علوم الأرض والجيولوجيا

أمواج العواصف

2013 دليل المحيطات

جون بيرنيتا

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

علوم الأرض والجيولوجيا

تتحرك الأمواج عبر سطح المحيط بنفس الطريقة التي تبحر فيها السفن، حيث تقوم الرياح خلف الأمواج بدفعها عبر سطح المحيط. ويمكن للطاقة المنتقلة من الرياح إلى الأمواج أن تنتقل بدورها بين موجة وأخرى. وخلال العواصف، تتلقى الأمواج كمْاً كبيرا من الطاقة بحيث تتحول قسريا إلى أمواج مختلفة التواتر والأطوال والاتجاهات. ويطلق على هذا النمط الناتج عن ذلك مصطلح «بحر الرياح».

يتم تحديد إرتفاع الأمواج وهي المسافة العمودية بين قمة الموجة وقاعها، تبعا للمسافة التي تهب عليها الرياح ومدتها وسرعتها. وفي المحيط الهادئ الذي يتميز بأكبر مسافات لهبوب الرياح، تصل أمواج الرياح إلى أوج ارتفاعها. أما في قلب العواصف الشديدة، فقد يصل ارتفاع الأمواج إلى ما بين ١٢ إلى ١٥ متر (٤٠ الى ٥٠ قدم)، إلا أن أكبر ارتفاع موجي مسجل بلغ ٣٥ مترا (١١٥ قدم). احدى مثل تلك الحالات الموثقة جيدا، تم الابلاغ عنها من قبل قبطان سفينة رامابو – وهي ناقلة نفط يبلغ طولها ٤٧٨ قدم (١٤٦ مترا) والتي كانت متوجهة من مانيلا إلى سان دياجو – حيث علقت سفينته في خضم عاصفة تراوحت سرعة الرياح خلالها بين ٣٠ إلى ٥٠ عقدة لعدة أيام، وعند وصول العاصفة أوجها ضربت السفينة بموجة بلغ ارتفاعها ٣٤ مترا (١١٢ قدم) وقدرت سرعتها بـ ٥٥ عقدة.

تظهر الأمواج العالية في معظم الأحيان عند صعود أمواج العواصف على الجروف القارية. وعند ابتعاد الأمواج عن مركز العاصفة فانها تغير شكلها لتصبح منتظمة أكثر وتأخذ شكل الأمواج الطويلة المنسابة. ويمكن لمثل تلك الأمواج الانتقال إلى مسافات بعيدة، حيث يعرف أن أحد تلك الأمواج الضخمة التي تسببت بها احدى العواصف في المحيط الهندي قد انتقلت مسافة ٢٠,٠٠٠ كيلومتر (١٢,٤٠٠ ميل) إلى ألاسكا. وفي عام ١٩٨٧ سببت احدى تلك الأمواج الضخمة الطويلة القادمة من مركز العاصفة في المحيط الجنوبي فيضانات ودمارا واسع النطاق في جزر المالديف.

 

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى