علم الفلك

الدب الأصغر، التنين

2013 أطلس الكون

مور ، السير باتريك مور

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

علم الفلك

الدب الأصغر، التنين

الدب الأصغر (Ursa Minor) كوكبة جديرة بالذكر في الأغلب لأنها تحتوي على القطب السماوي الشمالي، والذي يُحدِّد اليوم ضمن درجة واحدة باستخدام النجم α (نجم القطب) ذو القدر الثاني، وهو يدنو حاليا من القطب وسيصل إلى أقرب نقطة له (ضمن ´´31 ´28) في عام 2102. قد وجده الملاحون ذو فائدة كبيرة بالفعل، حيث أنه لحساب خط العرض على سطح الأرض ليس عليك سوى قياس ارتفاع (بالدرجات) نجم القطب ثم القيام بتعديل بسيط عليه. (ملاحو النصف الجنوبي ليسو بنفس الحظ، إذ أن نجمهم القطبي، σ الثُمن، خافت جدا.) يقع القطب الحقيقي تقريبا على خط يصل بين نجم القطب و القيض (η الدب الأكبر).

عرف نجم القطب نفسه لقدماء الإغريقيين باسم ’العنقاء/الفينيق‘، وكان له اسما آخر خلال القرن السادس والسابع عشر هو ’النجم القطبي‘ (Cynosura). هو من الفئة الطيفية F8 فنظريا يتعين عليه أن يبدو مصفرا قليلا ولكن سيخبرك معظم الراصدون بالتأكيد أنه أبيض اللون. يقع مرافقه ذو القدر التاسع على بعد ما يزيد عن 18 ثانية قوسية ولا يصعب رؤيته على الإطلاق، إذ قام باكتشافه ويليام هيرشيل عام 1780 وقيل أنه لُمِح بمقراب ذو 5 سنتيمتر (2 بوصة) مع أنه يتطلب أداة ذات 7.6 سنتيمتر (3 بوصة) على الأقل ليُرى بوضوح. يقع نجم القطب على بعد 430 سنة ضوئية منا، وهو نجم قوي إذ يبلغ سطوعه 2200 ضعفا الشمس.

النجم الوحيد الآخر الساطع إلى حد معقول في كوكبة الدب الأصغر هو β (الكوكب) الذي يختلف اختلافا شديدا عن نجم القطب، وهو من الفئة K ويظهر لونه البرتقالي بوضوح للعين المجردة، ويبعد عنا بمسافة 126 سنة ضوئية ويعادل تألقه 500 شمسا. إن نجم الكوكب (Kochab) وجاره γ (الفرقد الأكبر)أحيانا ما يطلق عليهما اسم ’حارسا القطب’. أما بقية شكل الدب الأصغر فهو خافت جدا وسيغرقه أي ضباب أو ضوء من القمر. لا توجد أجسام أخرى ذات أهمية مباشرة هنا.

التنين (Draco) هي كوكبة كبيرة تغطي أكثر من 1000 درجة مربعة من السماء ولكنها لا تضم أي نجوم شديدة السطوع. ليس من الصعب العثور عليها، حيث تبدأ تقريبا بين المؤشرين ونجم القطب ثم تلتف حول الدب الأصغر وتمتد صاعدة حتى قيفاوس ثم باتجاه السلباق. لا يبعد ’الرأس‘ كثيرا عن النسر الواقع (α السلباق) وهو أبرز جزء من الكوكبة ويتكون من γ (التنين) و β(العوائذ) و ν و ξ. ν ثنائي عريض ذو عنصرين متساويين ويسهل رؤيته، ويزعم البعض من ذوي البصر الحاد أنه بإمكانهم التمييز بينهما بالعين المجردة والأمر المؤكد أنه شديد الوضوح بالمنظار. هما مرتبطان حقيقيا ويشتركان في حركة موحدة عبر الفضاء ولكن المسافة الحقيقية الفاصلة بينهما هي من القدر 350,000 مليون كيلومتر (217,500 مليون ميل). كل من العنصرين يتألق ب11 ضعفا للشمس.

