تفسير الحاجة إلى الحجج أو الأسباب الأخلاقية لدعم استئصال الأمراض
2013 استئصال الأمراض في القرن الواحد والعشرين
والتر ر.دودل ستيفن ل.كوشي
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
لقد عرّف المرض بأنه القاتل الحقيقي المرحلي للتاريخ البشري، لأنه قضى على حياة البشر أكثر مما سببته الحروب والمجاعات وكوارث الطبيعة (Dobson 2007).
وقليل من يخالفون الرأي بأن استئصال الأمراض لإنقاذ أعداد لا حصر لها من العجز والموت هو الشيء الصحيح للقيام به إذا كان ممكناً، وإذا لم يكن له آثار ضارة أخرى توازيه.
فإذن ما هي الحاجة إلى الحجج الأخلاقية لدعم استئصال الأمراض ؟ أما توضيح الحجج الأخلاقية التي تدعم استئصال الأمراض فيلبي عدة أهداف.
– الاستثمار الأخلاقي
أولاً، يقدم التحليل الأخلاقي بعداً في قضية الاستثمار من أجل الاستئصال – ما يمكن تسميته بكل جدارة " بالاستثمار الأخلاقي " – الذي قلما تجرى مناقشته في عالم الأدب. وهذا بعدٌ هام يجب التأكيد عليه لأنه قد اعتبر منذ زمن طويل أن الالتزام الاجتماعي والسياسي ضروريان للاستئصال الناجح للأمراض (Dowdle 1998؛ Aylward et al. 2000a).
وينطوي الالتزام السياسي والاجتماعي على وازع أخلاقي، أو ما يتعلق أخلاقياً بالقرارات التي تتضمن مداخلات في الصحة العامة واسعة النطاق.
ثانياً، ولكونهم كائنات أخلاقية، فإن أعضاء مجموعة السكان في العالم لهم مصلحة صميمية في تحديد ما لهم من التزامات أخلاقية نحو بعضهم البعض.
ففي سياق استئصال الأمراض، فإن هذه الالتزامات يمكن أن تؤثر في حياة ملايين الناس وتعكس خياراتهم حول نوعية العالم الذي نرغب أن نعيش فيه: عالم نكون جميعاً فيه متحررين من عبء الأمراض أو من عالم يسود فيه الجور والظلم، والبعض فيه فقط يتمتعون بذلك النعيم.
– المنظور المتوازن
ثالثاً، تفيد الإضاءة على الحجج الأخلاقية التي تدعم الاستئصال في الحكم على الادعاءات الأخلاقية المتنافسة، بما فيها تلك التي تبدي رأياً ضد الاستئصال بناءً على أسس أخلاقية. وتتضمن القرارات بالضرورة حول أي تدخلات صحية عامة يجب إتباعها تخلصاً من بعضها نتيجة التقييم – فكل خيار، إذن، هو بمعنى أو آخر خيار أخلاقي.
وتوضيح الحجج الأخلاقية التي تؤثر على تلك الخيارات يمكن أن تفيد في الحكم أو القضاء بين طريقتين في العمل: فمثلاً، هل استئصال مرض أطفال معدي هو أكثر إلزاماً، أم الاستثمار في مداخلة تؤدي إلى تخفيض انتشار الحالات المزمنة التي تصيب البالغين خاصة.
فالحجج الأخلاقية ضد الاستئصال على أساس عدم جدواه (Caplan 2009) أو تلك التي تفضل النظافة الصحية القصوى للبيئة، والتي قد تغزو وضعاً أخلاقياً للعوامل المعدية (Windsor 1998)، يمكن أن تحرف النظر نحو الموضوع إذا لم تقدم وجهات نظر مضادة.
وعلاوة على ذلك عندما استنفذت الاعتبارات غير الأخلاقية حول مزايا وسقطات الاستئصال، فإن الاعتبارات الأخلاقية تدخل مكونات معيارية يمكنها أن توازن بين الحجج وتوفر لها تفهماً أكثر دقة.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]