّة منها لأغراض علاجية. لكنهم لم ينجحوا حتى الآن.
يكشف التقرير عدد العقبات القائمة أمام تحقيق آمال هذه التكنولوجيا – وآمالها المبالغ فيها. فمجرّد الحصول على ما يكفي من البيوض الممنوحة يشكّل تحدياً كبيراً، وبخاصة عندما يعتمد المختبر على بيوض "إضافية" لا تحتاج إليها عيادات الإخصاب.
ويخشى اختصاصيو الأخلاقيات من أن الاضطرار إلى الحصول على ربما آلاف البيوض اللازمة لإجراء الأبحاث لبلوغ مرحلة الجنين سيؤدي إلى "تسليع" المرأة. بيد أن ذلك ليس مختلفاً عما تفعله عيادات الإخصاب اليوم، باستثناء أن الشابات اللواتي يمنحن البيوض في هذه الحالات يعتقدن أنهن يبعن بيوضهن لمساعدة زوجين عقيمين في إنجاب أطفال.
أما في أبحاث "الاستنساخ العلاجي" التي لا تزال في مراحلها الأولى، فإن المانحات يساعدن في الأبحاث التي ربما تساعد – أو لا تساعد – ذات يوم في إنقاذ حياة أحدهم أو شفاء أمراض موهنة وتنكّسية.
هذا هو أمل تريفور المصاب بمرض وراثي تنكّسي نادر. إذا تمكّن الباحثون في شركة التكنولوجيا المتقدّمة من تطوير طريقة لإقحام الخلايا التي يمكن أن تعمل بصورة سوية في جسم الفتى المريض، فستملأ الخلايا الفجوة الفيزيولوجية التي خلّفها العيب الوراثي وتحل مشكلة تريفور.
وهذا يمكنهم أيضاً من صناعة الأخبار وتحقيق دعاية هائلة لشركتهم، وتقديم حوافز كبيرة كي لا يحظر الكونغرس مثل هذه الخطوط الواعدة من الأبحاث. مع ذلك تظل القصة متركّزة على تريفور. الوالدان متلهّفان لمتابعة جميع الخيارات وجميع خيوط الأمل، كما هما الوالدان عادة. ويحاول الباحثون جاهدين لكنهم يواجهون الفشل الذي يفطر القلوب.
يفيد الخبر أن الباحثين لن يحصلوا على البيوض الكافية من دون التمويل العام لأن الحصول على البيوض مكلف جداً والتأمين الطبي لا يدفع للأبحاث. ولا يمتلك العلماء فرصاً كافية للمحاولة. الأبحاث تتطلب كثيراً من التجارب والأخطاء قبل تحقيق النجاح، هذا إذا كان النجاح ممكناً.
وفي بعض الأحيان يفشل ما هو منتظر، ولكن ينجح شيء آخر. وغالباً ما يحتاج الأمر إلى العديد من الأشخاص الذين يجرّبون كثيراً من الأمور في كثير من المختبرات المختلفة، لاستكشاف أكبر قدر ممكن من الخيارات للتوصّل إلى النجاح. وهذا لا يحدث من دون تمويل عام. في غضون ذلك يظل المستثمرون الخاصون حذرين فيما ينتظرون ليحدّدوا هل سيمكّن الكونغرس أبحاث الخلايا الجذعية والاستنساخ العلاجي أو يحظرها أو يفشل في اتخاذ إجراء بشأنها.
كُتبت هذه الرواية التي وردت في مجلة أتلنتيك الشهرية بعناية للوصول إلى خليط من الرسائل المتناقضة. قُدّم العلماء باعتبارهم مفرطي التفاؤل وذوي نوايا طيّبة: على الرغم من أنهم لا يتعمّدون تضليل الوالدين المسكينين، فإنهم ربما يفعلون ذلك دونما قصد.
