الفنون والآداب

الأفلام الأولى

2008 كتاب المعرفة – الثقافة والفنون

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الفنون والآداب الأحافير وحياة ما قبل التاريخ

تعّد الأفلام أحد أشكال الفن الأصغر عمراً والأكثر ربحاً في العالم. كان أول فيلم يُعرض عام 1895، وبحلول الثلاثينيات من القرن العشرين كان الملايين من الناس في أوروبا وأمريكا الشمالية يرتادون دور السينما كل أسبوع. واليوم تُمكن أشرطة الفيديو وإسطوانات الدي في دي (الإسطوانات الرقمية متعددة الجوانب) ووسائل إعلام إلكترونية أخرى الناس في جميع أنحاء من مشاهدة الأفلام متى شاؤوا في منازلهم. 

لم تكن للأفلام في الوقت الحاضر أن تتواجد من دون ثلاثة اختراعات في القرن التاسع عشر، وهي التصوير الفوتوغرافي وجهاز الإسقاط الضوئي للشرائح وجهاز الإسقاط للصور السينمائية.
أقدم صورة لا تزال موجودة التقطت عام 1827، وقد أنتجت عن طريق وضع خليط من المواد الكيميائية على صفيحة زجاجية، بحيث تعكس صورة عليها ثم تعرض الصفيحة إلى الضوء.
اكتشف المصورون الفوتوغرافيون الأوائل أنه عند تسليط الضوء على صور منعكسة على صفائح زجاجية فإنه يمكن إسقاط هذه الصور على سطح آخر. وبهذا استطاعوا أن يقدّموا عرض الفانوس السحري حيث يجلس الجمهور في غرفة معتمة ويشاهدوا الصور مسقطة على جدار.
أفلام السليوليد:

كانت آلة التصوير السينمائية، التي اخترعها الأخوة لوميير، تعمل عن طريق عرض شرائح متواصلة من فيلم مطبوع بصور فوتوغرافية أمام ضوء براق وعدسات مكبرة، وبهذا فإن صورة ضخمة متحركة تظهر على الشاشة. منذ العام 1889 تقريباً كانت أفلام السينما تصنع من مادة السليوليد، وهي نوع من البلاستيك المصنع من لبّ الخشب والحمض والكحول. وكانت أفلام السليوليد مرنة وشفافة، ولكنها أيضاً مادة خطرة قابلة للإنفجار، حيث دُمرت العديد من الأفلام الأولى حين شبت بها النار.

في الثمانينيات من القرن التاسع عشر قام الأمريكي إيادويرد ميبريدج (1830-1904) بصف مجموعة من الكاميرات بواسطة خيوط مربوطة بمصاريع الكاميرات، وبهذا استطاع أن يلتقط العديد من الصور في أوقات متعاقبة سريعة. وكان هدف ميبريدج أن يدرس الحركة، ولكنه أدرك أنه عند عرض صوره واحدة تلو الأخرى بسرعة فإنه يستطيع أن ينتج صوراً تبدوا وكأنها تتحرك. 
اخترع ميبريدج آلة تسمى جهاز الإسقاط للصور السينمائية لعرض صوره المتحركة، وصنعت الآلة من إسطوانة فارغة كبيرة تدور حول نفسها وألصقت الصور في داخلها. مع دوران الإسطوانة لا يستطيع المشاهدون أن يروا أين تنتهي صورة ما وتبدأ التي تليها وبهذا فإنها تندمج مع بعضها وتبدو كأنها تتحرك.
في أمريكا أيضاً استطاع توماس إديسون (1847-1931) بمساعدة ويليام ديكسون أن يصمم الكينتوغراف، وهي كاميرا سريعة جداً تستطيع التقاط 40 صورة في الثانية، كما صمما آلة خاصة تسمى الكينتوسكوب، وهي أداة لعرض أفلام الكينتوغراف، بحيث ينظر المشاهدون عبر زوج من العدسات، وليس المنظار، في حجيرة معتمة.
كانت الأفلام الأولى صامتة، بحيث يمثل الممثلون القصة باستخدام الإيماءات، وهذا معناه أن جميع المشاهدين من دول مختلفة يمكنهم الإستمتاع بنفس العرض. وكان في العادة يرافق عروض الأفلام موسيقى تعكس مزاج الفيلم تُعزف في دار السينما على آلة البيانو أو الأورغن.
أنتج أول فيلم مع صوت – المعروف باسم الفلم الناطق – عام 1927، وكان فيلماً ناجحاً جداً حضره مشاهدون، ولكنه مثل كارثة لبعض نجوم السينما، فرغم أنهم كانوا بارعين في الحركة والإيماء، إلا أن أصواتهم لم تكن جميلة، ولهذا فقد حلّ محلهم ممثلون جذابون ويستطيعون أن يلقوا أدوارهم بصوت جميل.
كان العديد من الأفلام الأولى كوميدية، ولكن بحلول العشرينيات من القرن العشرين تحوّلت العديد من قصص المغامرات والملاحم التاريخية وروائع الأدب إلى أفلام أيضاً.

صوت الأفلام:

في أيام السينما الأولى كان يرافق عروض الأفلام عزف موسيقي حي على آلة البيانو أو أنغام مسجلة على الغراموفون. في عام 1911 بدأت شركة ويرليتزر في الولايات المتحدة الأمريكية بصنع آلات أرغن ضحمة تسمى “آلات ويرليتزر الضخمة” للسينما لتوفر للأفلام أصواتاً عالية ومؤثرة والعديد من المؤثرات الصوتية. لم ينتج أول فيلم مع مدرج صوتي (أي تسجيل صوتي يُشغل في نفس الوقت مع الفيلم) حتى عام 1927.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى