علوم الأرض والجيولوجيا

نبذة تعريفية عن “الجزر المحيطية” و”البراكين الغاطسة”

1998 الموسوعة الجيولوجية الجزء الثاني

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الجزر المحيطية البراكين الغاطسة علوم الأرض والجيولوجيا

تبرز الجزر المحيطية من قاع المحيط العميق، وتحيط بهذه الجزر الخلجان والبحار الهامشية التي تقع على أطراف الأحواض المحيطية العظمى .

الجزر الناتئة من الأحواض المحيطة في معظمها عبارة عن براكين تطوقها الشعاب المرجانية . والجزر البركانية هي قمم البراكين التي تظهر فوق سطح البحر .

وترتبط هذه الجزر عادة بالحافات البحرية الغاطسة تحت مياه المحيط التي ترتبط بخطوط الضعف في قشرة الأرض (شكل1).

 

البراكين الغاطسة :

ينشأ البركان في قاع المحيط نتيجة اندفاع الطفوح اللابية في شقوق القشـرة الأرضية من عمق يصل إلى نحو 3-5 كيلومترات دون مستوى سطح البحر.

ومع نمو البركان يزداد ارتفاعه تدريجياً حتى يظهر فوق صفحة الماء ، ولكن نجد أن 90% من البراكين الغاطسة تصبح خامدة وتتوقف عن النمو قبل بلوغها سطح البحر.

والبعض الآخر يواصل نشاطه ونموه تبعاً لذلك حتى يبرز فوق صفحة المياه في المحيط . وهنا تتضافر عمليات التعرية البحرية المختلفة ، خاصة الأمواج على التعرية السطحية للحد من نموه . وفي بداية الأمر تجنح البراكين إلى تكوين الرماد البركاني الذي تسهل إزالته بسـرعة .

 

ففي جزيرة فالكون وهي بركان نشط في مجموعة تونجا (Tonga) تتعرض الجزيرةللتخفيض المتكرر حتى يستوي سطحها دون سطح البحر خلال سنوات قليلة بعد كل نشاط بركاني في هذه الجزيرة .

ولكن مع مرور الزمن تتراكم المواد البركانية وتتجمع حتى تصبح ذات حجم كبير .

وهنا يرتفع البركان فوق مستوى الأمواج خاصة عندما تعمل طفوح اللابة الأكثر صلابة على بناء جزيرة صلبة تقاوم عمليات التعرية البحرية . وعندما تتلاحم مجموعة من البراكين المتجاورة – كما في هاواي- تتكون جزيرة كبيرة .

 

ولا تلبث أن تتحول البراكين الخامدة في المحيطات إلى هضبات مستوية السطح ونتيجة لعمليات التعرية البحرية فإن قمم البراكين تنخفض شيئاً فشيئاً حتى تبدو على شكل جزر مستوية السطح غاطسة دون مستوى سطح البحر.

وقد تم اكتشاف عديد منها في الأحواض المحيطة عند عمق يتراوح بين 300و2500 متراً ، وقد وجد بها شعاب مرجانية يرجع عمرها إلى العصـر الكريتاسي.

ويغطي سطح هذه الجزر الغاطسة رواسب ناتجة عن نحت المواد البركانية إلى جانب وجود حلقات مرجانية ، وقد قدر سمك الشعاب المرجانية فوق بعض هذه الجزر البركانية الغاطسة بعدة آلاف من الأمتار .

 

وترتبط البراكين الغاطسة بخطوط الضعف في القشـرة الأرضية حيث تنتظم البراكين في شكل خطوط مستقيمة على طول تركيبات جيولوجية معينة في قطاع المحيط ، مثال ذلك الحافات الغاطسة مثل حافة هاواي في المحيط الهادي وحافة وسط المحيط الأطلنطي.

وكذلك الأخاديد البحرية العميقة كالألوش (Aleutian) وعلى طول الشـروخ مثل شرخ مري وقرب  الجزر القوسية (شكل2) . وفي المحيط الهندي والمحيط الأطلنطي تنتظم بعض الجزر في شكل خطوط طويلة أيضاً ولكنها قليلة الحدوث .

فإلى الجنوب الشـرقي من رأس كود (Cape Cod) تمتد مجموعة من الجزر الغاطسة ومن المحتمل وجود مجموعات أخرى من الجزر الغاطسة لم تكتشف بعد وذلك في المناطق التي لم تحظ بمسوحات جيدة في أجزاء من هذه المحيطات .

