الحيوانات والطيور والحشرات

نبذة تعريفية عن خصاص وفصائل حيوانات القوارض

2003 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الرابع عشر

عبد الرحمن أحمد الأحمد

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

حيوانات القوارض فصائل حيوانات القوارض خصائص القوارض الحيوانات والطيور والحشرات البيولوجيا وعلوم الحياة

القَوارِضُ هي أكبرُ رُتَبِ الثَّدْيِيَّاتِ، وتضمُّ نحوَ نِصْفِ أَنْواعِها. ومن أَمْثِلَتِها الشَّائِعَةِ: الفَأرُ، والجُرَذُ، واليَرْبوعُ، والقُنْدُسُ، والسِّنْجابُ، والشَّيْهَمُ.

وقَدْ يَسَّرَ لَها صِغَرُ حَجْمِ أَجْسامِها ووَفْرَةُ الغِذاءِ النَّباتِيِّ الانْتِشارَ في كلِّ مكانٍ علَى اليابِسَ بل إن بعضَها غَزَا البيئاتِ المائِيَّةَ.

وتُمَثِّلُ هذه الرُتْبَةُ مَجْموعَةً مُتَمَيِّزةً، فيكْفي الإنْسانَ أنْ ينظرَ إلَى أَسنانِها لِيَتَعَرَّفها.

 

فلِلْقوارِضَ كلِّها زَوْجٌ مِنَ القَواطِعَ (أَيْ: الأَسنان الأمامِيَّةِ) في كلِّ فكٍّ قَدْ تَحوَّرَ إلَى سَنَّيْنِ قارِضَتَيْن.

ويستخدمُ الحيوانُ هذه القواطِعَ الأرْبعَ في قَرْضِ أيِّ شيءٍ: الحشائِشِ، وأوْراقِ الأَشْجارِ وقِلْفِها وأَخْشابِها، والثِّمارِ والحبوبِ، وأَكياسِ القَمْحِ المَخْزونِ، إلخ. وهي لا تقرضُ لِكَيْ تَتَغَذَّى فَقَطْ، لكنَّها مُضْطَرَّةٌ إلَى اسْتِمرارِ هذا القَرْضِ، كما سوفَ نَرَى.

فالقَوارِضُ تَتَمَيَّزُ بأنَّ فكوكَها خاليةٌ منَ الأَنيابِ، وأنَّه ليس لها في كلِّ فكٍّ إلاَّ سِنَّانِ أمامِيَّتانِ اثْنتانِ (بدلاً من أربع). وكلٌّ من هاتين السِّنَّيْنِ مُغطَّاةٌ بِطَبَقَةٍ من المينا علَى السَّطْحِ الأَمامِيِّ فَقَطْ.

 

والسِّنَّانُ العُلْوِيَّتانِ والسِّنانِ السُفْلِيَّتان اللتان تُقابِلانهما حادَّة الحافاتِ، ويستخدمُها الحيوانُ في قَرْضِهِ لِلْموادِّ الغِذائِيَّةِ الصُّلْبَةِ كما يَسْتَخدِمُ النَّجارُ الإزْميلَ.

ولكنَّ مُشْكِلَةَ الحيوانَ القارِضِ أنَّ الأسنانَ تَنْمو باسْتِمرارٍ، طَوالَ حياتِهِ؛ فإذَا اغْتَذَى الحيوانُ بطعامٍ لَيِّنٍ، مُنِعَ مِنْ قَرْضِ أيِّ شَيْءٍ صُلْبٍ، نَمَتْ هذه القَواطِعُ حتَّى إنَّ الحيوانَ يصبحُ عاجزاً عن غَلْقِ فكَّيْهِ، وتناوُلِ الطَّعامِ ويموت!

ولِذًلِكَ يتحتَّمُ علَى الحيوانِ أنْ يَقْرِضَ أيَّ شيءٍ، كما ذكرنا.

 

ويَسْتَطيعُ الجُرَذُ، مثلاً، قَضمَ أنابيبِ الرَّصاصِ وأوْعِيَةِ المُعَلَّباتِ أو الأَخْشابِ القَوِيَّةِ. وقَدْ عُرِفَ عَنْ السِّنْجابِ الرَّمادِيِّ الحبيسِ في القَفَصِ أنَّه يَقْرِضُ وِعاءَ الأَلومِنْيومِ، الّذي يوضعُ لهُ فيهِ الماءُ، يوماً بعدَ يومٍ حتَّى يأتِيَ علَى مُعْظَمِهِ.

