الفنون والآداب

نبذة تعريفية عن أشهر شعراء قصائد المعلقات

2003 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الخامس عشر

عبد الرحمن أحمد الأحمد

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

قصائد المعلقات شعراء قصائد المعلقات الفنون والآداب المخطوطات والكتب النادرة

يطلق اسم «المعلقات» في الأدب العربي على مجموعة من قصائد الشعر الجاهلي قالها أشهر الشعراء في ذلك العصر.

وأصحاب هذه المعلقات – باتفاق معظم علماء الأدب العربي القديم – سبعة شعراء، وهم:

 

1-امرؤ القيس (توفي نحو عام 540م)؛ وأول معلقته:

قفانبك من ذكرى حبيب ومنزل        

                                      بسقط اللوى بين الدخول فحومل

[اللوى: الرمل الذي يلتوي؛ الدخول وحومل: موضعان].

 

2-زهير بن أبي سلمى (توفي نحو عام 627 م)؛ وأول معلقته:

أمن أم أوفى دمنة لم تكلم      

                                       بحومانة الدراج فالمتثلم

[أم أوفى: حبيبة الشاعر؛ الدمنة: آثار الديار التي علاها الرماد؛ لم تكلم: لم تتكلم؛ حومانة الدراج والمتلثم: موضعان].

 

3-طرفة بن العبد (توفي نحو عام 569 م)؛ وأول معلقته:

لخولة أطلال ببرقة ثهمد        

                                     تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد

[خولة: امرأة من بني كلب؛ البرقة: المكان الذي تختلط فيه الحجارة والتراب؛ ثهمد: اسم موضع].

 

4-عنترة بن شداد العبسي (توفي نحو عام 600م)؛ وأول معلقته:

هل غادر الشعراء من متردم   

                                     أم هل عرفت الدار بعد توهم

[المتردم: ما يصلح بعد ضعف؛ يقول الشاعر: هل ترك الشعراء قبلي شيئا يقال فيه الشعر، دون أن يقولوه؟].

 

5-عمرو بن كلثوم التغلبي (توفي نحو عام 570 م)؛ وأول معلقته:

ألا هبي بصحنك فاصبحينـا    

                                        ولا تبقي خمـور الأندرينـا

[الصحن: القدح الكبير؛ أصبحينا: قدمي لنا شراب الصباح؛ الأندرين: قرية في الشام].

 

6- لبيد بن ربيعة العامري، (توفي نحو عام 660 م)؛ وأول معلقته:

عفت الديار محلها فمقامها    

                                          بمنى تأبد غولها فرجامها

[عفت: زالت؛ محلها: الديار التي يحل فيها أياما معدودات؛ مقامها: الديار التي تطول فيها الإقامة؛ تأبد: توحش؛ الغول والرجام: جبلان في الديار التي يذكرها لبيد].

 

7- الحارث بن حلزة اليشكري (توفي نحو عام 570 م)؛ وأول معلقته:

آذنتنا ببينها أسماء

                                              رب ثاو يمل منه الثواء

[آذنتنا ببينها: أخبرتنا بفراقها وبعدها عنا؛ الثاوي: المقيم].

ولكن بعض علمائنا القدماء يضيفون قصائد أخرى إلى هذه «المعلقات السبع». فبعضهم يسقط قصيدة الحارث بن حلزة، ويضيف قصيدتين: الأولى قصيدة للنابغة الذبياني، إما تلك التي مطلعها:

يا دار مية بالعلياء فالسند      

                                            أقوت وطال عليها سالف الأبد

وإما التي مطلعها:

                                             عوجوا فحيوا لنعم دمنة الدار          

ماذا تحيون من نؤي وأحجار

 

والثانية قصيدة للأعشى (توفي نحو عام 629 م)؛ مطلعها:

ما بكاء الكبير بالأطلال

                                             وسؤالي وما ترد سؤالي

أو تلك التي مطلعها:

ودع هريرة إن الركب مرتحل  

                                             وهل تطيق وداعا أيها الرجل

وبذلك يصبح عدد المعلقات عندهم ثماني معلقات.

 

أما أبو زكريا التبريزي، وهو أحد شراح المعلقات، فقد أضاف إلى القصائد السبع المذكورات سابقا قصيدة للنابغة وقصيدة للأعشى، وقصيدة عاشرة لعبيد بن الأبرص (المتوفى نحو عام 605م)؛ ومطلعها:

أقفر من أهله ملحوب

                                             فالقطبيات فالذنوب

أما أكثر العلماء بالتراث العربي فيجعلون المعلقات سبع قصائد.

 

وكما سميت هذه القصائد بالمعلقات، سميت بأسماء أخرى. فحماد الراوية أطلق عليها اسم «السبع الطوال»، وهو من علماء القرن الثاني الهجري، ويقال إنه هو الذي جمع هذه القصائد وأذاعها بين الناس.

وذكر ابن عبد ربه في كتابه «العقد الفريد» أنها كانت تسمى «السموط» (جمع «سمط»، والسمط هو القلادة).

وسميت أيضا «المذهبات» لأنها كتبت بماء الذهب. وسماها «ابن النحاس» في شرحه لها «القصائد المشهورات».

 

ولكن السؤال الذي لم يصل العلماء المهتمون بتاريخ الأدب العربي إلى إجابة قاطعة فيه هو: هل علقت هذه القصائد على الكعبة أم لم تعلق؟. والذي يراه أكثر العلماء المعاصرين أن هذه القصائد لم تعلق على الكعبة.

ومن أدلتهم على ذلك أن أبا جعفر أحمد بن محمد النحاس (المتوفى سنة 338 ه) قال ما يلي: «… فأما قول من قال إنها علقت في الكعبة فلا يعرفه أحد من الرواة.

وأصلح ما قيل في هذا أن حمادا الراوية لما رأى زهد الناس في الشعر جمع هذه السبع، وحضهم عليها، وقال لهم: هذه هي المشهورات فسميت القصائد المشهورة». وقد أيد كثير من العلماء رأي أبي جعفر النحاس، منهم «ياقوت الحموي» صاحب كتاب «معجم الأدباء».

 

ومن أشهر العلماء المعاصرين الذين ساروا وراء هذا الرأي الأستاذ مصطفى صادق الرافعي. وذهب بعضهم إلى القول بأن «المعلقات» تعني «المنتخبات»، وسميت بالمعلقات تشبيها لها بالقلائد التي تعلق على النحور لنفاستها.

ومهما يكن الأمر فإن هذه القصائد تعد في نظر العلماء من أجود قصائد الشعر العربي، لما تضمنته من تصوير صادق لحياة العرب في عصر ما قبل الإسلام.

وقد شرح عدد من اللغويين العرب هذه المعلقات، لأنها تتضمن ألفاظا هجرها العرب بعد الإسلام، فأصبحت بحاجة إلى بيان يوضح معانيها، ويدل على مواطن الإبداع والجمال في تراكيبها.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى