المجموعة المحلية
2013 أطلس الكون
مور ، السير باتريك مور
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
المجموعة المحلية
في العادة تتجمع المجرات في مجموعات أو حشود، وتتبع مجرتنا درب التبانة أحد هذه الحشود وهو الذي نسميه المجموعة المحلية. تتكون المجموعة المحلية من ثلاث مجرات حلزونية كبيرة، وحسب ترتيبها من الأكبر إلى الأصغر هم M31 المرأة المسلسلة ومجرة درب التبانة و M33 مجرة المثلث، وعدة مجرات من الحجم المتوسط أبرزها سحابتا ماجيلان وأكثر من 24 مجرة قزمة بعضها لا يفوق عدد نجومها تلك للحشود الكروية. إن أعضاء المجموعة المحلية هي الوحيدة التي لا تبتعد منا، وفي الواقع تتجه مجرة المرأة المسلسلة نحونا بسرعة تفوق 300 كيلومتر (180 ميل) في الثانية ومن المحتم أنها ستصطدم في يوم ما بدرب التبانة مع العلم أنه لن يحدث هذا قبل آلاف الملايين من السنوات.
يمكننا فقط رؤية بعض المنظومات التابعة للمجموعة المحلية بالعين المجردة، وأسطعها سحابتا ماجيلان اللتان تبدوان كأنهما جزءان منفصلان عن درب التبانة. لا يزال راصدو النصف الشمالي يندمون على أنهما موجودتان بعيدا جدا في جنوب السماء بحيث لا يمكن رؤيتهما لا من أوروبا ولا من معظم مناطق الولايات المتحدة. (قد سميتا تكريما لفرديناند ماجيلان Ferdinand Magellan ولكنهما كانتا معروفتين منذ زمن بعيد قبل رحلة المستكشف البرتغالي، قام بتسجيلهما الفلكي الفارسي ’الصوفي’ عام 964). تمتطي سحابة ماجيلان الكبرى الحدود ما بين كوكبتي الجبل و أبو السيف، وتبعد عنا بمسافة 169,000 سنة ضوئية ويبلغ حجمها نحو 1/20 من حجم مجرتنا. وهي تضم جميع أنواع الأجسام المختلفة- نجوما من كل فئاتها، حشودا مفتوحة وكروية، وسدما مجرية- فسديم العنكبوت المذهل (NGC2070، 30 أبو السيف) يبلغ قطره 1000 سنة ضوئية وهو غني لدرجة أنه لو كان قريبا منا بنفس مسافة سديم الجبار لغمرنا بظلاله. أما سحابة ماجيلان الصغرى فهي تبعد 190,000 سنة ضوئية ومع أنها ليست بنفس الضخامة فهي تحوي بضع مئات الملايين من النجوم. المسافة التي تباعد ما بين السحابتين هي 75,000 سنة ضوئية، والاعتقاد السائد هو أنهما مجرتان تابعتان لدرب التبانة تدوران حولها، مع أن هذا الاعتقاد قد شُكك فيه مؤخرا لكنه من المؤكد أن السحابتين مرتبطتين ببعضهما وبمجرتنا، والذي يربطهما تيار من غاز الهيدروجين.
وما بعد درب التبانة والسحب والمنظومات القزمية المتعددة، نصل إلى M31 مجرة المرأة المسلسلة، فهي تظهر خافتة للعين المجردة ولكنها تبدو واضحة بالمنظار، ومع ذلك فهي وبكل صراحة ليست مذهلة حتى لو شوهدت بالمقراب. هي مجرة حلزونية سوية التكوين لها ’قضيب’ مركزي غير بارز، ولكنها تميل عنا ب°77 فتفقد بهذا كل جمالها، ولو كانت مواجهة لنا لأصبحت مشهدا رائعا حقا. هناك خلاف حول مسافتها حيث أعطى القمر الصناعي الفلكي القياسي هيباركوس، والذي يتوقع أنه غاية في الدقة، مسافة تساوي 2.9 مليون سنة ضوئية، ولكن اتضح الآن أن قياسات هيباركوس مشتبه فيها نوعا ما وأن المسافة الأقرب للحقيقة هي 2.5 مليون سنة ضوئية. تضم مجرة المرأة المسلسلة نحو مليون مليون نجم- أكثر بكثير من درب التبانة بالإضافة إلى أجرام مختلفة من كل الأنواع. وقد انفجر فيها مستعر أعظم عام 1885- هو S المرأة المسلسلة- فيما نسميه بالعصر ’المقرابي’. لم تتم دراسته عن كثب لأنه لم يكن مفهوما آنذاك، وكانت إحدى المكتشفات المستقلات هي بارونة مجرية أقامت حفلا في حديقتها وكانت قد نصبت مقرابا صغيرا في حديقتها الأمامية! (في شهر فبراير من عام 1987، شوهد مستعر أعظم في سحابة ماجيلان الكبرى، ومع أنها تقع على بعد 169,000 سنة ضوئية فهي ما زالت أقرب منا بكثير من المرأة المسلسلة. وصل المستعر الأعظم SN1987A عام 1987 إلى القدر الثاني وغيّر بذلك وجه هذه المنطقة من السماء كلية لمدة مؤقتة، وتم التعرف على سلف المستعر الأعظم و ثبت على خلاف المتوقع أنه نجم أزرق وليس أحمر فائق العملقة).
والعضو الثالث المهم التابع للمجموعة المحلية هو M33 في المجرة المثلثة، ويقع على طرف مجال الرؤية بالعين المجردة، ومع أنه تسهل رؤيته بالمنظار فمن الصعب التقاطه بمقراب صغير لأن درجة سطوع سطحه متدنية، وهو حلزوني عادي ويقع على بعد أقل من ثلاثة ملايين سنة ضوئية وفقا لآخر التقديرات. وكان يُعتقد أن المجموعة المحلية تحتوي أيضا على مجرتين كبيرتين هما مافي 1 و مافي 2 (على اسم مكتشفهما) ولكن اليوم قد ثبت أنهما وراء المجرة بمسافة بعيدة.
والمجموعة المحلية محددة بشكل جيد ولكنها تنتمي إلى وحدة أكبر بكثير اسمها حشد العذراء الفائق- يطلق عليه أحيانا الحشد المحلي الفائق- والذي يحتوي على مئة مجموعة من المجرات على الأقل أهمها M87 الهائل الكتلة في مجرة العذراء التي تبعد نحو 60 مليون سنة ضوئية ويُعرف عنها أن لها ثقبا أسودا فائق الكتلة في مركزها.وكل ما زادت معرفتنا بالكون، كلما وجدنا أن توزيع المجرات منظم على نحو لم نكن نتوقعه.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]