ماجلان وﭬينوس إكسبرس
2013 أطلس الكون
مور ، السير باتريك مور
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
ماجلان وﭬينوس إكسبرس
لقد زودتنا مختلف المركبات الأمريكية والسوفيتية التي أرسلت إلى كوكب الزهرة، بين عامي 1961-1984، بقدر كبير من المعلومات حول الكوكب، لكن كانت لا تزال هناك حاجة لتغطية رادارية أفضل. وهذا كان الهدف من مسبار ماجلان الذي أطلق من على متن المكوك أتلانتس في 4 مايو 1989. وكان يرجى أن تكون الصورأكثردقة مما تم الحصول عليه في البعثات السابقة، وقد كان بدأ المسح الراداري في سبتمبر 1990، وبحلول عام 1993 تم تغطية 98 بالمائة من سطح الكوكب. وانتهت الدورة الرابعة له في 24 مايو من ذلك العام. والدورة الواحدة تدوم 243 يوم أرضي، يدور فيها كوكب الزهرة بشكل كامل تحت المستوى المداري للمركبة. في بادئ الأمر، حينما دخل ماجلان في مدار كوكب الزهرة، كانت المدة 3.2 ساعة، والحد الأدنى للمسافة 289 كيلومتر (180 ميل)، مع أن هذا الحد تم إنقاصه في سبتمبر 1992 إلى 184 كيلومتر (115 ميل).
يستطيع ماجلان إظهار التفاصيل حتى 120 متر (400 قدم). يرسل الطبق الرئيسي، الذي يبلغ عرضه 3.7 مترا (12 قدم)، نبضة إلى الأسفل بزاوية منحرفة إلى المركبة الفضائية، فتصطدم بالسطح الأسفل مثلما تفعل أشعة الشمس في الأرض. وتقوم صخور السطح بتعديل النبضة قبل أن تعكسها مجددًا إلى الهوائي؛ وتبدو المناطق الوعرة ساطعة على الرادار، بينما تظهر المناطق المنبسطة مظلمة على الرادار. ويقوم هوائي أصغر بإرسال نبضة رأسية إلى الأسفل، ويحدد الفارق الزمني بين الإرسال والاستقبال ارتفاعَ السطح تحته بدقة تبلغ 10 أمتار )33 قدم(. ولقد أظهر ماجلان تفاصيل دقيقة عن السطح البركاني، فهناك على سبيل المثال تدفقات حممية متعددة لها درجات انعكاس رادارية متفاوتة تبين المناطق الصخرية وتلك الأكثر انبساطًا. وهناك تدفقات من الواضح أنها تكونت جراء حمم بركانية شديدة السيولة، بل إنها تُظهر تعرجات تشبه الأنهار. والتضاريس التي تُعرف باسم المرتفعات الوعرة هي مساحات وعرة ومرتفعة تمتد لبضعة آلاف من الكيلومترات، إحداها هي ألفا ريجيو، وتراها في الصفحة المقابلة. كما أظهر ماجلان الكثير من الأكاليل التي تسببت بها أعمدة من المواد الحارة المتصاعدة من تحت السطح. أما العنكبوتيات، التي لم تكتشف حتى الآن سوى على سطح الزهرة، فتستمد اسمها من تشابهها الظاهري مع شباك العنكبوت، فهي دائرية إلى بيضاوية الشكل ولها حلقات متحدة المركز ومعالم معقدة تمتد إلى الخارج. ومن حيث الشكل، فهي تشبه الأكاليل – وهي عبارة عن تشكيلات بركانية دائرية تحيط بها سلاسل وأخاديد وخطوط شعاعية. وثمة أشياء غريبة الشكل تم تلقيبها بالفطائر، وهي بدورها ذات أصل بركاني. كما توجد مؤشرات قوية على وجود انفجارات بركانية هنا وهناك. أما فوهة كليوباترا التي تقع على السفوح الشرقية لجبال ماكسويل فيبلغ قطرها حوالي 100 كيلومتر (62 ميل).
إن مقاييس وألوان الصور الظاهرة هنا هي نتاج المعالجة الحاسوبية، فعلى سبيل المثال، المقياس الرأسي لصورة غولا مونس، الظاهرة أعلى الركن الأيمن من الصورة الرئيسية، قد تم زيادته بشكل متعمد لإبراز معالمه. والألوان ليست كما يراها مراقب من على سطح الكوكب – حتى مع افتراض أنه قد يصل هناك، الأمر الذي ليس بالسهل على الإطلاق! والبقع الساطعة التي تمثل الانسكابات الحممية ما كانت لتبدو كذلك للعين المجردة.
لقد أدى ماجلان كل ما كان متوقعا منه، وفي نهاية مهنته تم إحراقه في غلاف الزهرة الجوي في 11 من أكتوبر 1994.
المهمة التالية نحو الكوكب كانت المسبار الأوروبي فينوس إكسبرس، الذي أطلق على متن حاملة سويوز فريجات من بايكونور (كازاخستان) في 9 نوفمبر 2005. وقد بلغ مداره النهائي حول الزهرة في 7 مايو 2006 . وهو مسار لا مركزي بشكل كبير مع دورة مدارية تبلغ 24 ساعة. ويتراوح البعد عن الزهرة من 250 إلى 660 ألف كيلومتر (41 إلى 155.000 ميل)، والمدار مدار قطبي.
إحدى أولى الصور أظهرت دوامة هائلة في الغلاف الجوي فوق القطب الجنوبي مباشرة تقريباً، وهي تتطابق مع تشكيل سحابي مشابه فوق القطب الشمالي. وتم الحصول على قياسات جديدة لدرجة حرارة السطح، حددت "البقع الحارة" التي قد ترتبط بالنشاط البركاني الفعال حالياً.
لقد أفشى كوكب الزهرة الكثير من أسراره ولم يعد "كوكب الغموض". لكن علينا الإقرار بأنه كلما تعلمنا المزيد عنه، كلما بدا أقل ترحيبا. ويبدو أن فرص إيجاد أية حياة هناك معدومة فعلاً.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]