معامل الأفضلية الزمنية البحتة “رو”
2014 الاقتصاد وتحدي ظاهرة الاحتباس الحراري
تشارلزس . بيرسون
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
معامل الأفضلية الزمنية البحتة علوم الأرض والجيولوجيا
على النحو الذي استخدمت فيه معادلة رامزي في أدبيات ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي، نجدها تنظر وتقارن الرفاهية بين الأجيال.
فهي لا تفترض أن وصف "الأفضليات الفردية" (Individual’s Preferences).
نوردهاس (Nordhaus 2008, p. 172) صريحٌ جداً [في الحديث] عن هذا الموضوع: تحليل متغيرات النموذج هنا قد طُبق على رفاهية أجيال مختلفة، ولم يطبق على الأفضليات الفردية.
فالمعدل الفردي للأفضلية الزمنية وأفضلية المخاطر، ودالة الفائدة لا تدخل، من حيث المبدأ على الأقل، لا في النقاش ولا في المحاججة م على وجه الاطلاق.
وهذا أمرٌ مهم، لأنه عند هذا المستوى الفردي هناك أسبابٌ نظرية وتطبيقية للاعتقاد بأن ربما تكون موجبة وعالية القيمة، ولكن هذه الأسباب تفقد قوتها حينما يتم النظر في مسألة الرفاهية عبر الأجيال، وهي السمة المميزة لظاهرة الاحتباس الحراري.
وعلى وجه التحديد، قد يُظهر الأفراد نفاذاً للصبر، ويدفع قسطاً كبيراً منهم للاستهلاك الحالي (على سبيل المثال سعر معدلات بطاقات الائتمان).
ولكن، أن نفاذ صبرنا في حقيقة الأمر هو نفاذ لاستهلاكنا الخاص. ونفاذ صبر المجتمع عبر الأجيال [بالتأكيد] لا معنى له.
نحن قد نشعر بالألفة القوية وإلى حدٍ ما مع جيل المئة سنة القادمة من الآن، بالمقارنة مع جيل الألف سنة القادمة من الآن، إلا أنها مسافة عاطفية، [لا علاقة لها] بنفاذ صبرنا بشأن استهلاكنا.
وفكرة ثانية تتبادر أيضاً بعد النظر بعمق في الموضوع، وهي أن نفاذ الصبر هو سمة فردية ليس لها صلة بالخصم عبر الأجيال.
أساس "الفردائية المنطقية" (Individualistic Rationale) الأخرى لإيجابية rهو إدراكاتنا التي ربما تجعلنا غير سعداء عند تأجيل استهلاكنا – وهي حجة ضعيفة.
يمكننا التأكد من وفيات كلٍ منا. لكن المجتمع بمجمله هو مسألة أخرى، إذ من المؤكد أن هناك إمكانية لانقراض الإنسان.
وقد وصف ذلك ستيرن (Stern 2007) بوضوح باحتمالية متشائمة واضحة للعيان وحددها بنسبة 10% للألف سنة القادمة، وهذا ما يترجم وضع قيمة مساوية لـ 0.1 في المئة.
على أية حال، هذه هي نظرة آرماغيدون (Armageddon) للمجتمع الذي هو مرتبط بشكل ضعيف بتوقع زوال شخصيتنا فحسب. ويمكن للمرء أن يستنتج معلومات مفيدة حول مصير الإنسانية من وفيات الأفراد.
إن اختيار ، والمعدل المحض للأفضلية الزمنية، تبدو كأنها مسألة أخلاقية.
فهل علينا استخدام التمييز ضد أجيال المستقبل بواسطة استخدام القيمة الإيجابية لـ ، لكونهم ببساطة سيعيشون في المستقبل (ومن باب المصادفة أنهم ليسو هنا للاحتجاج)؟
هذا موضوع يتعلق بالقيّم، ولا يمكن إعطاء أي جواب محددٍ له. وقد وقف العديد من الاقتصاديين المرموقين وفق الأسس الأخلاقية ضد التنمية عبر الفترات الزمنية، )مثل رامسي هيمسيلف (Ramsey himself)، بيجو (Pigou)، هارود (Harrod)، صولو (Solow)، داسغوبتا (Dasgupta)، هيل (Heal))(7).
والاعتبارات الأخرى هي أيضاً ذات صلة، على أية حال. كما أن وضع r، مساوياً للصفر سيؤدي إلى أن نهتم بقدرٍ كبير برفاهية الأجيال لمئة عام القادمة، لا بل وحتى ألاف السنين من الآن، كما نحن معنيين بمراعاة رفاهيتنا.
وهذا يبدو إن [الصفر المساوي لـ r] يتحدى الأدلة والإحساس السليم. لنتذكر أننا الآن نستخلص [هذه الاهتمامات] من أي تغيرات في الدخل.
هناك حجة أخرى أكثر تعقيداً وهي أن معادلة رامزي لا تُعطينا يداً طولى لاختيار ما نُريد من قيمة لـ
ففي النموذج الكامن وراء النمو، إن قيمة الصفر للمعدل المحض للأفضليات الزمنية سيؤدي إلى معدل ادخار راهن مرتفع بصورة غير معقولة حيث تقترب نسبته من نسبة 100%، إلا إذا أُزيح بواسطة قيمة عالية جداً قد تصل للـ (8).
وقد دعا كوبمانز (Koopmans 1967) ذلك بـ "مفارقة التفاخر العجيبة لأجل غير مسمى".
والسبب الرئيسي لذلك هو أن الموارد الحالية المكرسة للتوفير، والاستثمارات معاً ستجني معدلات ذات مردودات إيجابية للأبد، والقيمة الحالية منها، مخصومة عند معدل صفر لخصم الزمن المحض. وهي بذلك ستتجاوز أي خسارة في الرفاهية للأجيال الراهنة من جراء تضحيتها الذاتية الشجاعة.
صحيح أنه احتمال مقلق لتضحيتنا –بيئتنا- من أجل مستقبل يمكن تعويض [أجياله] إذا كان لنا الاختيار لـ بما فيها الكفاية، كما اقترح البعض.
على أية حال، وكما سنرى لاحقاً، تؤدي عدة أدوار معقدة بما فيه الكفاية من دون "رابط" (Yoking) مع ، لتجنب متطلبات الادخار العالية جداً غير القابلة للتصديق.
مشكلة الإفراط في الإدخال قد يكون مبالغاً فيها. فالمساواة ما بين المعدل الاجتماعي للأفضلية الزمنية، والمعدل الحدي للعائد من الاستثمار، تتحقق في الاقتصاد المثالي الخالي من التشوهات فحسب.
وقد يكون ذلك حينما يتم احتساب العوامل الخارجية لمعدل العائد الاجتماعي للاستثمار بما يساوي صفراً أو سالباً، عندها تتبدد مسألة فائض الوفورات بأكملها. وعلاوة على ذلك، يرى البعض أن إضافة التقدم التكنولوجي لهذا النوع من النماذج يمكن أن يقلل بشكل حاد معدلات الادخار الضمنية(9).
ونُذكر أيضاً، إن افتراض هو للراحة التحليلية فحسب، وإذا سُمح لنا بتغييرها بمرور الزمن فإن مسألة الإفراط بالادخار تفقد مسارها.
قد يكون المنهج الواضح والصادق لـ اعترافاً بأن لدينا أفضليات عبر المراحل الزمنية فيما يتعلق برفاه أجيال المستقبل، لكن هذا الاعتراف ليس لديه الكثير بفعل نفاذ صبرنا لاستهلاكاتنا الشخصية، أو وفياتنا.
وقد لا يبدو الأمر غير أخلاقية عند الاعتراف بأن رفاه أجيالنا الذين سيخلفوننا فوراً لها قيمة أعلى من قيمة الأجيال التي ستنشأ في المستقبل البعيد.
ثم إنه بإمكاننا الاستغناء عن التخيل، بأن جميع الأجيال ذوو قيمة متساوية، ونركز على التفكير في المعدل، الذي ينبغي فيه تخفيض عامل خصم الفائدة لأجيال المستقبل .
وبإمكانها أيضاً السماح لذلك المعدل بالتغير بمرور الزمن، وبإمكننا أن نتأمل خفض معدل أسعار الخصم الاجتماعي.
وبينما سيكون هذا القبول بالخفض تراجعاً عن النفعية الصارمة، سيساعدنا في الحفاظ على وجود صلة ما بين المعدل الاجتماعي للأفضلية الزمنية (SRTP) وبين ما هو مرجح أن يكون له أفضلية عندنا في الوقت الفعلي.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]