كشف تفاصيل الصحارى بواسطة الإستشعار عن بعد
2013 دليل الصحارى
السير باتريك مور
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
من بحور الرمل الرائعة في الصحراء الكبرى الى سهول الضباب الساحلية في بيرو ومن الصخور المتكسرة في غوبي الباردة الى حرارة البراكين اللافحة في داناكيل تتنوع البيئة في الصحارى بقدر يفوق حتى عدد الصحارى ذاتها.
ويستكشف الأطلس صحارى العالم منطقة فمنطقة. ويلقي نظرة على الصفات المادية للصحارى وقوى الطبيعة الشديدة التي شكلتها.
ويصف هذا الأطلس حياة الشعوب التي تقطن الصحارى وثقافاتهم الفريدة والإستثنائية. اضافة الى موارد الصحراء –الحياتية والمعدنية معاً– وكيفية استثمارها مع الأخطار التي تتهدد الأنظمة البيئية وسكان الصحارى وأطرافها.
تشكل الصحارى أكثر من 30 في المئة من سطح الأرض. وهي تغطي نسبة عالية جداً من قارتي أفريقيا واستراليا وكل جنوب غربي آسيا وآسيا الوسطى تقريباً وكذلك كل الولايات الجنوبية الغربية في الولايات المتحدة ومعظم شمالي المكسيك.
ولا توجد صحارى في أوروبا، وتغطي الصحراء أجزاء صغيرة فقط من أميركا الجنوبية (على الرغم من تميز سمات تلك المواقع).
ومدى المناطق الصحراوية ليس محدداً وثابتاً. وتتباين ظروف الطقس في كل سنة.
وقد تحدث سنوات الجفاف معاً وتعمل على تشكيل نماذج محلية من الجفاف الذي ربما يمنع اعادة تكوين الحياة النباتية الطبيعية ويؤثر بذلك على مساحة الصحارى.
الصحارى والإستشعار عن بعد
يجمع قسم الأطلس من هذا الكتاب بين خرائط لصحارى العالم وصور التقطت عبر أقمار اصطناعية تدور حول الأرض وبطريقة الاستشعار عن بعد.
ومنذ الستينات من القرن الماضي تم تصوير الأرض بشكل يومي بواسطة أقمار إصطناعية تحمل أجهزة استشعار. ومنذ سبعينات القرن الماضي كانت هناك منصات تحمل أجهزة إستشعار تقوم بتصوير نصفي الكرة الأرضية كل نصف ساعة.
والمعلومات التي يلتقطها البعض من هذه الأجهزة توفر صوراً تشبه تماماً صور الألوان الحقيقية المألوفة جداً للعين.
وعلى أي حال فإن معظم المعلومات التي يتم تسجيلها ترجع الى أجزاء من الطيف الالكترومغنطيسي خارج الأطوال الموجية المرئية.
ولسوء الحظ لا يوجد نظام معقول من أجل تحويل الحجم الضخم من المعلومات التي جمعت عن بعد الى ألوان مرئية.
وفي الأطوال الموجية المرئية تعكس الأشياء والسطوح التي تبدو حمراء اللون الضوء الأحمر الذي يسقط عليها فيما تمتص في الوقت ذاته الأجزاء الزرقاء والخضراء والصفراء فوق البنفسجية من الطيف. ومن جهة اخرى فإن النباتات تبدو خضراء اللون لأنها تمتص الموجات الحمراء وغيرها وتعكس الضوء الأخضر.
وتعكس النباتات بقوة أيضاً الأشعة تحت الحمراء، غير أن هذا الضوء لا تراه العين، ونظراً لأن الأشعة تحت الحمراء يتم تسجيلها عبر أنظمة الإحساس عن بعد وتقوم بنقل معلومات فإن من المهم التمكن من اظهار تلك المعلومات على صور فوتوغرافية.
ومن الأمور التقليدية اظهار إنعكاسات الأشعة تحت الحمراء باللون الأحمر، ولذلك وفي العديد من صور الأطلس حيث توجد مناطق نباتية كثيفة فإن مثل تلك النباتات تبدو باللون الأحمر.
ومناطق الغلال الكثيفة مثل الدلتا المروية ووادي النيل تبدو أيضاً باللون الأحمر. وفي الفصل الرطب فإن مناطق الأطراف، مثل «الساحل» في أفريقيا سوف تبدو مثل نسخ من اللون الأحمر وفقاً لدرجة الغطاء النباتي في تلك السنة.
وصور الأقمار الاصطناعية مفيدة جداً من أجل تسجيل تغيرات سطح الأرض خلال فصل محدد وبين سنة واخرى وتوفير مصدر مهم للمعلومات حول قضية التصحر المثيرة للجدل.
والصور الرائعة التي يشتمل عليها القسم اللاحق توضح قدرة الإستشعار عن بعد من أجل توفير معلومات عن مناطق واسعة.
وعلى أي حال تستطيع صور الأقمار الاصطناعية تسجيل معلومات اخرى غير تلك المتعلقة بوجود أو إنعدام النباتات والتنوع الجيولوجي في المناطق الصحراوية.
وبوسع أجهزة الإستشعار المحمولة بالأقمار الاصطناعية أن تسجل أيضاً درجات الحرارة ورطوبة التربة كما تسجل أقمار الأرصاد الجوية أنظمة الطقس التي تحدد أوضاع البيئة الأرضية والبحرية بما في ذلك البيئة في صحارى العالم.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]