ويتصرّف الوالدان بمسؤولية في تجربة كل شيء يمكن لمساعدة ابنهما، لكن ربما يكونان ساذجين في تعليق كل أملهما على عملية تجريبية. لم ينجح ذلك من قبل قط، فلماذا ينجح الآن؟ لكن لم يولد طفل نتيجة الإخصاب في المختبر قبل لويز براون. إذا لم يكن هناك والدان شجَعان وداعمون متفائلون فإننا لن نحقّق التقدّم. ويمكن التحدّي في تحقيق توازن دقيق بين الواقعية والأمل، والحماية والحرية.
يشعر مايكل وست (Michael West) ، رئيس شركة التكنولوجيا المتقدّمة ومديرها التنفيذي، بالرضا عن الأسس الأخلاقية ويؤكّد: "يمكنك أن تكون مؤيداً للحياة قدر ما تريد، لكن لا يمكنك أن تقول أن صنع جنين قبل الغرس وتدميره هو تدمير لإنسان. لأنه ليس كذلك. لو كان حياة إنسانية لما لمسته. لن أفعل ذلك على الإطلاق". وهو واضح في أن "الفرد البشري لا يبدأ عند الحمل، بل عند تكوّن التلم البدائي". ويرى وست وباحثون آخرون أن من السخف أن تمتدّ المشاعر المناهضة للاستنساخ التوالدي إلى بحوث تطوير الخلايا الجذعية والاستنساخ العلاجي. ويشعر بوضوح أن الأبحاث يجب أن تمضي قدماً.
ثمة علماء آخرون متلهّفون بالقدر نفسه لرؤية تقدّم العلم ويقرّون المخاوف الاجتماعية والأخلاقية في الوقت نفسه.
وقد كتب العديد من المبرّزين في البيولوجيا مقالات افتتاحية ورسائل تدعو إلى استمرار الأبحاث من أجل متابعة الفوائد المحتملة. كتب بول بيرغ، وهو اختصاصي بيولوجيا جزيئية حصل على جائزة نوبل وتقاعد مؤخّراً من ستانفورد وكان من الفاعلين في نقاشات الدنا المترابط في سبعينات القرن العشرين، أننا بحاحة إلى استمرار الأبحاث القوية لاكتشاف التطبيقات السريرية لأبحاث الخلايا الجذعية. فلا الخطابة وحدها ولا القرارات السياسية تستطيع الإجابة عن هذه الأسئلة المهمة. إننا بحاجة، من أجل السياسات، إلى تعريف واضح للحياة وإعادة وضع مفهوم لها.
أشار إيرفنغ وايزمان، اختصاصي البيولوجيا التطوّرية، ودايفد بالتيمور، رئيس معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا الحائز على جائزة نوبل، في مجلة ساينس إلى عدم وجوب استمرار الأبحاث بصرف النظر عن أي شيء،
لكن علينا أن نتجنّب التكلفة "المدمّرة" للسماح للمصالح الدينية والأخلاقية بإلغاء احتمالات تحقيق القيمة السريرية للكثيرين. ويدرك هذا الرجلان أن ليس على العلماء بمفردهم اتخاذ جميع القرارات الأخلاقية المتعلقة بعملهم وأن للحكومات دوراً ملائماً تؤديه في ترسيخ السياسات التي تحكم العلم.
مع ذلك، "عند صنع هذه السياسات، على الدول أن تقلّل الاعتبارات السياسية الصرف وأن تراعي فصل الدين عن الدولة. فالإجراء الخاطئ هنا يمكن أن يغلق الباب أمام سبيل مهم للاكتشاف العلمي والسريري. على الدولة ألا تكون العائق أمام ترجمة هذه الفرص العلاجية الثورية إلى تقدّم طبي حقيقي".
رأس وايزمان فريقاً من أكاديمية العلوم الوطنية معنياً بأبحاث الخلايا الجذعية، وأجرى بحوثاً وأنشأ شركات تجري دراسات على الخلايا الجذعية البالغة. في رسالة افتتاحية موضوعية إلى مجلة نيو إنغلند جورنال أوف مدسين (New England Journal of Medicine) ، دعا وايزمان إلى إجراء مزيد من الدراسات.
