النباتات والزراعة

نبذة تعريفية عن خصائص مادة ملح الطعام

2003 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الخامس عشر

عبد الرحمن أحمد الأحمد

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

خصائص ملح الطعام مادة ملح الطعام النباتات والزراعة الزراعة

ملح الطعام مادة حيوية ومهمة في حياتنا اليومية، حيث نضيف قليلا منه إلى طعامنا فيعطيه طعما لذيذا مستساغا. كما أنه يحافظ على توازن الأملاح في أجسامنا والتي نفقد كثيرا منها عن طريق العرق.

لذا فملح الطعام يعتبر مادة ثمينة بالنسبة للإنسان، وقديما كان سلعة تجارية قيمة يتم التقايض بها بالدقيق أو الذهب!

كما كان الرومانيون القدماء يستخدمون ملح الطعام أحيانا لدفع أجور العمال، وكلمة Salary الإنجليزية تعني المعاش أو الراتب مشتقة من كلمة الملح Salt في اللغة اللاتينية.

 

وقد اكتشف الإنسان من قديم أهمية الملح في حفظ بعض الأطعمة كاللحوم والأسماك، وذلك لأن الملح يمتص الماء منها عاملا بذلك على تجفيفها، وبذا فهو يقضي على الجراثيم التي تتلفها وتسبب فسادها.

وملح الطعام مادة بيضاء اللون ذات طعم مالح، تذوب في الماء البارد، اسمها العلمي كلوريد الصوديوم وصيغتها الكيميائية Na Cl، ومن ثم فهي مركب كيميائي مؤلف من عنصرين هما الصديوم Na والكلور Cl.

ويصنع من ملح الطعام العديد من المواد الكيميائية، فمنه تركب مادة الصودا الكاوية، التي تستخدم في صناعة الصابون والزجاج والورق.

كما يستخدم الكلور المستخرج منه في تنقية الماء وفي تصنيع حمض الهيدروكلوريك والمواد المنظفة. وفي المناطق الباردة، مثل ولايات الشمال الأمريكي، يستخدم ملح الطعام لإذابة الجليد المتراكم في الشوارع وحول المنازل.

 

وملح الطعام من أكثر المواد الموجودة في مياه البحار بوفرة، كما تحوي الصخور في اليابسة نسبة كبيرة من هذا الملح، ومن هذين المصدرين يستخرج الإنسان ملح الطعام. 

ومن قديم الزمان والإنسان يحصل على ملح الطعام من ماء البحر بإنشاء الملاحات، وهي أحواض صغيرة تجر الماء إليها من خلال قنوات لتسخنه الشمس، وعندما يتبخر لا يتبقى سوى الملح الذي يجمع على هيئة أكوام.

وفي بعض البلاد الحارة كالهند يبني الناس جدرانا منخفضة لحبس مياه البحر عندما يرتفع المد، وبعد أن تجفف الشمس المياه يتبقى الملح.

 

كما يستخلص الملح من مياه البحر بطريقة صناعية في بعض البلاد. ففي المناطق الدافئة والجافة يوضع ماء البحر في أحواض واسعة وبعمق ثلاثة أقدام.

ويترسب في الحوض الأول الشوائب مثل الرمل والطين والأحياء الدقيقة وكبريتات الكالسيوم والجبس، ثم يمرر الماء بعد ذلك في عدة أحواض فتحدث عمليات البخر ويترسب على أثرها كلوريد الصوديوم حيث يجمع ويخفف وينقى مما قد يكون عالقا به من شوائب.

وأمأ في المناطق الباردة فيتم الحصول على ملح الطعام بطريقة مختلفة، إذ يسمح؛ لماء البحر بالتجمد عن طريق التبريد. 

ولمأ كان الثلج الناتج من مياه البحر المتجمدة لا يتحد مع جزيئات الملح فإن هذه الجزيئات تتجمع في المياه غير المتجمدة تحت الثلج، وعندئذ يزال الثلج الطافي تدريجيا.

 

وتستمر عملية التبريد حتى لا يتبقى إلا ماء قليل مشبع بالملح، ويجمع هذا الماء ويبخر بالحرارة الاصطناعية فيتبقى الملح.

كما أن الملح الذي نستخدمه في الطعام يستخرج من المناجم، وقد حفر أول منجم للملح من آلاف السنين، وكان اكتشافا عظيما للناس الذين يعيشون بعيدا عن البحر.

 

ويوجد ملح الطعام في الصخور على هيئة طبقات في مناطق عديدة من العالم، تشكلت عن جفاف مياه البحار والبحيرات والمحيطات من ملايين السنين وكلها مسطحات مائية مالحة.

ويحفر عمال المناجم في كهوف واسعة وعلى أعماق كبيرة قد تصل إلى 120 مترا تحت سطح الأرض ليستخرجوا الصخور الملحية التي تنقل إلى معامل وملاحات خاصة لتنقيتها وإعدادها للاستخدام.

ويطلق على هذا النوع من الملح (الملح الصخري) واسمه العلمي (الهاليت) وهو على شكل بللورات مكعبة الشكل.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى