كيفية تشكل الفوهات البركانية
2013 دليل مراقب القمر
بيتر غريغو
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
تشكل الفوهات البركانية بفعل القوى الداخلية
إن القلعة المتبقية من أنصار نظريات تشكل الفوهات البركانية القمرية بعوامل داخلية المنشأ وهم في الواقع أقلية صغيرة من بين علماء الفلك الهواة الكثيرين يتبنون عناصر من نظريات بركانية وبلوتونية (صخور جوفية) قديمة فقدت مصداقيتها منذ زمن بعيد لكي يُسقطوا على القمر إرثا من تشكل الفوهات البركانية تغذيه قوى داخلية.
فترى إحدى النظريات الذائعة الصيت لتشكل الفوهات البركانية بعوامل داخلية أن نشوء رقبة قمرية كبيرة ناتجة عن الموجات المتقلبة للصهارة (الماغما) المعروفة باسم لاكوليت(صخر اندساسي)يحدث التصدع بعد ذلك حول حواف هذه القبة، ويشكل الهبوط فوهة بركانية ربما ( أو ربما لا) تكون عرضة تدفق الحمم.
توجد هذه الملامح فعلياً على الأرض وعلى كوكب الزهرة، غير أنها ليست شائعة جداً. زد على ذلك أن انهيارات الصخر الاندساسي (لاكوليت) لا تفسر تعقيد معظم الفوهات البركانيةالقمرية، بما في ذلك جبالها المركزية، والجدران المدرجة والحواف والعروق المحيطة.
الفوهات البركانية بالاصطدام/ الارتطام
إن الكثير من العمل الحديث العهد حول نظرية تشكل الفوهات البركانية بالاصطدام المرحوم إيوجين شوميكر، عالم الجيولوجيا الأمريكي الذي أسس فرع علم الفضاء في هيئة المساحة الجيولوجية الأمريكية (USGS) عام 1961.
إن شوميكر – ربما الأكثر شهرة لاكتشافه المشترك للمذنّبشوميكر – ليفي والذي اصطدم بكوكب المشتري عام 1994- وضع هيئة المساحة الجيولوجية الأمريكية في مشروع فريد من نوعة لوضع خريطة جيولوجيا القمر باستعمال صور فوتوغرافية مفصلة، مراقبات تليكسوبية وصور المركبات الفضائية.
وتوج هذا العمل بأن قام جاك ماك كولي ودون ويلهلمز بإصدار، خريطة جيولوجية الجانب القريب من القمر، بمقياس 1:5,000,000 في عام 1971، والتي أظهرت العلاقة بين الوحدات الجيولوجية البارزة، من البحار المليئة بالحمم إلى القشرة القمرية المليئة بالفوهات البركانية منذ أمد بعيد. وكانت آخر وأعظم خريطة جيولوجية قمرية تستند إلى بيانات متاحة قبل مشروع محطة الفضاء أبولو.
بحوزتنا اليوم الكثير من المعلومات العلمية القوية حول تكوين سطح القمر، مستمدة من تحليل عينات الصخور القمرية والصور الملتقطة عن قرب التشكل البركاني بأن علماء مشروع أبولو كانوا متحيزين لصالح نظرية الاصطدام في تشكل الفوهات البركانية، وبأن النتائج تم تفسيرها لتناسب النظرية.
وفي الواقع لم تقم فِرَق العلماء في مشروع أبولو إلا بتأمل الأدلة بعقول منفتحة. حيث أجريت الاستكشافات مدفوعة بفكرة جمع أكثر قدر ممكن من المعلومات العلمية، ومع كل رحلة فضائية جديدة جاءت قوة علمية متزايدة. وأخذت رحلة أبولو الأخيرة عالم الجويولوجيا المؤهل، «هاريسون سميث»، إلى وادي طوروس – ليترو.
قامت رحلات أبولو بجمع عينات من ستة مواقع متنوعة جيولوجيا، اختيرت باعتبارها ممثلة لأرض (تضاريس) الجانب القريب، وغطى عشرات عديدة من الكيلومترات المربعة أتيحت الفرصة لعدة فرق دولية لتحليل البيانات المأخوذة من سطح القمر والقيام بدراسات لعينات الصخور والتربة القمرية.
تم الحصول على قدر هائل من الأدلة المادية عن طريق أبولو، ضمناً العودة إلى الأرض بـ 379 كغ من الصخور والتربة القمرية. هذه البيانات والمراقبات التي قامت بها المركبات الفضائية كليمنتاين (1994) والمنقب القمري (Lunar Prospector ) (1998) من مدار القمر تمخضت عن القليل الذي يدعم فكرة أن نظرية التشكل البركاني الداخلي شكلت أية من الفوهات البركانية الكبيرة على القمر.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]