ولكنَّ الحيوانَ القارِضَ لا يبتلعُ كلَّ ما يَقْرِضُهُ، فإنَّهُ يستطيعُ أنْ يُدْخِلَ جانِبَيْ خَدَّيْهِ في الفَجَواتِ التي بين أسنانه، ليحول دون أن تمضي الجُذاذاتُ المقروضَةُ إلَى حَلْقِهِ، إنْ كانَتْ لا تَصْلُحُ غذاءً له، ثمَّ يَبْصُقُها!

والقَوارِضُ، وإن اخْتَلَفَتْ مَظاهِرُها وأشْكالُها، فهي في الغاِلبِ الأعَمِّ ذواتُ أجسامٍ أُسْطوانِيَّةٍ وأطرافٍ قصيرَةٍ. ويكونُ الطرَّفانِ الخَّلفيَّان أطولَ عادَةً من الطَّرِفَيْن الأمامِيَّينِ.

 

وللطَّرفَيْن الأَماميَّين أرْبَعُ أصابِعَ، وللخلفيَّين خمسٌ، والأَصابع مُزَوَّدَةٌ بَمَخالِبَ تتبايَنُ قُوَّةً وضَعْفاً في الأنْواعِ المختلفةِ.

والعُنُقُ قصيرٌ غَليطٌ، والعيونُ مُتَّسِعَةٌ بارِزَةٌ، والشِّفاهُ لَحْمِيَّةٌ مَشْقوقَةٌ سَهْلَةُ الحَرَكَةِ، وعَلَيْها شوارِبُ طَويلَةٌ.

وفيما عَدا ذَلِكَ، تتبايَنُ القَوارِضُ في أشْكالِ أَجْسامِها تبعاً للتَّبايُنِ الجَمِّ في كيفيةِ تَحَرُّكِها وفي أَساليب حياتِها. فمِنْها ما يَتَحَرَّكُ فَوْقَ سَطْحِ الأرْضِ، ووَسيلَتُه في ذَلِكَ المَشْيُ أو الوَثْبُ، ومِنْها الحَفَّارُ، ومِنْها ما يعيشُ تحتَ الأَرْضِ ويَغْتذِي بجذورِ النَّباتِ وهذه تَضْمُرُ عيونُها لِعَدَمِ حاجَتِها إلَيْها، ومِنْها المتسلِّقُ.

ومن القَوارِضِ ما هو مائِيٌّ يجيدُ السِّباحَةَ ويقيمُ أوْكارَهُ فَوْقَ سَطْحِ الماءِ.

 

ولقَدْ ساعَدَتْ وَفْرَةُ الغِذاءِ النَّباتِيِّ علَى انْتِشارِ القَوارِضِ، فاسْتَطاعَتْ أَنْ تَغْزُوَ البيئاتِ المتبايِنَةَ في بقاعِ العالَمِ المُخْتَلِفَةِ. فهي تعيشُ علَى اليابِسَةِ، أو تَحْتَ سَطْحِ الأَرْضِ، في الصَّحارِي شديدةِ الحَرارَةِ أو في التَّنْدرا المُغطَّاة سُطوحُها بالثُّلوجِ. وهكذا انْتَشَرَتْ أَنْواعُها مِنَ القُطْبِ الشَّمالِيِّ وحتَّى الطَرَفِ الجنوبِيِّ لليابِسَةِ.

وتقومُ القوارِضُ بدورٍ مهمٍّ في الطَّبيعَةِ. فالكثيرُ مِنْها يُعَدُّ من الآفاتِ الزِّراعِيَّةِ الّتي تَسْلُبُ غِذاءَ الإنْسانِ، وتُتْلِفُ مَحاصيلَهُ، كما أنَّ بَعْضَها يَنْقِلُ إلَيْهِ الأَمْراض كالطَّاعونِ والحُمَّى الرَّاجِعَةِ، وقَدْ تَعْمَلُ عوائِلَ خازِنَةً لِبَعْضِ الطُّفيْلِيَّاتِ كاللِّيشْمانْيا والتُكسوبلازما. وتُعَدُّ الجرذانُ والفِئرانُ من أشدِّ أعداءِ الإنْسانِ، ويجدُ الإنْسانُ صُعوبَةً بالِغَةً في إبادَتِها.