 

أما في المحيط الهادي فتوجد الجزر الغاطسة في شكل أرخبيلات خطية وهي نموذج شائع جداً ويقتصـر وجودها على جنوب غرب ووسط المحيط الهادي (شكل2) .

أما في الماضي فقد كانت هذه الجزر موجودة في الجزء الشمالي من هذا المحيط (شكل 3).

وبعض الأرخبيلات كبيرة مثل أرخبيل جزر تواموتو (Tuamotu) وفي أرخبيلات قديمة مثل سلاسل وسط المحيط الأطلنطي التي تتألف من براكين منفردة يرتفع كل منها بضعة آلاف من الأقدام في شكل قمم فوق حافة عظيمة الامتدادات ذات جوانب شديدة الانحدار.

 

أما الارخبيلات الأخرى مثل جزر هاواي وسامون وماركيزاس فتوجد براكين ضخمة تنتصب فوق حافات أقل منسوباً ويشير وجود هذه البراكين في شكل خطوط طولية إلى وجود شرخ في قشـرة الأرض.

وارتباط البراكين بخطوط الشروخ في قشـرة الأرض يتضح بجلاء على طول شرخ كلاريون (Glarion) في قاع وسط المحيط الهادي من جهة الشـرق.

ويمثل الجانب الغربي للشـرخ منخفضاً طويلاً مستقيماً، بينما يتمثل الجانب الشـرقي في عدد من التلال الغاطسة، ثم لا يلبث أن يختفي هذا المنخفض الطولي جهة الشـرق ليحل محله خط من الضفاف الضحلة التي يتلوها جزر رفيلاجيجدو (Revillagigedo) البركانية.

 

وتستطيع قشـرة الأرض أن تتحمل – أول الأمر – بركاناً جديداً أو حافة بركانية حديثة، ولكن مع تعاظم الحجم البركان أو الحافة البركانية إلى نقطة لا تستطيع قشـرة الأرض تحملها تلتوي القشـرة إلى أسفل.

وينعكس ذلك على المظهر الطبوغرافي حيث توجد حافة وسطى يحيط بها منخفض طولي أو أخدود تقع على أطرافه بعض الأقواس.

وقد يوجد بركان منفرد تطوقه المنخفضات الصغيرة. ويؤدي الضغط الواقع على هذه الشـروخ ومع استمرار تقوس قشـرة الأرض والتوائها إلى النشاط البركاني على طول هذه الأقواس.

 

وتتعرض هذه المنخفضات للامتلاء التدريجي بالرواسب والمواد البركانية حتى تتحول إلى رصيف يحيط بالجزر والتلال الغاطسة أو السلاسل كما هو الحال حول ماركيزاس.

فإذا تم تسوية هذه التلال البحرية إلى ضفاف مستوية السطح تنخفض قليلاً دون مستوى سطح البحر، تصبح حينئذ جيو (Guyot)، وإذا وجدت الشعاب المرجانية فوق السطح وظلت غاطسة تحت المياه تتكون حينئذ الحلقات المرجانية.

وتبرز من الحواجز والحافات الغاطسة في المحيطات الجزر البركانية المنفردة والتلال البحرية الغاطسة. مثال ذلك جزر أسنسيون – ترسيتان دي كنها – ريونيون واستر. وتقع البراكين عادة قريباً من القمة وليس في أعلاها تماماً. وكثيراً ما تمتد الجزر البركانية في شكل عناقيد.

 

من هذه النماذج جزر الأزور وجزر جالاباجوس. والأخيرة يحيط بها الأرصفة أو الضفاف، كما تختفي المنخفضات والأخاديد حول هذا النوع من الجزر العنقودية.

والجزر القوسية عبارة عن جزر تأخذ شكل أقواس وترتبط بالأخاديد البحرية العميقة، حيث يعظم شذوذ الجاذبية وتحدث الزلازل، وهنا يتصف الإقليم بعدم الاستقرار والثبات.

وعادة يتكون قوس داخلي من البراكين النشطة وقوس آخر خارجي من الجزر غير البركانية التي قد تشمل رواسب من النوع الذي يوجد الآن في قاع المحيط مشيراً إلى حركة رفع لعدة أميال. ويتمثل الرفع أيضاً في الحافات البحرية المرفوعة وإرسابات الشعاب المرجانية.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى