منهجية المدرسة التأهيلية في الولايات المتحدة الأمريكية
2008 آلام أسفل الظهر
سعاد محمد الثامر
إدارة الثقافة العلمية
منهجية المدرسة التأهيلية المدرسة التأهيلية الطب
تعتبر المدرسة التأهيلية من أحدث المدارس التي تلاقي رواجاً سريعاً بالولايات المتحدة الأمريكية.، وإن تأهيل الجهاز العضلي هو إحدى أهم الطرق العلاجية المتبعة في المدرسة التأهيلية، بهدف اكتساب تعزيز عمل العضلات وتجنب حدوث نوبات الألم في منطقة أسفل الظهر.
إن العمل الحيوي للجهاز العضلي هو الحفاظ على الظهر وإسناده والسيطرة عليه في أي وضعة كانت، سواء خلال السكون أو الحركة أو خلال الأنشطة التي يكون فيها الظهر محملاً وزناً إضافياً كعمليات الحمل والرفع والنقل وغيرها.
كما إن برنامج التمرينات المقترح من هذه المدرسة تؤكد تعزيز حركات الجسم وثباته وتقويته، وتعالج ألم أسفل الظهر أو تمنع حدوثه.
الإسناد والسيطرة على المنطقة القطنية من العمود الفقري (Support and control for the lumbar spine)
إن الإسناد والتحكم في منطقة أسفل الظهر يتطلبان عملية معقدة من التداخل الوظيفي لمجموعة عضلات الجسم وعضلات الحوض وعضلات الكتفين (Girdles)، فعند أداء أي حركة معينة فإن العضلات المسؤولة عن هذه الحركة تعمل على إنجاز وإتمام هذه الحركة بطريقة محكمة وسلسلة.
في حين تعمل أو تشترك العضلات الأخرى المقابلة بطريقة تلقائية في إسناد وتوازن أي قوى غير متماثلة عن طريق منع حدوث أي حركة غير مرغوب فيها وتوفير الإسناد الكافي والثبات للتراكيب المفصلية الأخرى.
وتوفير التوافق في عمل العضلات بشكل متناغم والسيطرة على وضعية الجسم وذلك من أجل أن تبقي الجسم محافظاً على توازنه وعدم اختلاله خلال القيام بوظائفه بطريقة آمنة وبكفاءة وفعالية عالية.
الدور الإسنادي الذي تقوم به عضلات الظهر والحوض (Supporting role of muscles of the lumbopelvic area)
من المعروف أن كل عضلات الجذع والحوض تلعب دوراً مهماً في السيطرة والحفاظ على اتزان وثبات الجسم.
ففي حين أن بعضاً من هذه العضلات تحفظ الجسم في الوضع القائم (المنتصب)، فإن البعض الآخر من العضلات يلعب دوراً في جعل الجسم قادراً على الالتفاف من جانب لآخر بدون الإخلال بتوازنه.
كما تعتبر هذه العضلات مسؤولة عن إتاحة الفرصة للجسم ليؤدي اعلى درجات العمل بطريقة آمنة ومتقنة تضمن ثبات وتوازن الجسم خلال نشاطات الحياة اليومية من حمل الأشياء أو الأوزان المختلفة ونقلها.
الاختلال الوظيفي في التقويم الإسنادي لعمل العضلات المعنية (Dysfunction in muscles in their supporting role)
هناك بعض الدراسات الطبية والبحوث العلمية التي أجريت على مجموعة من مرضى ألم أسفل الظهر ومجموعة من أناس أصحاء لا يعانون ألماً في الظهر.
وأوضحت النتائج أن المرضى ذوي ألم أسفل الظهر المزمن يتصفون بضعف عضلات البطن والظهر وتزداد هذه العضلات ضعفاً وتفقد قدرتها الاحتمالية عندما يكون هذا الألم مزمناً وشديداً.
وبالرغم من أن عضلات البطن معرضة للضعف فإن لعضلات البطن الجانبية دوراً خاصاً في فقدان الجسم السيطرة والإسناد، ومن المعروف أن سرعة إجهاد هذه العضلات وعدم مقدرتها على الإسناد والسيطرة بشكل طبيعي يتسببان في ظهور الألم ومتاعب الظهر.
ومن العضلات التي تلعب دوراً في إسناد منطقتي أسفل الظهر والحوض تلك التي تنصب الحوض وتثنيه، وهي: العضلة الأليوية الكبرى (Gluteus maximus)، والعضلة الأليوية الوسطى (Gluteus medius)، والعضلة الحرقفية الكشْحية (Iliopsoas).
وبناء عليه فإن أي ضعف في عضلات البطن وعضلات الحوض معاً يشكل السبب الأساس والمهم في ظهور ألم ومتاعب أسفل الظهر.
وعليه فإن اختصاصي هذه المدرسة يركز منذ البداية على تقوية تلك العضلات في هذه الفئة من مرضى ألم أسفل الظهر، بعمل تمرينات التقوية لكل من عضلات البطن والحوض.
التقييم الإكلينيكي للاختلال الوظيفي في عمل العضلات الإسنادي(Clinical assessment of specific supporting muscle dysfunction)
إذا كان هناك أي ضعف أو قصور وظيفي في قدرة أي عضلة من عضلات الجذع والحوض، ويجب تركيز الاهتمام على المراحل الأولى من برنامج تثبيت تقويم عمل العضلات ضمن الخطة العلاجية.
حيث يتم التركيز على عمل كل عضلة بمفردها وتدريبها بشكل منفصل في المرحلة الأولى، للتمكن فيما بعد من مشاركة هذه العضلة كعنصر من مجموعة العضلات لتعزيز فعالية هذه العضلات وتدريب دورها الإسنادي والتثبيتي.
وهذه الخطوة ضرورية لقيام المجموعة فيما بعد بالمشاركة في مستويات رفيعة من العمل الجماعي لإسناد وحماية العمود الفقري.
الهدف التأهيلي للتدريب (A Rehabilitation approach for active stabilization)
إن الهدف من هذا البرنامج التثبيتي للعضلات هو تنشيط هذه العضلات المعنية وإعادة تدريبها لاستعادة قدرتها التلقائية على الانقباض المناسب والمتناسق والمتناغم مع العضلات الأخرى المقابلة لها من حيث الوضع التشريحي، وذلك لإتاحة الإسناد الكافي والحماية التامة للعمود الفقري في جميع الظروف، من أداء المهارات وتحمل الأعمال الوظيفية.
وهناك أربع مراحل متقدمة من التمرينات المثبتة تم تطويرها لهذا الغرض. المراحل الثلاث الأولى منها يمكن للمريض أو الشخص السليم الاستفادة منها، حيث يتم أولاً تقييم كل حالة بشكل انفرادي لكي يتسنى معرفة المستوى الأدائي للعضلات لكل مريض.
ومن ثم يتم التدرب والتدرج إلى مستويات أعلى وأقوى من المهارات، مع التقييم المستمر لمعرفة النتائج.
أما المرحلة الرابعة – وهي مرحلة التدرب على ثبات المنطقة القطنية خلال الحركات السريعة والمهارة في الحركة – فهي مرحلة مخصصة للرياضيين ذوي المهارة العالية، لذا لا أرى ضرورة لذكر هذه المرحلة.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]