ولكنَّ القوارِضَ لها، علَى الجانِبِ المقابِلِ، فوائِدُ جَمَّةٌ. فبعضُها، كالفئرانِ والجُرذانِ والهامْستر وخِنْزيرِ غينْيا، حيواناتُ تجارِبَ مثالِيَّةٌ لدراسَة دَوْراتِ حياةِ الطُّفَيْلِيَّاتِ، وتَعَرُّفِ تأثيرِ الموادِّ الكيميائِيَّةِ علَى أنْسِجَةِ الجِسْمِ، والدَّوْرِ الّذي تَلْعَبُه هذه الموادُّ في تكوينِ الأَوْرامِ السَّرطانِيَّةِ.

 

وفي مناطِقِ السَّفانَّا، تقومُ القوارِضُ بمساعَدَةِ الإنْسانِ في التَّخَلُّصِ من الحَشائِشِ الّتي تُغَطِّي الأَرْضَ، كما أنَّ بَعْضَها يقومُ بِحَرْثِ الأَرْضِ بما يَحْفُرُه فيها من أنْفاقٍ لِسُكْناه.

والقوارِضُ الّتي تَخْتَزِنُ الثِّمارَ والبُذورَ في جُحورِها، كالسِّنجابِ، تَعْمَلُ علَى تشجيرِ المَناطِقِ الّتي تعيشُ فيها عِنْدَما تَبْدَاُ هذه البذورُ في الإنْباتِ بحلولِ مَوْسِمِ الأَمْطارِ.

وتقومُ القَوارِضُ بدورٍ مُهمٍّ في سلاسِلِ الغِذاءِ لِكثيرٍ من الفَقارِيَّاتِ، فهي الغِذاءُ المُفَضَّلُ لِلْعديدِ من آكلاتِ اللُّحوم من الثَّدْييَّاتِ.، كما أنَّ بَعْضَ الزَّواحِفِ، كالثَّعابينِ والوَرَلِ، وكذَلِكَ بعضَ الطيورِ، كالبومَةِ والحِدَأَةِ والصَّقْرِ، تَتَّخِذُ مِنَ القَوارِضِ غِذاءً لَها.

 

وينتشِرُ في العالَمِ أكثرُ من 1650 نوعاً، تَنْتمِي إلَى نحوِ 33 فصيلةً. ونكتفِي هُنا بذكرِ بعضِ الفصائِلِ الشَّائِعَةِ:

1- فصيلةُ الجُرذانِ والفِئْرانِ

2- فصيلةُ اليرابيع

 

3– فصيلةُ السَّناجيبِ

4- فصيلةُ القنادِسِ

 

5- فصيلةُ الهامْستَرْ: وتضمُ نحوَ 15 نوعاً من قوارِضِ العالَمِ القديمِ. والهامْستَرْ الذَّهبِيُّ قَدْ اسْتُؤْنِسَ ويَرَبَّى في المنازِلِ. وبعضُ السُّلالاتِ تُتَّخَذُ حيواناتٍ للتَّجارِبِ المَعْمَلِيَّةِ.

6- فصيلةُ خنازيرِ غينْيا: وتضمُّ نحوَ 15 نوعاً تعيشُ في أمريكا الجنوبيَّةِ (وهي، طبعاً، لَيْسَتْ من الخنازيرِ). و«خنزيرُ غينْيا» تُسْتَعْمل بعضُ سلالاتِه المُسْتَأنَسَةِ في إِجراءِ التجارِبِ المَعْمَلِيَّةِ، حتَّى إنَّ هذا الاسْمَ يستعملُ كنايةً عن أيِّ شخصٍ يُتَّخَذُ لإجراءِ تجربةٍ ما.

 

7- فصيلةُ الشَّيْهمِ: وتضمُّ نحو 12 نوعاً من قوارِضِ العالَم القَديمِ. وتتميَّزُ بتَحَوُّرِ بعضِ شَعْرِها إلَى أشواكٍ طويلَةٍ تغطِّي ظهورَها، وجانِبَيْها، وأجزاءً من أذْنابِها.

8- فصيلةُ الشِّنْشِلاَّ: وتضمُ نحوَ سِتَّةِ أنْواعِ تعيشُ في أمريكا الجنوبِيَّةِ. وهي تتميَّزُ بِفرائِها الجمليَةِ الّتي تُغرِي بِصَيْدِها، حتَّى أصْبَحَتْ مُهَدَّدَةً بالانْقِراضِ

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى