التطور العضوي للكائنات الحية
1998 الموسوعة الجيولوجية الجزء الثاني
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
التطور العضوي للكائنات الحية الكائنات الحية البيولوجيا وعلوم الحياة
التطور العضوي يشمل التغيرات التي تحدث في الكائنات الحية على مرّ الزمن، بحيث نجد أن الخلف يختلفون عن السلف وذلك محفوظ في سجل منذ بداية الحياة.
وقديماً كان الاعتقاد السائد أن التطور ما هو إلا نظرية غير أنه الآن أصبح حقيقة ثابتة لا يكتمل بحث تحليلي للأحياء إلا به.
والأبحاث والمناقشات التي تجري الآن في مراكز البحوث تعالج الأسباب والعوامل التي تحدد مسار هذا التطور وتفسير ما حدث له في الماضي.
ومن نتائج أبحاث الكيمياء الحيوية وعلوم الحياة أمكن إثبات أن التطور يعتبر الآن ظاهرة شاملة على الأقل في الكائنات ذات الخلايا.
ومع تباين هذه الكائنات إلا أنها تشترك في وجود أصل أساسي واحد وهو الخلية ذات النواة التي تشير إلى التقارب بينها وبين الكائنات السابقة في العصور الجيولوجية، مما يوحي بوجود أصل مشترك بينها.
ومع ذلك فإنه يوجد الكثير من الحلقات الناقصة في سلسلة العلاقة بين الخلف والسلف في معظم مجموعات الكائنات. وحتى نتحقق من وجود علاقة بين الكائنات يجب الرجوع إلى مصادر عديدة يمكن عن طريقها تكوين فكرة عن كيفية حدوث هذا التطور.
إن عوامل التطور كثيرة ومتغيرة في تأثيرها ونتائجها. والتطور الآن يعتبر عملية تحليلية تشمل كلا من المكونات العضوية وغير العضوية على السواء، ومن بين عواملها وجود انتخاب طبيعي في بيئة محددة.
ولفكرة التطور جذور تمتد إلى أكثر من 2500 سنة خلت، حيث أشار بعض فلاسفة الإغريق أن "الماء هو المادة التي انبعثت منها جميع الأشياء الحية، وبالمقارنة فإن الآراء الحديثة تشير إلى أن مياه المحيطات هي المكان الذي نشأت فيه الحياة.
ومن المعلوم أن آرسطو (484 – 322 ق. م) كان يؤمن بفكرة التحول التدريجي من البسيط إلى المعقد حيث عبّر عن ذلك بقوله "من غير الكامل إلى الكامل".
وكذلك فإن للعلماء المسلمين في العصور الوسطى آراء تعبّر عن تطور الأحياء ومن هذه الآراء رأي ابن خلدون حيث يقول "انظر إلى عالم التكوين كيف ابتدأ من المعادن ثم النباتات ثم الحيوانات على هيئة بديعة التدريج.. الخ".
ورأى "ابن طفيل" الذي أكّد في رسالته "حي بن يقظان" الأصول المشتركة للنباتات والحيوانات. وكذلك رأي الجاحظ: الذي ورد من خلال كتابه الموسوعي "الحيوان".
ويعتقد كثير من العلماء بأن أفكار الجاحظ هي أساس للعديد من النظريات التطورية التي ظهرت في القرن التاسع عشر : حيث يمكن أن نستخلص منه إشارات إلى : الصـراع من أجل البقاء، وتحول أو تغير الأنواع، وكذلك أثر البيئة على الأنواع.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]