ولاحظ أننا لا نزال في الوقت الحالي نعرف القليل عن الحقائق العلاجية لعلم الخلايا الجذعية. وربما يتبيّن أن بعض ما يدعى الخلايا الجذعية ليس متعدّد الإمكانات حقاً وبالتالي لن يكون لديه التطبيقات العديدة التي يرجوها الجمهور. بيد أننا لا نستطيع أن نعرف الحقائق من دون إجراء الأبحاث. إن خطوط الأبحاث القائمة التي أجازها الرئيس بوش في 9 آب/ أغسطس 2001، لا توفّر المادّة الكافية للأبحاث.
وأبدى وايزمان قلقه من أن يقرّ الكونغرس تشريعاً يحكم الأبحاث في خطوط الخلايا الجذعية الجنينية، وحثّنا على أن نتذكّر أننا درسنا جدياً قبل خمس وعشرين سنة إجراء حظر على أبحاث الدنا المترابط. بيد أن مئات الآلاف من البشر يعيشون الآن أو يتمتعون بصحة أفضل بسبب استخدام الدنا المترابط لإنتاج الأنسولين، والأريثروبويتين، والعامل المنبّه لمستعمرات المحبّبات (Granulocyte Colony-Stimulating Factor)، والإنترفرون، وغيرها من الجزيئات العلاجية المؤشّبة المهمة".
وتابع وايزمان معبراً عن اعتقاده بأن الأبحاث باستخدام الخلايا الجذعية الجنينية "ستكون مفيدة للطب مثلما أثبت الدنا المترابط".
استخدم اختصاصي الأخلاقيات أرثر كابلان لغة قوية. فقد أطلق على من يعارضون الاستنساخ العلاجي اسم "مناهضي الاستنساخ"، وانتقدهم لمنع أبحاث مفيدة وتشويش القضايا المركزية المتعلقة بتكاليف وفوائد خدمة المصالح المتعايشة المتعددة. وأكّد كابلان في أواخر سنة 2001 رداً على قرار الرئيس السماح باستخدام محدود للخطوط الخلوية القائمة، "نصف رغيف ليس كافياً". وخلص إلى أن "تسوية الرئيس ليست تسوية" وإنما "حظر مطلق على أبحاث الخلايا الجذعية" لأنه يسمح بإجراء القليل الذي لا يرجى منه نفع ويقدّم حوافز قليلة للباحثين للقيام بأبحاث مكلفة يمكن أن تحظر في أي وقت. إن ردّ بوش "مثير للشفقة". "الشعب الأميركي لا يدعم الرأي بأن من الخطأ استخدام الأجنّة الموجودة بالفعل لكنها ستدمّر من أجل الأبحاث العلمية ما دام هناك قبول باستخدامها".
بعد تسعة أشهر، قدّم كابلان الحجة للسماح بالأبحاث بوضوح وقوة أشدّ. إنه يدرك تماماً مخاوف المنتقدين الذين يكرهون تخليق الأجنّة لاستخدام أجزائهم. معظمنا يوافق على أننا لا نريد استخدام أي شخص بشري لأسباب ذرائعية، كما يقول الفلاسفة، أو بعبارة أخرى كوسيلة لتحقيق غايات شخص آخر، بصرف النظر عن صلاحها. فذلك يعتبر لا أخلاقياً على العموم.
بيد أن كابلان يقدّم حجة مقنعة وقوية بأنه ليس هناك أي أسس دنيوية مقنعة لاعتبار الأجنّة المخزونة في عيادات الإخصاب أشخاصاً أو حتى أشخاصاً محتملين. "من حقائق العلم البسيطة أن الأجنة الموجودة في أطباق لن تصبح أي شيء". "لم يكن النقاش بشأن الاستنساخ البشري وأبحاث الخلايا الجذعية من أفضل الأوقات الأخلاقية لهذه الأمة.
