مظاهر الترسيب الساحلي
1998 الموسوعة الجيولوجية الجزء الأول
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
مظاهر الترسيب الساحلي علوم الأرض والجيولوجيا
تترسب المواد الصلبة التي تحملها المياه البحرية أو تلك التي تقذف بها المياه القارية إلى البحر عندما يصبح وزن تلك المواد أكبر من قدرة المياه البحرية على حملها ونقلها.
وتصل المياه البحرية إلى هذه المرحلة عند اصطدام الأمواج بقاع البحر وبالصخور الساحلية واليابسة، (شكل 4) وعند التقاء مياه الأنهار والسيول بكتلة المياه البحرية.
كما أن للتيارات البحرية الساحلية دوراً هاماً في نقل تلك المواد وترسيبها.
وأهم مظاهر الترسيب الساحلي هي:
1-الألسنة الساحلية: Spit
وتحدث في حالة وجود تيارات بحرية ساحلية تساير خط الشاطئ وتعمل على نقل قسم من المواد والرسوبات باتجاه سيرها.
فإذا اصطدمت تلك التيارات برأس بارز أو بنتوء صخري متقدم أو جزيرة صغيرة فإنها تضطر إلى ترك ما تحمله من المواد على شكل خط متطاول ابتداء من البروز الصخري وباتجاه حركة سير المياه.
وبتكرار عملية الترسيب هذه تظهر المواد المترسبة فوق مستوى ماء البحر مشكلةً ما يطلق عليه اسم الألسنة الساحلية (شكل 5).
2- الحواجز الرملية الساحلية: Bar
وتنشأ عن نفس الآلية التي تؤدي لحدوث الألسنة الساحلية ولكنها تقدم لنا هنا أشكالاً ترسيبية أكثر اتساعاً تساير خط الساحل لمسافات كبيرة، وقد تكون ملتصقة بأحد طرفيها باليابسة أو قد تكون مرتكزة على اليابسة من طرفيها
وفي هذه الحالة تحجز هذه الحواجز الرملية خلفها بحيرات ساحلية مغلقة مالحة تعرف ب لاجون ( (Lagoon)) وتعرف هذه البحيرات على سواحل الخليج العربي باسم حيول جمع حيــل.
ومن الممكن مشاهدة الحواجز الساحلية مفصولة عن اليابسة بشكل كامل مكونةً جزراً شريطية طولانية على امتداد الساحل.
3–الألسنة والحواجز الساحلية الرابطة (تومبولو)
ألسنة وحواجز رملية ساحلية تتشكل بين الساحل وبين إحدى الجزر القريبة منه فتربط بينهما بلسان أو حاجز رملي رابط يعرف ب (تومبولو) مما يجعل الجزيرة جزءاً من القارة (شكل 6)
وقد ينشأ عن تشكل عدد من الألسنة والحواجز الرابطة تكوين بحيرة مالحة (لاجون) بين تلك الألسنة والحواجز وبين اليابس والجزيرة.
ومن أشهر الأمثلة على التومبولو جزيرة أرجنتاريو وألسنتها الرابطة على الساحل الإيطالي، وكذلك رأس بيروت الذي ارتبط نهائياً بالبر وشكل رأساً بارزاً بعد أن كان عبارة عن تومبولو.
4- الدالات: Delta
ومفردها دلتا، وهي من الناحية المورفولوجية شبيهة بالمراوح الفيضية في القارة إلا أن ما يميزها عنها هو أنها تنشأ عن التقاء نهر غزير محمل بكميات كبيرة من الرواسب والطمى بساحل بحر هادئ قليل التيارات وقليل الأعماق.
مما يؤدي إلى تراكم الرواسب النهرية تدريجياً على شكل لسان مثلث الشكل أو متفرغ متقدم في البحر يعرف بـ (الدلتا).
5-السواحل المرجانية: Coral Coasts
وهي أشكال تضاريسية ساحلية تتكون في المياه الضحلة على شكل أرصفة مغمورة بالمياه لا يبرز منها سوى الأجزاء العليا.
وهي من أصل عضوي يتم بناؤها بواسطة كائنات عضوية حية هي المرجان الذي يستخلص مادة الكلس من ماء البحر لبناء هياكله، كما يتم أيضاً بواسطة الكائنات المجهرية المعروفة باسم (Algea) وهي نباتات دنيا تستخدم المادة الكلسية في صنع قشورها.
ويتألف الساحل المرجاني من مستعمرات كبيرة من المرجانيات والطحالب الكلسية والهلاميات والإسفنجيات.
ويتطلب لتشكله شروطاً خاصة لا تتوفر إلا في العروض المدارية الدافئة وفي بعض الخلجان والسواحل ذات الشروط المشابهة مثل درجات الحرارة التي يجب أن لا تقل حرارة الماء فيها عن 18º س في الفصل البارد، كما يجب أن تكون المياه ضحلة لا تزيد أعماقها عن 60 م وأن تكون صافية وملوحتها ضمن الحدود الطبيعية.
والملاحظ أن الشعاب المرجانية تشيد سقوفاً مستوية عند منسوب أدنى بقليل من منسوب المد العالي، ولهذا فإنها تنكشف وقت الجزر وتغمرها المياه وقت المد.
ويمكن تصنيف التكوينات المرجانية ضمن ثلاث فئات هي:
أ-الشعاب الهامشية: Fringing Reef
وتنشأ كأرصفة ملتحمة بالساحل يبلغ عرضها أقصاه أمام الرؤوس البارزة من اليابس في حين تتلاشى عند مصبات الأنهار بسبب الماء العذب والرواسب التي تحول دون نموها.
ويتراوح عرض الشعاب المرجانية بين بضع مئات من الأمتار وبين 2 – 3 كم حسب المدة الزمنية التي أمضتها الكائنات المرجانية في بناء مستعمراتها.
ب-الحواجز المرجانية: Barrier Reef
وتنشأ بعيداً عن الساحل حيث تفصلها المستنقعات عن اليابس بمسافات تتراوح بين 2 إلى 15 كم أو أكثر أحياناً. أما الحاجز نفسه فيتراوح عرضه بين بضعة أمتار إلى عدة مئات من الأمتار.
وتوجد على امتداد الحواجز بعض الفتحات التي تخرج منها مياه البحر وتستغلها السفن في الدخول والخروج إلى الموانئ على اليابسة.
ج-الحلقات المرجانية: آتول Atoll
وهي نوع من التكوينات المرجانية التي تنشأ وسط المحيط. وهي عبارة عن حلقة من المرجان تحيط بمستنقع داخلي قراره ليس له علاقة بأرض المحيط الصلبة.
وأبسط النظريات التي فسرت نشوء الحلقات المرجانية (آتول) هي نظرية داروين التي لا تزال مقبولة منذ 120 سنة.
وتعرف بنظرية الهبوط حيث يفترض فيها أن بعض الجزر المحيطية الصغيرة وخاصة البركانية منها تتعرض للخسف بسبب ارتخاء في قشرة الأرض في قاع المحيط .
وهذا يؤدي إلى تزايد نمو الشعاب المرجانية التي كانت تحيط بهذه الجزر نحو الأعلى بينما تختفي الكتلة الأرضية في وسطها لتتحول إلى مستنقع (شكل 7).
بالإضافة إلى كل الأشكال الترسيبية الساحلية آنفة الذكر يمكننا أن نذكر أيضاً السواحل السهلية المنخفضة والتي تشمل سواحل مصبات الأنهار وسواحل الأخوار وسواحل الليمان (Limans) وسواحل المستنقعات النباتية (المانجروف).
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]