المريخ: سبيريت وأوبورتيونيتي
2013 أطلس الكون
مور ، السير باتريك مور
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
المريخ: سبيريت وأوبورتيونيتي
كانت مركبتا استكشاف المريخ الجوالتين، MER-A وMER-B، – المشهورتين ب’سبيريت’ و ’أوبورتيونيتي’– قد أطلقتا في عام 2003 في 1 يونيو و7 يوليو على التوالي. وحطتا على المريخ باستخدام طريقة ’الكيس الهوائي‘، سبيريت في 4 يناير 2004 وأوبورتيونيتي في 25 يناير التالي. وكان من المتوقع أن تظلا نشطتين لـمدة 90 يوم مريخي، وفي الحقيقة تجاوزت كل منهما يومها الألف بحلول نوفمبر 2006، وكانتا لا تزالان تعملان بشكل ممتاز في 2007. في إحدى المراحل هدد الغبار المتراكم الجزء العلوي من سبيريت بالتشويش على البث. لكن زوبعة غبارية مريخية ساعدت على تبديد ذلك الغبار، فالطبيعة قد تكون متعاونة أحيانًا.
ومهما يكن فالمركبتان متشابهتان. فكل منهما قطرها 2.7 متر (8.7 قدم) وارتفاعها 1.6 متر (5.2 قدم)، بما فيها مركبة الدخول. الجسم الرئيسي مصنوع من الألمونيوم مع حلقة خارجية مغطاة بألواح شمسية. وهناك ست عجلات على روافع مفصلية مما يعني أن المركبتين تستطيعان التغلب على الأراضي الوعرة، وحتى تسلق الصخور الصغيرة.
لقد تم إختيار مواقع الهبوط بعناية، إذ تم توجيه سبيريت نحو فوهة غوسيف، 14.5° جنوبًا، 175.4° شرقًا؛ وقطرها 170 كيلومتر (106 ميل)، ويعتقد أن عمرها بين ثلاثة إلى أربعة آلاف مليون سنة. وتم إختيارها لأن نظام قنوات طويل، هو وادي مآدييم، يصب فيها، مما يشير إلى أن الفوهة كانت فيما مضى بحيرة. أما أوبورتيونيتي فقد أرسلت إلى هضبة ميريدياني، على الجهة المقابلة من المريخ، حيث أشار رصد المركبات المدارية إلى وجود الهيماتيت، وهو معدن عادة ما يرتبط بالماء. كلتا عمليتي الهبوط كانتا مثاليتين. فقد هبطت سبيريت تقريبًا حيث كان من المتوقع لها أن تفعل، أما أوبورتيونيتي فقد سقطت في فوهة تبلغ 30 متر (100 قدم) أطلق عليها بسرعة إسم إيغل. وفرح مخططو ناسا بهذا، لأن إيغل احتوت على نتوءات صخرية مما يشير إلى أن ميريدياني بلانوم كانت فيما مضى بحر صغير. وتبين أن الهيماتيت الذي تم رصده من المركبة المدارية مغلف بكريوات تم تلقيبها بـ ’التوت‘.
سبيريت وأوبورتيونيتي كانتا مجهزتين جيا. بالطبع هناك كاميرات قادرة على إرسال مشاهد بانورامية وقريبة-المدى، ومقاييس للطيف تستخدم للفحص المقرب عن المكونات المعدنية للصخور، وأداة كشط الصخور (Rock Abrasion Tool) (RAT) لإزالة الصخور السطحية التي تعرضت للغبار والتجوية، والكشف عن المواد الحديثة بالأسفل، ومقياس للأشعة السينية، وأداة تصوير ميكروسكوبي وغير ذلك. ومن المدهش أن المعدات وأدوات الإتصال لم تتسبب بأي متاعب تذكر. بالطبع كانت هناك بعض المشاكل، فإحدى عجلات سبيريت علقت وتحتم جرها، بينما أمضت أوبورتيونيتي بعض الوقت وهي عالقة في جرف، لكن من المنصف القول بأن المركبتين تجاوزتا أقصى آمال مخططي ناسا.
من المرجح أن إنجازهما الرئيسي كان إثبات امتلاك المريخ بالفعل فيما مضى للمحيطات، والبحيرات، والأنهار،
وعلق ستيف سكويريس Steve Squyres(، الباحث الرئيسي للمعدات العلمية، حول سهل ميريدياني، حيث حطت أوبورتيونيتي، وكانت ’مغمورة‘ بالماء. لقد كان المريخ فيما مضى قادرا على دعم الحياة، أما إذا كان قام بذلك بالفعل أم لا، فهذا أمر لا نعلمه.
كانت مناظر المريخ متنوعة – ورائعة بأي معيار. فمثلا، زارت أوبورتيونيتي فوهة ﭬيكتوريا، وتم تصويرها من قبل مارس ريكونيسانس أوربيتر، وظهرت أيضا آثار عجلات أوبورتيونيتي واضحة. وشقت المركبة الجوالة طريقها إلى قمة نتوء كبير فوق الفوهة، أطلق عليه كاب ﭬيردي، وتمكنت من إلتقاط فسيفساء من الصور بالألوان الحقيقية للفوهة أسفلها.
أظن أنه لكل شخص ما يفضله بشكل خاص بين الصور العديدة التي أرسلت إلينا حتى الآن من المركبات الجوالة. ويجب علي أن أختار بين اثنتين، كلتاهما من سبيريت. إحداهما صورة بانورامية لتشكيلة تلال كولومبيا، داخل غوسيف، إذ قامت سبيريت في الحقيقة بالتسلق إلى قمة تَل هزباند. لكن في رأيي هذا الشرف يجب أن يكون من نصيب الصورة المهيبة للغروب، والتي التقطت في 19 مايو 2005 عندما كانت الشمس تتدلى أسفل حافة فوهة غوسيف – في اليوم المريخي الـ 419 على سطح المريخ. والشمس أصغر بكثير مما تبدو عليه من الأرض، والمنطقة الأمامية عبارة عن بروز صخري، ويبعد جدار الفوهة 80 كيلومتر (50 ميل).
وحتى يناير 2007 لم تستطع المركبات الجوالة أن تخطط إلا لمسافة محدودة أمامها، لكنها زُودت الآن ببرنامج جديد أتاح لها التخطيط لخط سير إلى نقطة تبعد 50 متر (164 قدم)، مع تجنب العقبات التي لن تتمكن من تسلقها. وأنا أكتب هذه الكلمات (يوليو 2007) لا تزال كل من سبيريت وأوبورتيونيتي ترسلان إلينا بالبيانات، على الرغم من أن عاصفة غبارية كبرى أعاقت عمليات أوبورتيونيتي وكذلك سبيريت بدرجة أقل.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]