فثمة أدلة كثيرة على شبه العلم، والأيديولوجية، والحضّ على الخوف. لو أن النقاشات أكاديمة تماماً، لكان ذلك أمراً بائساً. لكنها ليست كذلك. فالحجّة الواهية ضد الاستنساخ من أجل العلاج تقدّم للبيت الأبيض ومجلس الشيوخ والشعب الأميركي كما لو أن للمعارضين أفضلية أخلاقية. إنهم لا يملكونها. المرضى والمحتضرون هم الذي يمتلكونها". سواء أوافقنا أم لم نوافق، فإن المخاطر مرتفعة بحيث يجب أن نكون واضحين بشأن ما نقوم به ولماذا نقوم به، بالإضافة ما يمكن أن نتعلّمه من التاريخ بشأن الخلاف الراهن.
يتفق كثير من الأشخاص مع كابلان ولديهم آمال كبيرة بما أصبح يعرف باسم "الطب التجديدي". ويشمل ذلك تجديد أعضاء وأنسجة الجسم، مع ما يحمل من توقّعات بحياة أطول، ولكن ليست خالدة.
يمكننا بالفعل أن نحل بدائل تعويضية محل الأجزاء الميكانيكية مثل الأيدي أو الأرجل، أو أجزاء بديلة داخلية محل الأحواض والركب. ويمكننا أن نزرع الأعضاء، بما في ذلك أعضاء أساسية لا يمكن أن تستمر الحياة من دونها. وتشتمل جميع هذه الحلول الطبية على البدائل.
ماذا لو أمكننا إيجاد طريقة لحمل الجسم على أن يتصرف على نحو سوي؟ ماذا لو جعلناه يصنع بدائله عبر نوع من الطب التجديدي؟ هذا هو غرض المعالجة بالجينات: إضافة جين يمكن أن يسبّب إنتاج بروتين ناقص وعلاج مرض ناجم عن غياب ذلك البروتين.
ومحاولة استبدال قدرة الجسم على صنع خلايا كبد جديدة، وهو ما بدأنا بفعله بزرع أجزاء صغيرة من الكبد. وإضافة قليل من النسيج العصبي ومراقبته وهو يحل محل خلايا عصبية ناقصة أو تنكّسية. ماذا لو تمكّنا من زرع خلايا جسدية وجعلها تطوّر أعصاباً شوكية، أو عصبونات في الدماغ، أو خلايا يسبّب تنكّسها الشلل، أو مرض ألزهيمر أو باركنسون. ألن يكون من الرائع أن نتمكّن من تجديد خلايا ناقصة وبالتالي نستعيد الوظيفة الفاشلة؟ هذا هو أمل الطبّ التجديدي.
من الواضح أننا بحاجة إلى فهم المزيد عما يحدث خلال التطوّر السوي من أجل استخدام تلك المعرفة في توجيه التجديد. قبل قرن من الزمن، عندما كان لوب يستكشف احتمالات "هندسة الحياة" وعندما بدأ مورغان دراساته عن الجينات، كان الباحثون يدرسون التجديد بحماسة أيضاً. بعض الحيوانات لديها القدرة على تجديد أجزائها، وقد تساءل مورغان وكثير غيره لماذا تفعل ذلك وكيف. إننا نعود الآن إلى تلك الدراسة، مع تشديد جديد، وندرك أن دراسة التجديد يمكن أن ترشد فهمنا للتطور، وذلك بدوره يرشد سعينا للتوصل إلى تقنيات من أجل التجديد الاصطناعي.
هذا ما نحاول القيام به الآن، حمل الجسم على تجديد الخلايا والأنسجة عندما لا يستطيع ذلك عادة. ولذلك نحتاج إلى مزيد من الأبحاث. نحتاج على وجه الخصوص إلى دراسة البشر لفهم البشر. وبما أن الخلايا الجنينية هي التي تتطوّر وتتمايز، فإن من المنطقي أن نستفيد من دراسة الخلايا والأنسجة الجنينية البشرية. علينا أن نقرر بمثابة مجتمع كيفية موازنة مصالح المرضى المحتملين الذين يمكن أن يستفيدوا من المعالجات المستمدّة من هذه المعرفة من جهة، ومصالح الأجنّة أو المدافعين عنها، من جهة أخرى.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]