التنين (Eltamin) هو نجم برتقالي عادي يبعد بمسافة 100 سنة ضوئية ويبلغ تألقه 107 ضعفا للشمس ولكن مكانته في تاريخ العلم تعود إلى مشاهدات جيمز برادلي (James Bradley) له في 26-1725 والذي أصبح لاحقا فلكيا ملكيا. كان برادلي يحاول قياس اختلاف المنظر النجمي، وكان التنين هدفا ملائما لأنه يمر مباشرة من فوق كيو حيث كان مرصد برادلي. وجد برادلي بالفعل انزياحا ولكنه كان كبيرا جدا على أن يكون اختلاف منظر- وأدى هذا إلى اكتشافه الزيغ الضوئي، وهو الانزياح الظاهري لجسم ثابت عندما يشاهد من على جسم متحرك.

ε التنين الذي يقع بالقرب من النجم δ الأسطع نوعا ما، هو ثنائي سهل التمييز. اشتبه في وقت ما أن هذا الجسم هو متغير بين القدر 3.75 و 4.75 ولكن لم يتم تأكيد ذلك، و هو من الفئة الطيفية G8. σ التنين أو الراقص (Alrakis) ذو القدر 4.68 من أقرب النجوم المرئية بالعين المجردة حيث يبعد عنا بما يقل عن 19 سنة ضوئية. هو قزم من الفئة K وتألقه أقل من الشمس بكثير.

α التنين (الثعبان) كان نجم القطب الشمالي في الوقت الذي بنيت فيه الأهرامات، و منذ ذلك الوقت وقد انتقل القطب من كوكبة التنين إلى الدب الأصغر، وفي المستقبل سيتحرك عبر قيفاوس و الدجاجة حتى يصل إلى السلباق بعد مرور 12,000 سنة من اليوم- مع أن النسر الواقع لن يقترب أبدا من القطب كما هو عليه نجم القطب حاليا، ثم سيعبر القطب في الجاثي ويعود إلى التنين بالقرب من الثعبان ثانية في مدة تقل عن 21,000 سنة من اليوم.

مع أن الثعبان تم تعيين له الحرف اليوناني α، إلا أنه ليس أسطع نجوم الكوكبة، وهو أخفت من γ بما لا يقل عن قدر. اعتقد ويليام هيرشيل أنه كان قد خبا في العصور القديمة، وبالتأكيد قد وضعه تايكو براه و بيير في القدر الثاني ولكن في الأغلب لم يحدث أي تغيير حقيقي. هو يبعد بمسافة 230 سنة ضوئية ويبلغ تألقه 150 ضعفا الشمس.

أكثر جسم سديمي مثير للاهتمام في التنين هو ( NGC6543 C6، سديم عين القط)، والذي يقع تقريبا في منتصف المسافة بين δ و ζ. هو سديم كوكبي صغير ولكن ساطع إلى حد ما، وله نجم مركزي من القدر 9.6. قد وصف أنه شبيه ’بالقرص المضيء، مثل نجم خارج عن البؤرة‘ من خلال مقراب صغير وقد زعم الكثير من الراصدين أن لونه يميل إلى الأزرق. كان أول جسم سديمي يُدرس بالمطياف- من قبل ويليام هاجينز (William Huggins) عام 1864، عندما وجد هاجينز على الفور أن طيفه من النوع الانبعاثي مما يعني أنه لا يمكن أن يكون مكونا من النجوم. قطره الحقيقي يساوي ثلث السنة الضوئية تقريبا، ونجمه المركزي شديد الحرارة وتصل درجة حرارة سطحه إلى نحو °35,000 مئوية. مسافته المعطاة هي 3200 سنة ضوئية.

التنين من الكوكبات الأصلية، وقيل أنها تُخلِّد ذكرى التنين الذي قام بحراسة التفاح الذهبي في حديقة هيسبيريدس (Hesperides)، مع أنه قيل أيضا أنه يمثل التنين الذي قتله البطل كادموس (Cadmus) قبل تأسيس مدينة بويتيا.

إن كوكبة التنين أيضا من أكبر الكوكبات، إذ تغطي مساحة 1083 درجة مربعة من السماء ولا توجد العديد من الكوكبات التي تفوقها حجما. ومع أن التنين لا تحوي نجوما ساطعة، إلا أنه يسهل التعرف عليها. هي حو-قطبية بالنسبة لبريطانيا ومن عند خطوط العرض الشمالية المماثلة.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى