نبذة تعريفية عن المسرح والمسرحية
2003 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الخامس عشر
عبد الرحمن أحمد الأحمد
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
المسرح المسرحية الفنون والآداب المخطوطات والكتب النادرة
«المسرح»، في معناه اللغوي، هو الذي يؤدى فيه العرض المسرحي، ولكنه في معناه الفني شكل من أشكال الفن، يقوم فيه الممثلون بتحويل نص أدبي مكتوب إلى عرض تمثيلي على خشبة المسرح، وذلك أمام جمهور من المشاهدين.
والمسرح – بأشكاله المتعددة – فن قديم، عرفته معظم الحضارات منذ أقدم العصور.
فقد نشأ هذا الفن، أول ما نشأ، عند قدماء المصريين واليونانيين، مرتبطا بالشعائر الدينية، ولكنه ما لبث أن انفصل عنها وأصبح فنا قائما بذاته، له أهدافه وغاياته الإمتاعية والفكرية والترفيهية والتثقيفية التي يقدمها لجمهور المشاهدين، خلال العرض المسرحي، ولذلك وصف المسرح بأنه «مدرسة الشعوب».
وليس المسرح كالمسرحية، بالرغم من أن الكلمتين تستخدمان عادة وكأنهما تحملان المعنى نفسه. ذلك أن المسرحية تشير إلى الجانب الأدبي من العرض المسرحي، أي إنها النص ذاته.
وهذا يعني أن المسرحية أو النص الأدبي المسرحي مجرد عنصر واحد – على أهميته – من جملة عناصر العرض المسرحي الكثيرة، مثل فن التمثيل، وفن الإخراج، وفن تصميم الديكور، والأزياء، والإضاءة والموسيقى (والغناء والرقص أحيانا)، إلى غير ذلك من الفنون التي يستلزمها العرض المسرحي، ومن ثم فالفن المسرحي فن جماعي. ولأن المسرح – في معناه الفني – يحتوي على هذه الفنون جميعا، فقد وصف بأنه «أبو الفنون».
و«المسرحية» شكل فني أدبي يحكي قصة من خلال الحوار الدائر بين شخصياتها، حيث يقوم ممثلون محترفون أو هواة بتقمص هذه الشخصيات ومحاكاة أقوالهم وأفعالهم وصراعاتهم على خشبة المسرح، وأمام جمهور من المشاهدين.
ومن هنا قيل إن المسرحية لا تكتب للقراءة أصلا، وإنما لتؤدى على المسرح من خلال عرض مسرحي متكامل العناصر. وللمسرحية أشكال كثيرة، منها:
المأساة أو التراجيديا: وهي تحكي قصة بطل «مأساوي» نتعاطف معه ونشفق عليه، ولكنه قد يموت في نهاية المسرحية على نحو حزين.
الملهاة أو الكوميديا: وهي مسرحية تحاول إضحاك المشاهدين لأنها تحكي قصة مليئة بالمواقف الطريفة أو المفارقات والتناقضات المضحكة، وتنتهي نهاية سعيدة، ولكنها قد تطرح من خلال هذه المواقف المضحكة (أو الهزلية) موضوعات جادة.
وأيا كان نوع المسرحية، فإنها تتكون – من حيث البناء – من عدد من العناصر، منها:
1- الحكاية أو القصة، بما هي أحداث أو أفعال.
2- الشخصيات التي تقوم بفعل هذه الأحداث.
3- الفكرة، ذلك أنه لا مسرحية بلا فكرة تشكل المعنى الإجمالي للمسرحية.
4- الحوار، حيث يتم التعبير عن الحكاية أو القصة، والشخصيات، والفكرة من خلال الحوار، من بداية المسرحية حتى نهايتها. وبالمناسبة، قد يكون الحوار شعرا، وهذه هي المسرحية الشعرية، وقد يكون نثرا، وهذه هي المسرحية النثرية (وهي الشائعة في عصرنا).
5- الموسيقى المصاحبة للعرض.
6- المشهد أو المنظر، ويقصد به الجوانب المرئية من المسرحية، مثل حركات الممثلين على خشبة المسرح، وملابسهم، ومثل الديكور الذي يجسد المكان الذي تقع فيه أحداث الحكاية، ومثل الإضاءة وغيرها.
العرب والمسرح:
لم يعرف العرب المسرح – بمعناه الغربي – إلا في العصر الحديث، على أثر احتكاك العرب بالحضارة الغربية في مطلع القرن التاسع عشر، فظهرت بعض الفرق المسرحية في بلاد الشام، سرعان ما هاجرت إلى مصر، حيث صادفت إقبالا جماهيريا ملحوظا شجع على ظهور فرق أخرى للتمثيل في مصر.
ومع بدايات القرن العشرين حصلت هذه الفرق على تشجيع من الدولة، وتم إنشاء العديد من المسارح الحكومية والأهلية.
وكانت المسرحيات التي تقدم آنذاك إما مسرحيات مترجمة أو مقتبسة، وإما منقولة من القصص الشعبي العربي. وكان نجاح هذه المسارح جماهيريا دافعا لكبار الشعراء والأدباء للكتابة للمسرح.
ومنذ الخمسينيات من القرن العشرين بدأ المسرح ينتشر في العالم العربي، ويحظى باعتراف الدولة ومعظم المؤسسات التعليمية والثقافية الرسمية، ونال تشجيعها ودعمها، وأنشئت معاهد خاصة للتمثيل، فكان أن شهد المسرح العربي – بذلك – نهضة مسرحية كبرى قامت على أكتاف كبار الكتاب والممثلين والمخرجين والفنيين العرب.
وأصبح لكل قطر عربي أكثر من فرقة مسرحية، تقدم عروضها في داخل الوطن وخارجه.
بل ظهر إلى جانب ذلك مسرح خاص بالأطفال في معظم الأقطار العربية، بما في ذلك دولة الكويت التي شهدت نهضة مسرحية ملموسة منذ الستينيات، إلى جانب عنايتها بمسرح الطفل، وإنشاء معهد للفنون المسرحية.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]